آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص
مجتمع مدني

عائدة الذبحاني.. من المدينة إلى الريف ورحلة تمكين المرأة

السبت - 31 أغسطس 2024 - 07:31 ص بتوقيت عدن

عائدة الذبحاني.. من المدينة إلى الريف ورحلة تمكين المرأة

(عدن الغد)عمر عبده:

حملت عائدة الذبحاني أمتعتها وغادرت صنعاء في عام 2017م، معتقدةً أن الفراق مؤقت، لم تكن تصدق أن تلك اللحظة ستكون بداية لفصل جديد في حياتها، وطي فصل طويل امتد لـ 23 عامًا بذكرياته وطموحاته، بينما كانت تنتظرها حياةٌ جديدةٌ في مسقط رأسها بمنطقة ذبحان جنوب تعز، وهي الحياة المليئة بالتحوّلات، والتي ستغّير فيها الكثير لاحقًا وستنمّي بداخلها دوافع وآمال وطموحات، وتعيد تشكيل أحلامها وأهدافها من جديد.

الانتقال من الحياة المدنية الى الريفية، بقدر ما كان صادمًا في البدايات، خلق لدى عائدة التي تكيّفت معه تباعا "إحساسا بالمسؤولية لإثبات ذاتها والأخذ بيد المجتمع نحو الأفضل" وهي تسير إلى الآن بخطى واثقة وطموحة، عبر مجموعة من الأدوار التي تحمّلت مسؤوليتها ذاتيا لتصنع أثرا في مجتمعها الريفي، سيما في أوساط النساء.

وضعت عائدة، تجربتها الأولى في مركز تدريبي متواضع بدعم ذاتي وإمكانات بسيطة، أطلقت عليه "أنامل ذهبية"، كان منصتها الأولى لتنظيم دورات مهارات حياتية، وعلى طول الطريق خرّج المركز مجموعة كبيرة من النساء اللاتي تفتحت أمامهن الآفاق إلى سوق العمل؛ لكن لسوء الحظ أُغلق المركز لاحقا لتبدأ عائدة التفكير في اختيار طريق ملائم للعودة إلى الريادة دون أن تستسلم للظروف المخيّبة التي اصطدمت بها تجربتها الأولى.

تقول عائدة إن تجربتها الأولى أوجدت لديها الدافع لمساعدة النساء من حولها، كان حرصها على الأخذ بأيدي النساء، سيما من الفئات الضعيفة هدف رئيسي، ولهذا حملت معها تجربتها الأولى بما اعتراها من ظروف النجاح والفشل لتكون مرجعها في مساعدة النساء على تخطي العقبات وتحقيق النجاح.

في العام الماضي، أرست عائدة على اختيار فكرة انشاء مبادرة، أطلقت عليها "معا نصنع الفرق (TMD)" التي تنشط في مسارين متوازين، ريادة الأعمال والتغيرات المناخية، وتكرّس أعمالها في جوانب محو الأمية المهنية وتنمية قدرات النساء، ودمج رائدات الأعمال في سوق العمل وابراز دور المرأة كعنصر فاعل، بالإضافة إلى تعريف المجتمع بالتغيرات المناخية وكيفية الحد والوقاية منها.

وأضافت: "أطمح لإيجاد كيان مستقل يضم تحت مظلته مختلف المشاريع الصغيرة، وسوق خاص يساعد رائدات الأعمال على تحقيق طموحاتهن"، طموحات تقول عائدة إنها ليست مستحلة وستواصل بذل طاقاتها لتحقيق هذا الهدف دعما لنساء مجتمعها اللواتي استشعرت تجاههن المسؤولية في مثل هكذا الظروف.

وتحتفظ عائدة في رصيد عملها التطوعي بمساعدة نحو 250 رائدة أعمال، الغالبية منهن شقين طريقهن الى سوق العمل، وأصبحن رائدات أعمال في تخصصات مختلفة كانت عائدة تقدم فيها الاستشارات والتدريب والدعم المعنوي واجراء دراسات الجدوى، وغيرها من المهام المحورية والمتطلبات الأساسية لنجاح أي مشروع.

برغم التحديات التي اعترضت طريقها، تشعر عائدة بسعادة بالغة فـ"وراء كل قصة نجاح تتحقق أشعر بالامتنان لذاتي، أنا من هذا المجتمع وواجبي أن أعمل من أجله.. أنا سعيدة لأنني أعمل وسأظل أعمل في خدمة مجتمعي" كما تقول، إذ أن مساعدة النساء، خاصة الفئات الضعيفة وذوي الهمم وحتى المجتمع المضيف هدف ثابت في أولوياتها لمساعدتهن -على الأقل- لتحقيق الاكتفاء الذاتي.