أد.سمير عبدالرحمن الشميري - جامعة عدن يكتب عن وفاة البرفسور يعقوب قاسم :( مات صامتا دون ضجيج )

السبت - 21 سبتمبر 2024 - 06:39 م بتوقيت عدن

خاص بـ (عدن الغد)

في بحرالأحداث والوقائع كل يوم تصفعنا الأيام بحدث مؤلم وبصدمة مزلزلة.
لقد فقدنا أحد مؤسسي جامعة عدن البارزين البروفيسور الجليل/يعقوب عبدالله قاسم( أستاذ الكيمياء وعميد كلية التربية وعضو مجلس جامعة عدن "سابقا") ، الذي كسب الشهرة والتبريز بعلمه ونجابته وصدق سريرته وصحة نظره وعاش حياة بسيطة خالية من مناعم الحياة وملاهي الدنيا ، مات نظيفا ولا أحد يستطيع التشكيك بنزاهته .
وقف ضد الفساد ولم تمتد يده للمال العام ومن حُر ماله يدفع للشغالين والموظفين والطلاب وقت الضرورة لتسيير العملية التعليمية ، لايتسامح مع الفوضويين والغشاشين في حقل التربية والتعليم ، ويمقت بشدة الغش في الامتحانات ، لأنه كان يعلم علم اليقين ( أن تدمير أي دولة لا يتطلب استخدام القنابل الذرية أو استخدام الصوريخ بعيدة المدى ..إنه يتطلب فقط خفض جودة التعليم والسماح بالغش في الامتحانات من قبل الطلاب ) "دانيال برياليبسيان" .
مات صامتا دون ضجيج وعُرف بعزة النفس والزهد وتعرضت حياته لضروب من الزعزعة وكابد المشقات بروحه وجسدة في زمن تضغط على حلوقنا أصابع الحرب والجهل والفقر والتخلف والتشظي والشقاق المجتمعي.
لقد خسرنا شخصية أكاديمية مرموقة تحمل شعاع العلم والحكمة والمعرفة ، شخصية مترعة بأصالة الرأي وثروة الذهن وبالحيوية والديناميكية ، ومغموسة بحرارة الإخلاص ، لا تساوي مابين الملح والسكر ولا بين الخل والماء ، تجيد قراءة الواقع والعملية التربية والأكاديمية بموهبة تفسيرية فذة وبمنأى عن النفاق المذموم والتلاعب المشين بالقيم الأكاديمية في فضاء يسوده العقم والفقر والجمود والفساد والفوضى واختلال التوازن والتلوث والفحش الأخلاقي ومظاهر الخواء الفكري والتفاهة وضعف الولأ الوطني ( الموت ليس الخسارة الكبرى ، الخسارة الكبرى هي ما يموت فينا ونحن أحياء )" محمد الماغوط".