آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-02:42ص

أدب وثقافة


الدكتور أحمد علي الهمداني.. آن الآون أن يمنح أرفع وسام في اليمن تقديرا لجهوده العظيمة

الأربعاء - 24 يوليه 2024 - 01:01 م بتوقيت عدن

الدكتور أحمد علي الهمداني.. آن الآون أن يمنح أرفع وسام في اليمن تقديرا لجهوده العظيمة

كتب /دعبدالحكيم باقيس

عندما قابلت الدكتور أحمد علي الهمداني للمرة الأولى، ولعله يتذكر ذلك..
كنت طالبا في مرحلة البكالوريوس في كلية التربية (طبعا أنا من رعيل أو جيل تال) وكنت أطلع على بعض ما كان يكتبه في الصحف والمجلات قبل اللقاء، وظل اسمه يلفت نظري بكل معان الاعجاب لطريقته وأسلوبه وموضوعاته، وفي مطلع التسعينيات ذهبت ذات يوم إلى مجلس المرحوم الدكتور علوي عبدالله طاهر من أجل استعارة كتاب، وهو صاحب مكتبة عامرة وسخي في إعارة الكتب، وكان في مجلسه وقتئذ جمع من الحاضرين، عرفت منهم الأستاذ عبدالله علون، ورحب بي من دون أن يقدمني إليهم أو يعرفني بهم، وتحدث معي الدكتور علوي طاهر في شؤون النقد والنقاد، وأنا لا أعلم بوجود الدكتور أحمد الهمداني في مجلسه، إلى أن قلت أنني أتوق للتعرف على اثنين أتابع كتابتهما الرصينة هما الدكتور محمد عبدالرحمن يونس، والدكتور أحمد علي الهمداني!.
فقال الدكتور طاهر أن عبدالرحمن ناقد عربي يعمل في صنعاء، أما الدكتور الهمداني فهذا الذي أمامك!!
ومع علمي الدقيق باسمه جيدا ونسبته إلى همدان اليمنية العريقة كان انفعالي وسروري باللقاء به قد لخبط الحروف، فقلت أنت الهمذاني..وهو يقول بل الهمداني.. !.
هو ابن حي الشيخ عثمان، وأنا القادم من شبوة منذ منتصف السبعينيات أعتبر نفسي شيخي كذلك، هو همداني وأنا كندي، وكثيرا ما قابلته بعد ذلك في مرات عديدة.
بحكم عملي في جامعة عدن ظلت مناسبات تجمعني بالدكتور الهمداني، وتوطدت علاقتي به أكثر عندما عملت معه في هيئة تحرير مجلة التواصل..
كان الدكتور أحمد علي الهمداني عابرا للمناطقية والعنصرية ونعم الصديق والأخ الكريم للجميع، ووقف إلى جوار العديد ممن يحملون الآن الشهادات والألقاب والرتب العلمية الكبرى، في حصولهم على المنح الدراسية العليا في الخارج، وأنا أحد هؤلاء المحظوظين بهذه العناية الكريمة، بفضل موقعه نائبا لرئيس جامعة عدن للدراسات العليا والبحث العلمي مدة طويلة استطاع أن يحدث من خلالها تحولا مهما في تأهيل أعضاء هيئة التدريس.
تجمعني بهذه القامة السامقة الثرية مواقف مواقف وصحبة ومودة أكيدة، وعلينا دائما أن نعترف بالفضل لأهله، ونشعرهم بأهميتهم في حياتنا.. وهو واحد من أهم الشخصيات المؤثرة في حياتي، مثلما هي مؤثرة في المشهد الثقافي والإبداعي محليا وعربيا، وعطاؤه العلمي والثقافي خصب ومتصل، لا ينكره إلا حاقد أو جاهل، ما يشكل مكتبة قائمة بذاتها.
وقد آن الآون أن يمنح أرفع وسام في اليمن تقديرا لجهوده العظيمة في مختلف الحقول تأليفا وترجمة وكتابة وجمعا وصونا للتراث..
أسال الله العلي القدير أن يمد في عمره في كمال من الصحة والعافية..