أكد فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي تطلع الجمهورية اليمنية وشعبها للعمل مع شعوب العالم لبناء مستقبل يسوده السلام، والاستقرار، والازدهار.
واكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في كلمة امام قمة المستقبل التي انطلقت اليوم الاحد بالتزامن مع اجتماعات الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك" ان لدى شعوبنا آمال لا حدود لها في العمل معًا لبناء مستقبل يسوده السلام، والازدهار، تحفظ فيه الكرامة الإنسانية، والمواطنة المتساوية، وفي عالم متعدد الأطراف، فعالاً وعادلاً وشاملاً، ويضمن عدم ترك أحد منا خلف الركب".
اضاف " إنها فرصة ثمينة ان نتحدث اليكم في هذا الحدث الهام، الذي نجدد فيه معا التزامنا المشترك بمبادئ التضامن العالمي، والاحترام المتبادل، والتعاون الوثيق، وهي المبادئ التي تأسست عليها هذه المنظمة العريقة".
وعرض فخامته لرحلة اليمن المليئة بالمعاناة والتحديات الصعبة التي جلبتها حرب المليشيات الحوثية الإرهابية خلال العقد الاخير بدعم من النظام الايراني، مخلفة دمارا هائلا في كافة مناحي الحياة.
وخاطب فخامة الرئيس قادة دول العالم قائلا" لذلك فإن اولوياتنا قد تبدو مختلفة عن اجندة معظم بلدانكم خصوصا تلك التي تنعم بالسلام والاستقرار، لكن تطلعاتنا واحدة نحو المستقبل الواعد الذي تستحقه شعوبنا جميعا".
واوضح ان اليمن اليوم هو أحد أكبر الازمات الانسانية في العالم، وتثقله تداعيات الحرب على مختلف المستويات، بما في ذلك تعثر الوفاء بالتزاماته المرتبطة بأهداف الالفية والتنمية المستدامة، لكنه اشار الى انه رغم تلك التحديات الهائلة، يبقى صمود، وتصميم الشعب اليمني قوياً وثابتاً في السعي نحو مستقبل أفضل.
ولفت رئيس مجلس القيادة الرئاسي الى ان جزء من اسباب هذا الصمود يعود الى الدعم المستمر الذي تتلقاه الحكومة اليمنية من دول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، وشركائها الاقليميين والدوليين، والمنظمات التمويلية المعنية وعلى وجه الخصوص الصندوق والبنك الدوليين.
وفي سياق التأكيد على قوة ارادة الشعب اليمني في مقاومة ظروف الحرب، وصناعة الأمل، اشار فخامة الرئيس الى الجهود التي تكللت مؤخرا بالنجاح في التعاقد مع شركة "ستارلينك" العالمية لتقديم خدمة الانترنت الفضائي لمواطنينا، ليصبح اليمن من الدول الرائدة في المنطقة بالتعامل مع هذه الخدمة، "التي نراهن عليها في تعزيز تبادل المعلومات، والمعرفة، وتمكين الفتيات والفتيان من الالتحاق بالتعليم عن بعد، وحمايتهم من استقطاب جماعات العنف، والتنظيمات المتطرفة".
كما أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي على هذا الصعيد ان المجلس يكافح مع الحكومة على ثلاث جبهات، الاولى تتمثل بمواجهة مشاريع العنف، والتطرف والتخلف القادمة من الماضي، فيما تتمثل الجبهة الثانية بالعمل على ترميم الاثار الفادحة التي تسببت بها الحرب على الواقع المعاش، والثالثة بالسعي الى مواكبة المستقبل قدر الإمكان " لأننا نؤمن بأن الأجيال التي ولدت في ظروف الصراع سيكون من حقها ان تكبر مع فرص أفضل للسلام، والازدهار، والتنمية".
وأعرب فخامة الرئيس عن ثقته انه بدعم وتشجيع المجتمع الدولي يمكن للدول التي تعيش حروبا، وهشاشة مؤسسية مواكبة التقدم العالمي، طالما توافرت الإرادة والتفكير الخلاق من اجل اللحاق بالركب.
تابع فخامته قائلا" من جانبنا يعمل مجلس القيادة الرئاسي مع الحكومة منذ عامين، على مواكبة اجندة قمة المستقبل، سواء على صعيد تعزيز دور المعادل التكنولوجي في البلاد كحق من حقوق الانسان، او من خلال تمكين المرأة، والشباب الذين أطلقنا من اجلهم برنامجا طموحا لتطوير القدرات في العاصمة المؤقتة عدن، كما عقدنا في مدينة تعز مؤتمرا موسعا في هذا السياق".
واكد انه على الرغم من وطأة الحرب والازمة التمويلية التي فاقمتها الهجمات الحوثية الإرهابية على المنشآت النفطية، الا ان الحكومة اليمنية تحقق صمودا مدهشا بدعم من الاشقاء للوفاء بالالتزامات الحتمية، والدفع قدما بالأفكار، والمشروعات النوعية التي تحقق قدرا من الاستدامة.
وتحدث في هذا الإطار بان الحكومة تعمل أيضا مع باقي أعضاء الاسرة الدولية الى بلورة استراتيجية مغايره تجاه اليمن، تقوم على الانتقال من الإغاثة الى التنمية، والنظر بعين الجدية الى اجندة الشباب والمستقبل، تماما مثلما تحرص على اجندة وقف الصراع وتحقيق السلام الشامل.
كما تطرق الى استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية بسبب تأثيرات تغير المناخ، حيث يعاني اليمن من ظواهر مناخية متطرفة مثل الجفاف والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة.
وذكر في هذا السياق بأنه في غضون الشهرين الماضيين سقط مئات الضحايا، وشردت الاف الاسر بسبب السيول الجارفة الناتجة عن التغيرات المناخية شديدة التأثير على حياة الشعب اليمني لاسيما النساء والأطفال، وكبار السن.
ودعا المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته، وتقديم دعم أكبر للتكيف مع تغير المناخ، وبناء القدرات المحلية لتعزيز الاستدامة البيئية ليشمل ذلك نقل التكنولوجيا كأمر حاسم في دعم الجهود المشتركة على هذا الصعيد.
وأعرب الرئيس عن تطلعه الى الاستفادة الكاملة من نتائج قمة المستقبل بما في ذلك إعلانها المقترح الذي يعبر الى حد كبير عن حقائق اليوم، ويقدم حلولا ملموسة في الاستجابة للتحديات الدولية، ودعم الدول النامية والاقل نموا في مساعيها لتحقيق اهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.