*تقرير : محمد عبدالوهاب التوي*
جامعة الوسطية الشرعية للعلوم الإسلامية والإنسانية ثمرة من ثمار فقيد الأمة الإسلامية العلامة والمفكر والداعية الإسلامي أبي بكر العدني بن علي المشهور رحمه الله تعالى، الذي جدد النشاط العلمي والدعوي بمسؤولية دينية وخدمة وطنية.
ومن واجب هذه المسؤولية أسس أربطة التربية الإسلامية ثم امتد التأسيس لتشييد صرح علمي وتربوي يتلقى فيه الطالب التعليم النظامي والأكاديمي بأسلوب جديد متكامل مع أربطة التربية الإسلامية، ممزوج بأخلاقيات وقيم ديننا الإسلامي القائم على منهج الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي، وقيم التسامح والإخاء التي دعا إليها ديننا الإسلامي الحنيف، فكان هذا الصرح هو ( جامعة الوسطية الشرعية للعلوم الإسلامية والإنسانية) .
*تطورات تعليمية ودعوية في إنشاء جامعة الوسطية الشرعية :*
في عام ٢٠١٤ م اكتملت شروط تطور العملية التعليمية والدعوية والفكرية والبحثية لدى العلامة المربي الحبيب أبي بكر العدني المشهور حيث بدأ يفكر بجدية في تأسيس جامعة يكون لها التميز والريادة والمساهمة في البحث العلمي وخدمة المجتمع والنهوض به، حيث بدأ بتأسيس كلية الوسطية الشرعية للعلوم الإسلامية والإنسانية في عام ٢٠١٧م والتي فتحت أبوابها لتدريس قسم الفقه وأصوله ، وبعد ثلاث سنوات من عُمر الكلية اتسعت الرؤية لتحويل الكلية إلى جامعة باسم جامعة الوسطية الشرعية للعلوم الإسلامية والإنسانية والتي مقرها مديرية سيئون بشِعب الإمام المهاجر أحمد بن عيسى بمنطقة الحُسيسة، حيث تمت الموافقة على ذلك من قِبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بصدور ترخيص رسمي عام ٢٠٢٠م ، وقد بدأت الجامعة فعلياً بكلية أصول الدين والتي تشتمل حاليا على التخصصات الآتية :
-العقيدة .
-الحديث .
-فقه التحولات والدعوة .
وفي مدينة المكلا بمنطقة الريان تم افتتاح كلية العلوم الشرعية والقانونية والتي تشتمل حاليا على التخصصات الآتية:
-الفقه وأصوله .
-الشريعة والقانون.
ثم جاءت كلية البنات التي تم تأسيسها بمديرية تريم وتشتمل حاليا على التخصصات الآتية :
-الفقه وأصوله .
-فقه التحولات والدعوة.
بعد ذلك تم تأسيس كلية القرآن الكريم وتشتمل حاليا على التخصصات الآتية :
-التفسير وعلوم القرآن الكريم.
-القراءات القرآنية.
كما أن الجامعة حريصة على افتتاح كلية التعليم عن بعد في العام الجامعي القادم ٢٠٢٤-٢٠٢٥م ، لتقوم بدورها الريادي في تسهيل العملية التعليمية للأشخاص الراغبين في مواصلة تعليمهم الجامعي، وستشتمل على التخصصات الآتية:
-الفقه وأصوله .
-فقه التحولات والدعوة.
لم يقتصر التأسيس للكليات فقط بل امتد إلى المراكز العلمية فكان تأسيس مركز اللغة العربية بتريم والذي يختص بتدريس الطلاب الناطقين بغير اللغة العربية في نظام دراسي لمدة سنة، وتأسيس مركز المرصد النبوي، ومركز التدريب والتأهيل، بالإضافة إلى مركز الإبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث.
*ملخص أكاديمي عن الجامعة :*
تمثل جامعة الوسطية الشرعية أحد أنماط التعليم العالي بإسلوب راقٍ في العلوم الإسلامية والشريعة والقانون والتربية السلوكية ، حيث توفر بيئة تعليمية قائمة على التعليم المنتظم، وغير المنتظم وتمنح به درجة البكالوريوس في عدة تخصصات تواكب سوق العمل ، حيث تستوعب كلياتها الكثير من الطلاب القادمين من جنوب شرق آسيا إندونيسيا وماليزيا ، ومن تايلند وأفريقيا، بالإضافة إلى الطلاب القادمين من محافظات الجمهورية اليمنية.
*الجودة الأكاديمية للجامعة :*
ضمن خطوات الجامعة المتتابعة نحو التميز العلمي في التعليم المباشر أو التعليم غير المباشر مستقبلاً تحرص الجامعة على تنوع برامجها الدراسية تماشياً مع متطلبات سوق العمل في خدمة أكبر شريحة ممكنة من طلابها متبنية بذلك أحدث الخطط والبرامج الأكاديمية ، ولضمان جودتها العلمية والتعليمية عالمياً قامت الجامعة بعقد ورشة عمل في ٣ مارس ٢٠٢٠م بعنوان " نحو جودة البرامج وتوسعها من أجل جامعة تخدم الأمة والمجتمع وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة " والتي ضمت العديد من أساتذة ودكاترة جامعات حضرموت ، وفي ٢ يوليو ٢٠٢١م عقدت الجامعة ورشة العمل الثانية بعنوان " توصيف المقررات خطوة لضمان جودة البرامج وتحسين مخرجاتها " والتي استهدفت أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، كما أقامت العديد من الورش العلمية والأكاديمية الأخرى الى عامنا الجاري.
*تأثير الجامعة العالمي :*
في مقابلة شخصية مع أحد طلاب الجامعة من جنوب شرق آسيا الطالب محمد حذيفة قائلاً: حينما سمعت ببدأ التسجيل والقبول للجامعة ذهبت متطلعاً عن دليل الطالب الجامعي بها فوجدت فيه التطور التقني والتميز التعليمي الذي يعد خريجاً متميزاً في بيئة تعليمية محفزة من خلال برامجها ذات الجودة الأكاديمية وهيئة تدريسية تمتلك كفاءات علمية سيكون لها دور كبير في خدمة المجتمع بجنوب شرق آسيا وهو الذي يسعى إلية هذا المجتمع لتحقيق مبادئ الدين الإسلامي القائم على الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي.
وأردف حذيفة قائلاً: فهرعت للتسجيل بتلك الجامعة وبعد تلقي العلوم الشرعية والقانونية والإنسانية بها وجدت خلال سنوات الدراسة عند تواصلي مع الأقارب وأهالي أندونيسيا بأن الجامعة ذاع صيتها في شرق آسيا وتوافد الطلاب لها سنوياً ، حتى أيقنت أن تأثيرها العلمي والشرعي يعود إلى تعريف الأمة وأفراد المجتمع بالهوية الإسلامية ومعاني الانتماء الحقيقي لمذهب أهل السنة والجماعة وغرس الاعتزاز به ، ونشر منهج مدرسة علماء حضرموت في أصقاع بلدان العالم الإسلامي.
*طموح الجامعة في خدمة الأمة :*
في مقابلة تعريفية بالجامعة عبر أثير إذاعة سيئون لعام ٢٠٢٢ م أكد رئيس مجلس أمناء الجامعة الأستاذ عبدالرقيب أحمد سيف العطاس بأن الجامعة تطمح بأن تكون مساهمة إيجابياً في خدمة الأمة الإسلامية والإنسانية ليتجه الإنسان في تسخير العلم والمنجز الحضاري الإنساني في ترسيخ قيم الأخوة والتسامح ، وجعل العلم قاسمًا مشتركًا وأداة في بناء مجتمع إنساني متماسكًا يستخدم المنجز العلمي في تعزيز القيم الحضارية والإنسانية لا يستخدمها في هدم القيم وتحويل الإنسان إلى سلعة أو تحويل العلاقات الإنسانية إلى منفعة أو تجرد الإنسان عن رسالته السامية.
وفي ذات السياق أشار الأستاذ عبدالرقيب العطاس بأن الجامعة تعتمد في دراستها على ثلاثة أسس في نهجها العلمي والأكاديمي والتي تنبثق من مدرسة علماء حضرموت وهي :
(العلم والتربية السلوكية والدعوة الى الله على الأصول والثوابت الشرعية) بالإضافة إلى استيعاب طلبة العلم المسائل المعاصرة وإيجاد الحلول المتوافقة مع أحكام الشريعة الغراء في القضايا المستجدة.
*النظرة المستقبلية للجامعة :*
تطمح الجامعة خلال السنوات القادمة في افتتاح كلية الدراسات العربية والإسلامية بمحافظة عدن بمديرية المنصورة في رباط المشهور ، بالإضافة إلى افتتاح العديد من الكليات بوادي حضرموت وهي ( كلية العلوم الإدارية ، وكلية التقنيات الزراعية) والتي ستعطي للجامعة رقماً إضافياً في النقلة التعليمية الأكاديمية القادمة.