آخر تحديث :الثلاثاء-17 سبتمبر 2024-10:39ص
إقتصاد وتكنلوجيا

هل هذا تصحيح أم ركود؟ ما الذي يجب أن تعرفه وسط هبوط الأسواق المالية العالمية؟

الثلاثاء - 10 سبتمبر 2024 - 08:52 ص بتوقيت عدن

هل هذا تصحيح أم ركود؟ ما الذي يجب أن تعرفه وسط هبوط الأسواق المالية العالمية؟

وكالات

تعرضت الأسواق العالمية للانهيار بين عشية وضحاها، مما أدى إلى انخفاض الأسواق الأمريكية يوم الاثنين (5 أغسطس) بعد قلق متزايد من المستثمرين بشأن الركود المحتمل القادم.

وقد أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تعاملات يوم الاثنين منخفضًا بنحو 106 نقطة أو 3% بعد هبوط مفاجئ في الصباح، بينما انخفض مؤشر ناسداك المركب التكنولوجي بنسبة 3.43% وانخفض مؤشر داو جونز بأكثر من 1000 نقطة ليخسر 2.6%، وذلك مع انهيار سوق تداول الاسهم بسبب المخاوف من ركود محتمل في أكبر اقتصاد في العالم، وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر داو جونز أكبر انخفاض يومي لهما منذ سبتمبر 2022، وتسببت تلك المذبحة في تقليص القيمة السوقية لمؤشر ناسداك بمقدار 907 مليار دولار.

وقاد هذا الانهيار انخفاضات حادة في أسهم التكنولوجيا عالية الارتفاع بما في ذلك إنفيديا وآبل وأمازون عقب تقرير الوظائف المخيب للآمال الذي صدر يوم الجمعه (2 أغسطس)، وشهدت شركة آبل أسوأ يوم أداء يومي لها منذ سبتمبر 2022 حيث خسرت 4.82%، وقال الخبراء إنه مع اندفاع المستثمرين لشراء سندات الخزانة الأمريكية انخفضت أسعار الرهن العقاري، مما فتح الباب أمام بعض المقترضين لإعادة التمويل.

إليك ما يجب أن تعرفه:

ما هو التصحيح وما هو الركود؟

التصحيح هو انخفاض السوق بنسبة 10% على الأقل من أعلى مستوى حديث والذي يحدث عادة مرة واحدة في السنة.

وفقًا لصندوق الاقتصاد العالمي، لا يوجد تعريف معترف به عالميًا للركود، ولكن يقول المكتب الوطنى للبحوث الاقتصادية أن تعريف الركود هو تراجع كبير فى النشاط الاقتصادى الذي ينتشر عبر جميع قطاعات الاقتصاد ويستمر لمدة تتعدي عدة أشهر، وعادة ما يكون واضحًا في الإنتاج والتوظيف والدخل الحقيقي ومؤشرات أخرى.

يحدث "ركود الأرباح" عندما يكون هناك انخفاض في الأرباح أو نمو سلبي للأرباح لمدة ربعين متتاليين على الأقل، وفقًا لمجلة فوربس، خلال ركود الأرباح تتراجع غالبية أرباح الشركات على أساس سنوي لمدة ربعين أو أكثر على التوالي.

ما مدى احتمالية حدوث ركود؟

في حين يقول بعض خبراء الاقتصاد إن الظروف الحالية للسوق تزيد من خطر الركود في غضون الأشهر الاثني عشر المقبلة، يقلل آخرون من شأن تلك المخاوف.

يقول كبير استراتيجيي السوق العالمية في بنك ويلز فارجو "سكوت زين": إن مخاوف الركود أمر مبالغ فيه، فليس الوقت المناسب للذعر الآن، وقال خبراء الاقتصاد في ويلز فارجو يوم الاثنين إنهم يتوقعون تباطؤًا اقتصاديًا وليس ركودًا، مشيرين إلى أن سوق العمل في المراحل المبكرة من الضعف وما زال بعيدًا بعض الشيء عن الركود الأكثر اعتدالًا وحداثة والذي حدث في عام 2001، كما يشير تحليل البنك بقيادة "بول كريستوفر" رئيس استراتيجية الاستثمار العالمية، إلى أن الإنفاق الاستهلاكي لديه القدرة على النمو مع تعزيز القوة الشرائية للأسر.

وأضاف أن مخاطر الركود كانت متواجدة قبل عدة أشهر ولكن ربما زادت تلك المخاطر اليوم، وهذا فقط لأن تقرير سوق العمل كان ضعيفًا، لكننا ما زلنا نعتقد أن الركود لن يحدث وأن احتمالية حدوثه منخفضة نسبيًا.

وقام خبراء الاقتصاد فى مجموعة جولدمان ساكس برفع توقعاتهم لحدوث ركود اقتصادي فى الولايات المتحدة في العام القادم إلى 25% من 15%، لكنهم يرون أيضًا أن مخاطر الركود "محدودة"، وفقًا لتقارير بلومبرج.

تنبع مخاوف الركود جزئيًا من تقرير الوظائف في يوليو المخيب للآمال والذي أثار قاعدة Sahm، وهو مقياس يقول أنه إذا ارتفعت البطالة على أساس متوسط ​​ثلاثة أشهر بما لا يقل عن نصف نقطة مئوية على مدى الأشهر الـ 12 الماضية، فمن المرجح أن يكون الاقتصاد في حالة ركود.

هل انتظر البنك الاحتياطي الفيدرالي طويلاً لخفض أسعار الفائدة؟

هناك مخاوف من أن البنك الاحتياطي الفيدرالي انتظر طويلاً لخفض أسعار الفائدة وسيحتاج إلى اللحاق بالتخفيضات الكبيرة في تكاليف الاقتراض لدعم الاقتصاد في ظل المخاوف المتزايدة من الركود.

في يونيو توقع محافظو البنوك المركزية الأمريكية خفضًا واحدًا فقط هذا العام ورأوا أن معدل البطالة سينهي العام عند 4%، ولكن مع ارتفاع معدل البطالة الآن إلى ما هو أعلى بكثير من ذلك، فقد نري سيناريو الهبوط الناعم في سوق العمل الأمريكي.

وتتوقع جولدمان ساكس الآن سلسلة ثابتة من تخفيضات أسعار الفائدة في كل اجتماع من اجتماعات بنك الاحتياطي الفيدرالي، ودعا سيتي بنك إلى تخفيضات بنسبة نصف نقطة مئوية في كل من سبتمبر وديسمبر، وقال جي بي مورجان إن هناك حجة قوية لخفض أسعار الفائدة حتى قبل الاجتماع المقبل لبنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر.

سنرى ما سيحدث خلال الأسابيع القليلة المقبلة من حيث بيئة السوق، ولكن إذا كان هناك شيء جديد، فمن المرجح أن هذا سيشجع البنك الاحتياطي الفيدرالي على اتخاذ إجراء، وهو ما يبحث عنه السوق حقًا.

لماذا ارتفع الين الياباني مقابل الدولار الأمريكي يوم الاثنين؟

بلغ الين أعلى مستوى له في سبعة أشهر مقابل الدولار يوم الاثنين (5 أغسطس) حيث قام المستثمرون بوزن احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل أكثر عدوانية مقابل أسعار الفائدة المرتفعة في اليابان.

إذا كانت اليابان ترفع أسعار الفائدة وبنك الاحتياطي الفيدرالي يخفضها، فمن المرجح أن يتطلع المتداولون إلى شراء الين للتعويض عن التحرك الصعودي في الأسعار وبيع الدولار لتحقيق عوائد أفضل.

لقد ارتفع الين الياباني بالفعل بعد أن رفع بنك اليابان بشكل غير متوقع سعر الفائدة القصيرة الأجل يوم الأربعاء (31 يوليو) إلى 0.25% من 0.1% وأشار إلى أن هناك المزيد من الزيادات في المستقبل.

كما حصلت العملة اليابانية على دفعة أخرى بعد أن أعلنت وزارة العمل عن نمو أضعف من المتوقع في الوظائف لشهر يوليو وارتفاع في معدل البطالة إلى 4.3% مما أثار مخاوف الركود.

كما دفع ارتفاع أسعار الفائدة اليابانية المتداولين الآخرين إلى التخلص ما يسمى بصفقات "الكاري تريد" أو التداول بالفائدة، وهو عندما يقترض المستثمرون بالين بأسعار فائدة منخفضة ويستثمرون في أصول ذات عائد أعلى في مكان آخر، إذا ارتفعت أسعار الفائدة اليابانية تصبح الكاري تريد أقل ربحية، مما يدفع المستثمرين إلى بيع استثماراتهم ذات العائد الأعلى وإعادة شراء الين وبالتالي زيادة قيمته.

ما هي صفقات الكاري تريد؟ ولماذا ترتبط باضطرابات يوم الاثنين؟

لشهور، كان مراقبو السوق يتحدثون عن تجارة شعبية تسمي بالكاري تريد حيث يقترض المستثمرون بالين الياباني بأسعار فائدة منخفضة للغاية ثم يستثمرون الأموال المقترضة في استثمارات عالية النمو مثل أسهم التكنولوجيا "السبعة الرائعة" التي تشمل أبل وأمازون وألفابت وتيسلا وميتا أو الدولار الأمريكي.

كانت المخاوف بشأن الكاري تريد في تزايد مستمر لأسابيع، ويرجع هذا جزئياً إلى الكم الهائل من الأموال التي تنطوي عليها والتي تقدر بنحو أربعة تريليونات دولار أميركي، وقد ارتفعت هذه المخاوف إلى عنان السماء في الحادي والثلاثين من يوليو عندما رفع بنك اليابان أسعار الفائدة من 0.1% إلى 0.25%.

لا يزال هذا المعدل منخفضاً للغاية بطبيعة الحال، ولا يشكل في حد ذاته أهمية كبيرة بالنسبة لصفقات الكاري تريد، ولكن هذه كانت أكبر زيادة في أسعار الفائدة يقوم بها بنك اليابان منذ عام 2007، وقد انتبه تجار العملات إلى العواقب المترتبة على ذلك.

ومع ارتفاع قيمة الين مقابل الدولار، اضطر المستثمرون إلى إنفاق المزيد من الأموال لمواصلة الاحتفاظ بأسهم "السبعة الرائعين"، واختار كثيرون البيع بدلاً من ذلك، الأمر الذي ساعد في تأجيج حالة الذعر في السوق.