آخر تحديث :الثلاثاء-17 سبتمبر 2024-05:49م
دولية وعالمية

إسرائيل تدفن الفلسطينيين «بالحيا» فى المنطقة الإنسانية بصواريخ أمريكا..

الأربعاء - 11 سبتمبر 2024 - 12:41 م بتوقيت عدن

إسرائيل تدفن الفلسطينيين «بالحيا» فى المنطقة الإنسانية بصواريخ أمريكا..

(عدن الغد) متابعات:

900 مليون دولار من الأحزاب الدينية اليهودية لتمويل الحرب

كانت الساعة تقترب من الثانية والنصف تقريباً من صباح اليوم الـ340 من حرب الإبادة الجماعية الصهيونية للشعب الفلسطينى صاحب الأرض فى قطاع غزة.. الظلام الدامس مطبق على الأنفاس برطوبة البحر الهائج بوحشية آكلى لحوم البشر فى غابات الليل بالأدغال، وعلى الرغم من ذلك كان ساتراً آلاف النازحين النائمين فى الخيام التى مزقها قيظ الصيف وأكلتها قوارض الأرض فى منطقة مواصى خان يونس لطبيعتها الجغرافية التى اكتظت بآلاف الأبرياء ضحايا جحيم الحرب.
فجأة يتحول المشهد إلى نهار بفعل الغارات من قبل حكومة الاحتلال الإرهابية برئاسة «بنيامين نتنياهو» لتفجر المنطقة التى زعمت أنها إنسانية آمنة، فتنفجر رؤوس الصواريخ الأمريكية المحملة بأطنان القنابل المحرمة دولياً على أكثر من 30 خيمة لتحرقها على من فيها وتدفن الناس بالحياة فى رمال غزة على مرأى ومسمع من العالم فى أبشع المجازر المرتكبة فى القطاع.
لقد مسحت قوات الاحتلال عائلات بالكامل ودفنتها أحياء بعمق عشرات الأمتار ومن نجا كان ممزقاً تطايرت أشلاؤه فى الهواء بصواريخ الموت الفاشية التى تستخدم لنسف الجبال فى مشهد متكرر منذ أحد عشر شهراً، استبيح فيها البشر والحجر، كم هو مؤلم أن تعتاد المشهد كأنه روتين، ويتلاشى ضميرك بلا رحمة ولا دين!
أكد الدفاع المدنى فى غزة أن قوات الاحتلال استخدمت فى الهجوم 5 صواريخ تسببت فى دمار شامل للخيام وحفر بعمق تسعة أمتار فى الأرض ما زاد من صعوبة جهود فرق الإنقاذ والطواقم الطبية فى الوصول إلى المتضررين.
مع وجود مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية التى تحلق فوق موقع الغارة، وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائى والحرائق الناجمة عن القصف.
وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدنى الرائد «محمود بصل»: هناك عائلات كاملة اختفت فى مجزرة المواصى بين الرمال، وأضاف أن القصف على مواصى خان يونس تسبب فى دمار كبير، ونفذ بصواريخ شديدة الانفجار ما خلف 3 حفر بعمق يصل إلى نحو 10 أمتار. وأن المنطقة التى تعرضت للقصف كانت تضم بين 20 و40 خيمة نازحين.
وقال «بصل» إنه لا يمكن تحديد عدد ضحايا القصف على خيم النازحين فى المواصى بخان يونس بسبب استمرار الإبلاغ عن مفقودين جدد.
وقال مدير الاتصال الحكومى فى غزة إسماعيل الثوابثة إن الاحتلال ضرب خيام القماش بصواريخ عملاقة أمريكية الصنع مخصصة لدك الجبال. وأضاف الثوابتة أنه تم تسجيل عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين فى خيام النازحين
وقال شهود عيان ومسعفون من الهلال الأحمر الفلسطينى إن الطواقم الطبية تواجه تحديات كبيرة فى انتشال جثث القتلى والمصابين بسبب الدمار الهائل والحفر العميقة.
وكشف المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان أن الاحتلال ألقى قنابل أمريكية من نوع «إم كى 84» على تجمع لخيام النازحين فى منطقة مواصى خان يونس، وأضاف أن استخدام عدة قنابل ذات قدرة تدميرية كبيرة وإسقاطها فى أكثر المناطق اكتظاظاً بالنازحين لا يمكن تبريره بأى حال.
قال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان إن المجزرة المروعة التى ارتكبها الاحتلال ضد النازحين فى خيام بالية ضمن المنطقة التى أعلنها إنسانية فى مواصى خانيونس جنوب القطاع دليل إضافى على أن الصمت الدولى على جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، مع عدم إبداء مواقف مناسبة مع جرائم القتل الجماعية، يشجع إسرائيل على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم.
وأشار إلى أن المنطقة التى تواجدت فيها خيام النازحين عبارة عن كثبان رملية، وبالتالى فإن العديد من الخيام بمن فيها من عائلات كاملة دفنت تحت الرمال.
وشدد الأورومتوسطى على أنه حتى فى حال صحت الادعاءات بتواجد أفراد من فصائل مسلحة فى المنطقة، فإن استخدام عدة قنابل ذات قدرة تدميرية كبيرة وإسقاطها فى منطقة تعد من أكثر المناطق اكتظاظاً بالنازحين المدنيين فى قطاع غزة، وارتكاب مجزرة ضد المدنيين خلال نومهم لا يمكن تبريره بأى حال.
وأشار إلى أن إسرائيل تبقى ملزمة دائماً وبجميع الأحوال بقواعد القانون الدولى الإنسانى، وخصوصاً مبادئ التمييز والتناسب والضرورة العسكرية واتخاذ الاحتياطات اللازمة، والالتزام بحماية المدنيين. ويشمل ذلك اختيار الأسلوب الذى تنفذ به العمليات العسكرية ونوع الأسلحة المستخدمة، بحيث يؤدى إلى الحد الأدنى من الخسائر والإصابات بين المدنيين.
وشدد على أن حالة الصمت والتجاهل التى تمر بها مثل هذه المجازر غير المسبوقة فى تاريخ الحروب كونها تستهدف المدنيين بشكل صرف ومتكرر، مخزية ويندى لها الجبين، وتشكل ضوءاً أخضر لإسرائيل للاستمرار فى ارتكابها ضمن نهج واضح لقتل الفلسطينيين جماعياً والقضاء عليهم.
ونفت حركة حماس فى بيان وجود مقاومين فى منطقة المواصى المستهدفة بخان يونس. وذكرت الحركة أن الاحتلال هو الذى أعلن تلك المنطقة آمنة ثم مضى فى أعمال الإبادة غير مكترث بالقانون الدولى أو الإنسانى وبغطاء كامل من الإدارة الأمريكية الشريكة فى العدوان على الشعب الفلسطينى.
وطالبت الحركة المجتمع الدولى والأمم المتحدة وكل المؤسسات السياسية والإنسانية والقضائية بمغادرة مربع الصمت والعجز، والاضطلاع بمسئوليتها فى وقف هذه المحرقة.
قال مدير مستشفى العودة إن مستشفيات الشمال بحاجة إلى إغاثة عاجلة، وإن تعنت قوات الاحتلال حال دون وصول الوقود والمستلزمات الطبية لمستشفيات شمال القطاع، داعياً المنظمات الدولية لتزويدها بالمستلزمات الطبية.
كما حمل مدير مستشفى كمال عدوان الاحتلال الإسرائيلى المسئولية عن مصير الأطفال الموجودين فى أقسام العناية المركزة. أوضحت وزارة الصحة بغزة أن القصف الإسرائيلى زاد على شمال القطاع ما أثر مباشرة فى الخدمات الصحية.
وزعم الإسرائيلى أنه أغار واستهدف عدداً من المسلحين البارزين التابعين لحركة المقاومة حماس كانوا يعملون داخل مجمع للقيادة والسيطرة فى منطقة إنسانية فى خان يونس، على حد زعم بيان الجيش.
وأضاف البيان أن المسلحين عملوا على التخطيط وتنفيذ عمليات عسكرية ضد الجيش والإسرائيليين. وأشار إلى أنه جرى اتخاذ العديد من الخطوات لتقليل احتمال إصابة المدنيين واستخدمت ذخائر دقيقة ومراقبة جوية ومعلومات استخباراتية إضافية.
ووافق أعضاء الكنيست الإسرائيلى، مبدئياً على زيادة حجم ميزانية 2024 وضخ قرابة 900 مليون دولار، للمساعدة فى تمويل جنود الاحتياط والنازحين نتيجة الحرب فى غزة، فى قرار حظى بدعم من الأحزاب الدينية.
وقالت وزارة المالية إن «التصويت على إضافة 3.4 مليار شيكل (906 ملايين دولار) إلى ميزانية 2024 جرى بأغلبية 58 صوتاً مقابل 52». ويحتاج القرار ليصبح قانوناً نافذاً إلى الموافقة والإقرار عليه فى اقتراعين إضافيين.
وأعلن متحدث باسم موشيه جافنى، رئيس لجنة المالية فى الكنيست وزعيم حزب «يهودت هتوراة» المتطرف، أن «الحزب قرر التصويت لصالح الميزانية هذه المرة»، دون أن يتطرق إلى مصير التصويت فى الجلسات المقبلة.
قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذى انتقد المصوتين ضد الميزانية إن «التعديلات التى طرأت على الميزانية ستوفر الظروف المطلوبة لمواصلة الحرب ضد من يسعون لإلحاق الأذى بنا».
وأضاف: «سيكون من الجيد أن ينضم أعضاء المعارضة إلى المسئولية الوطنية، ويصوتوا لصالح الاستمرار فى تمويل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، وجنود الاحتياط، هذه حرب نخوضها معاً».