تفاقمت الأزمة الإنسانية في اليمن، شماله وجنوبه، بسبب استمرار أزمة الحرب منذ نحو عشر سنوات، ومعها توسعت رقعة الفقر والعوز، مما ألجأ كثير من الأسر المتعففة للخروج بحثاً عما يشبع بطون أطفالها بعد أن هتك الجوع ستر تلك الأسر التي ظلت لسنوات تقاسي المجاعة في بيوتها بعيداً عن أعين الناس.
ولوحظ مؤخراً الكثير من الأسر الفقيرة المتعففة في العاصمة المؤقتة للبلاد تخرج مع بداية غروب الشمس للتسول في الأسواق والشوارع لعلها تجد من أهل الخير والساعين للأجر لمساعدتها في البقاء على قيد الحياة وسد رمق اسرها بفتاتة الخبز اليابسة.
ولأن البلاد تمشي إلى المنحدر بسبب الارتفاع المخيف في أسعار المواد الغذائية جراء التدهور المتسارع للعملة المحلية وغياب أو تأخير للمرتبات، فقد لجأت بعض الأسر المتعففة للخروج من منازلها ليلاً لتمد يدها لأهل الخير بمساعدتها في توفير إحدى الوجبات اليومية التي قد تساعدها في سد جوع أطفالها.
وحتى لا يتعرف الناس أو يكشف مكانها اضطرت الأسر إلى المكوث في منازلها نهاراً والخروج عند الغروب لتجمع بعض الريالات من المتصدقين وأهل الخير والإحسان، لعلها توفر قيمة وجبة واحدة تقدمها لنفسها ولأطفالها.
وبما أن العملة المحلية تواصل انهيارها يومياً والتي بلغ آخر تحديث لصرف الريال السعودي 492 ريالاً والدولار تجاوز حاجز 1911 ريالاً، في ظل غياب تام للرقابة عن تجار المواد الغذائية، فقد زادت الأسعار بشكل غير معقول وغير. متوقع، حتى وصل سعر القرص الروتي الواحد إلى 100 ريال، وهي أقل وجبة تعتمد عليها الأسر العدنية في الصباح والمساء.
ويبلغ ما تصرفه الأسر المتوسطة يومياً ما بين 3 إلى 4 آلاف كأقل مصروف يومي لشراء الخبز "الروتي"، بينما بعض الموظفين من المواطنين يضطرون لشراء خبز "الخمير" كوجبة فطور قبل ذهابهم إلى العمل.
وتنذر الأيام القادمة بموجة فقر عام يشمل شمال اليمن وجنوبه، في وقت نرى حكام البلاد والقائمين على السلطة لا يظهرون أي مجهود حقيقي يتفادى هذه الكارثة التي باتت تطرق كل الأبواب.
وعاشت مدينة عدن أياماً وشهوراً عجافاً، وما زالت تعيش هذه المدينة إلى يومنا الحالي الفقر والجوع والعوز، في ظل اللادولة فيها، والتي تباشر عملها تحت مسمى " أعضاء مجلس القيادة الرئاسي"