آخر تحديث :الخميس-14 نوفمبر 2024-06:25ص
أدب وثقافة

ضوء سبتمبر.. فجر الحرية وأمل جديد لليمنيين

الخميس - 26 سبتمبر 2024 - 04:26 م بتوقيت عدن
ضوء سبتمبر.. فجر الحرية وأمل جديد لليمنيين
كتب/ بُثينة عبدالله:
في ليلة الخميس الساعة الخامسة (الموافق 27 ربيع الثاني 1382هـ، 26 سبتمبر عام 1962م) بزغ فجر الحرية. صرخ الشيوخ والرجال والنساء والأطفال: "جمهورية!" تعالت زغردات النساء في الأركان، وهدّف الرجال في الشوارع، وصرخ الأطفال في الأزقة: "جمهوريون!" سقط ثوب الاستبداد ورفع ثوب الحرية. انسجمت الآلام مع الفرح ليتحول سيل دماء الأبطال إلى نهر من المسك. 26 سبتمبر ميلاد وطن، إنه حلم كل يمني. نزفت بلادي دمًا لتسقي أحفادها حب الجمهورية. ما بين الظلم والاستبداد وُلدت الحرية، وما بين الألم وُلِد أبطال سبتمبر. احتضنت تلك الأرحام في زخم الجهل أجنةً شرعت لتحرير هذه الأرض.
سبتمبر، إنه قلب هذا الوطن الجريح، هو الفاصل بين الحرب والسلام. دُفن الظلم وبُعث النور من أزقة المنازل. إنه إرث الأجداد، مستقبل الأجيال، وحلم كل يمني حر. ولكن الحرية التي نُزف من أجلها دماء، وسقطت أرواح الثوار وهُتفت الأفواه بالجمهورية، تلاشت. يُعاد الظلم والاستبداد، وكأن الأحداث تدور كعقارب الساعة بأناس آخرين وتواريخ مختلفة. عاد الجهل بطريقة مثقفة، وأصبح الظلم حقًا بطريقة ساذجة، والفقر ينهش أوردة الشعب، والنيران موقدة يشع منها لهيب الحقد، والحروب تنهك كل جميل على هذه الأرض. الأطفال تأيتموا، والنساء ترملنّ، والرجال قُتلوا، والأحرار حُبسوا، وكأن هذا الوطن لن يستريح من الظلم، وهذا الشعب سيعاني على مدى العصور. كأنه كُتب على اليمنيين المعاناة، ولكن بصيص الأمل في عيون هذا الشعب يوقد أملًا في الأجيال. وكأن الأحداث ستدور، وستبزغ فجر 26 سبتمبر بتاريخ جمهوري آخر، وسيولد الأبطال من أرحام الألم، وسيأتي الزبيري بشكل آخر، وسيظهر علي عبد المغني بقلب رجل آخر. سيظهر الثوار بأرواح أخرى تتجسد. سيبزغ فجر الحرية مرة أخرى، وسيباد الظلم.
جمهوريون الدم
جمهوريون الروح
جمهوريون الفكر
جمهوريون عشنا
وسنموت جمهوريون....