آخر تحديث :الأربعاء-11 سبتمبر 2024-11:12ص
أخبار المحافظات

أبو اسماعيل مؤمن في العقد الثامن يروي تاريخ عشقه وحبه لفن الزربادي

الخميس - 15 أغسطس 2024 - 06:09 م بتوقيت عدن

أبو اسماعيل مؤمن في العقد الثامن يروي تاريخ عشقه وحبه لفن الزربادي

((عدن الغد))خاص

بقلم / حسن علوي الكاف :

تتميز بلادنا و حضرموت خاصة بتعدد تراثها وفنونها المتنوعة و فن الزربادي واحدا من تلك الفنون التراثية حيث يحظى هذا اللون الفني التراثي بشعبية كبيرة وبمحبة وعشق جارف لدى البعض ، في ليلة فرائحية بالغنّاء تريم جمعنا لقاء جميل بمناسبة الذكرى التاسعة لتأسيس نادي عشاق الزربادي بمديرية تريم من خلال هذه الأحتفالية الرائعة وجدنا عاشقا و كنزا من كنوز فن الزربادي صال وجال بهذا الفن التراثي المتجذر داخل الوطن وفي بلاد الأغتراب .
دردشتنا سريعة لكنها ثمينة بوجود ضيفها النادر الذي يتمتع بروح طيبة وقلب كبير سالي ويعد واحدا من أقدم عشاق هذا النادي في الوقت الحاضر ماشاء الله تبارك الله عليه العم القدير كرامه سلمان سعيد مؤمن أبو اسماعيل ابن منطقة ثبي مدينة تريم والبالغ من العمر خمسة وثمانون عاما عضو نادي عشاق الزربادي وهو من البارعين عازفا على آلة المدروف بطريقة فنية بديعة وزفانا ايضا حيث شارك في عدة جلسات مع قامات فنية معروفة لها شهرة واسعة في حقب زمنية مضت في مدينة تريم منهم عبيد عليوه و فرج مبارك و فرج حمد وصالح عليوه و صالح مبارك سالمين وغيرهم
حبه وعشقه لفن الزربادي منذُ كان شابا يافعا حديث ممتع لا يمل معه يقول : نسمر إلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل ويتم دفع رسوم للمشاركة في الزفين شلن ينطح شلن فوق الهاجر حق الفنان عبيد عليوه و بالسبق و يواصل حديثه كنا نعمل في البناء الطيني في الصباح والعصر لكنني عندما يصادف حفل أرجع افتي المعلم العصر واقول له سرح واحد بدلا عني لأنني مرتبط بحفل زربادي كوني واحدا من أعضاء الفرقة عازف المدروف .
تعلمت العزف على آلة المدروف عندما كنت مغترب في جده بالمملكة العربية السعودية على يد العازف سعيد بن منصور من أبناء تريم معه مدروف حق صفر يدرف عليها ونحن في العزبه وتمكنت من التعلم عليه والعزف جيدا ويتم أخذي في عدة مناسبات مختلفة مع كثير من الفنانين حتى العود ( القنبوس ) تعلمت عليه شوي وعند عودتي إلى البلاد كنت با اشتري لي وأحد من جده و قالوا لي أصدقائي قد يتكسر عليك في الطريق لصعوبة السفر في تلك الفترة رجعت قلت با اشتري واحد في البلاد و رجعت واصلت العزف على القصبه المدروف .
عندما نزلت الى البلاد تم تشكيل فرقة للزربادي في منطقتنا ثبي و تضم ( رمضان عبدون بريشان و رجب عوض بامحيمود وسليمان حيمد عبد و عوض كرامه بريشان ومعهم كرامه سليمان لي هو أنا ) وكنا نحيي زواجات ونشارك في مناسبات عديدة و يتم طلبي عند الفراغ للمشاركة في مناسبات في تريم مع الفنان صالح مبارك سالمين أبو علي وغيره .
أنا اليوم لازلت عاشق لفن الزربادي وأحضر جلسات واصبحت مستمع بحكم السن له دور كبير وتعرف المدروف يبغى ظروس و نحن في الثمانينات من العمر ، كما أشكر عشاق نادي الزربادي على عودة هذا الروح للفن التراثي و النشاط المستمر بارك الله فيهم .
العم كرامه عمل نوابا و تربطه علاقات كثيرة مع النحالين وخلال عمله أكتسب خبرة كبيرة في مجال العسل ومعرفته بأنواع العسل وجودتها وفايدتها .
حديث دار بيننا فيه البساطة و معلومات تبقى للتاريخ مثل هذه الشخصيات المغمورة تحمل قلوب تنبض بالحياة و الحب والعشق للوطن و للتراث الثقافي والفني الذي تكتنزنه بلادنا وحضرموت ، وترفع القبعة لمثل هذه الشخصيات الفنية التي حافظت على تراث فن الزربادي طوال عقود طويلة ولا زالت متمسكه به وعلينا تقع المسؤولية بأن يتم تكريمها على أقل تقدير، ما دوناه بحقه في هذه السطور يعد غيض من فيض فالعم كرامه أبو اسماعيل يستحق أكثر من ذلك وربنا يحفظه و يمتعه بالصحة والعمر المديد إن شاء الله ...