في ظل تدهور سعر العملة الوطنية وارتفاع أسعار السلع، يشهد سوق المواشي والأغنام في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع هذا العام، اسعار جنونية ، وكسادا واضحا ، وتدني كبير في مستوى القيمة الشرائية للمواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود ، والفقراء المعوزين .
حيث قمنا بالنزول الى سوق الماشية ، ورأينا المعاناة المرسومة على وجوه الكثيرين من رواد السوق ، من وسكان المدينة ، والأسر النازحه ، ولاحظنا إقبال محدود على سوق الماشية ، الذي عكس بدوره مستوى التأثير الكبير للأزمة المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد ، منذ بدء الحرب التي تجاوزت الثمان سنوات، والتي تسببت بدورها بقطع الطرقات ، وعدم التعامل بالعملة الجديدة بمناطق سيطرة الميليشيات الحوثية التي يتم استيراد المواشي منها ، وسط غياب لدور المنظمات الدولية والاغاثية لحل الأزمة ، ورغم النداءات المتكررة التي تطلقها السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة ، إلا انها لم تجد آذان صاغية ، ولم تلقى أيما استجابة من قبلهم ،، الامر الذي جعل مئات الاسر النازحة والفقيرة بالمديرية عاجزة عن شراء اضحية العيد لأبنائها التي ينتظروها على مدار العام !!.
*اسعارالمواشي الخيالية جعلت من الحصول عليهابالنسبة للمواطن البسيط، شيء محال
وخلال نزولنا للسوق قمنا بمقابلة بعض تجار بيع المواشي ، يقول احد تجار المواشي بقعطبة أن حركة البيع والشراء في السوق هذا العام ضعيفة للغاية ، بحيث انخفضت إلى مستوى النصف مقارنة بالعام الماضي ويؤكد " شعبان " أن إحجام المواطنين وعدم قدرتهم على شراء الأضاحي أثر وبشكل كبير على تجارته التي تعتمد على مواسم الأعياد ، والمناسبات ، حيث يحرص الأهالي على توفير أضحية العيد باعتبارها شعيرة دينية ، كما هي فرصة لإدخال اللحم في مائدة الأسرة ولو مرة واحدة في السنة ... ، !! إذ بلغت قيمة الثور المتوسط تتراوح بين 1200000 مليون ومائتين الف الى 1000000 مليون ريال للثور الواحد ، اما أسعار الماعز والظأن البلدي المحلي فتتراوح قيمة الواحدة منها ما بين250000 الى 300000ريال ريال ، و رؤوس الأغنام المستوردة من أفريقيا والتي كانت في السابق أرخص بكثير وأسعارها بمتناول الجميع، أصبحت هذا العام بعيدة المنال، فالحد الأدنى للأسعار بلغ 200000 ألف ريال يمني لرأس الغنم الواحد وهي أسعار تفوق قدرة المواطن العادي , وتتجاوز طاقته الشرائية، بالنظر إلى مستوى الدخل، أو ما يتقاضاه الموظف من راتب شهري لا يتعدى الخمسين دولار .... ,,, ويزداد لهيب الأسعار كلما اقتربت أيام العيد ، حيث أغلب المواطنين أكدوا عجزهم عن توفير أضحية العيد بعد أن قصدوا السوق لهذا الغرض وتفاجأوا بالأسعار الباهظة والجنونية، للمواشي بما يفوق حدود طاقتهم وقدرتهم المالية !!.، فهي أسعارخيالية جعلت من الحصول عليها بالنسبة للمواطن البسيط ، شيء محال !!.
*قطع الطرقات وجشع التجار سبب آخر لارتفاع اسعار المواشي*
يعزو تاجر الماشية ارتفاع أسعار الأضاحي إلى تدهور سعر صرف العملة الوطنية وعدم التعامل بالعملة الجديدة في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية وانقطاع الطرقات وعدم تمكن المزارعين في الأرياف المحافظات المجاورة ( إب - العود ) من الوصول إلى أسواق المديرية كما أن جشع التجار هو الآخر واحد من الأسباب الرئيسية لحرمان الكثير من العائلات والأسر من شراء أضاحي العيد، إذ يستغلون حاجة للمواطنين ويجدون في الأعياد فرصة للإثراء السريع ، حيث أصبحت قعطبة والضالع شبه محاصرة، بعد أن قطعت المليشيات الحوثية الطرق الرئيسية التي تربط المحافظة ببقية المحافظات منذ ست سنوات وعلى رأسها طريق قعطبة صنعاء - وطريق قعطبة - إب، وقامت بزراعة الالغام والعبوات بجانب الطرقات واستهداف وقتل كل من يحاول المرور فيها ورفضت كل الجهود التي تسعي إلى فتحها لدواعي إنسانية هذا الحصار دفع بسائقي الناقلات الكبيرة إلى سلك طرق أخرى بعيدة، تكلف الكثير من الوقت والمال، وضاعفت أجور النقل ما دفع بالتجار إلى تعويض ذلك من ظهور المواطنين عبر مضاعفة أسعار المواشي وغيرها من السلع المختلفة.
*آهات مستمرة ومعاناة لاتنتهي
النازح مختار عبده تحدث إن راتبه لم يعد يكفي لتوفير المتطلبات الضرورية لأسرته من المواد الغذائية، فكيف بتوفير الأضحية والملابس لأطفاله في ظل هذا الجنون المتصاعد في الأسعار ، وتدهور العملة الوطنية قائلا: ما الذي عساه أن يفعل؛ هذا الراتب؛ إذا ما علمنا أن راتب الجندي لا يتجاوز 60 ستون الف ريال فقط، وكيف يمكن لرب أسرة مكونة من6 أفراد يسكنون في شقة بالإيجار، أن يتعامل مع راتب زهيد، وماذا عن بقية الاحتياجات الضرورية للأسره حيث أصبح العيد بنظرهم يوما عاديا مثله مثل بقية ايام السنة فيما الكثير يلجئون لبدائل وشراء الدجاج المثلج لادخال ولو قليل من الفرحة لاسرهم ، معاناة مستمرة يكابدها الكثير من الاسر النازحة لن تنتهي وسط غياب اي تسويات سياسية لانهاء الحرب الامر الذي يحتاج معجزة إلهية من السماء تتدخل لإنقاذ المواطن والبلد من هذا الوضع الكارثي والمزري الذي وصلت اليه.
*اضحية العيد بعيدة المنال ولمن استطاع اليها سبيلا
تسببت الاوضاع المادية الصعبة لمئات الأسر النازحة في قعطبة وكذلك الاسر الفقيرة من سكان واهالي المدينة وعدم قدرة كثير من المواطنين على شراء أضحية العيد على اتجاههم نحو الدجاج لإدخال ولو بعض السرور إلى نفوس أطفالهم وأصبحت الأضحية في قعطبة لهذا العيد فقط لمن استطاع إليه سبيلا فيما شعار الغالبية العظمى العيد عيد العافية .
*غياب دور المنظمات الانسانية رغم المناشدات المتكررة
رغم الندائات ،والمناشدات المستمرة التي تطلقها السلطة المحلية للمنظمات الدولية والاغاثية إلى أنها لم تجد أذان صاغية، ولم تلقى الاستجابة الكاملة من قبل المنظمات الدولية، والاغاثية الأمر الذي جعل المئات من الاسر عاجزه عن شراء اضحية العيد واصبحت تكافح، من اجل توفير متطلباتها الاساسية حيث اطلق المئات من نازحي، وسكات مدينة قعطبة مناشدات للمنظمات الاغاثية ،ومركز الملك سلمان ،والهلال الاحمر الاماراتي والجمعيات الخيرية ورجال الخير بتقديم أضاحي العيد لهم لرسم،ولو قليل من الفرحة على وجوه اطفالهم، واسرهم حتى في مناسبة العيد ، وتزداد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة من تفاقم معاناة المواطنين اليمنيين، تزامنا مع اقتراب عيد الأضحى، وأصبحت كابوس يورق حياتهم ويفسد عليها فرحة العيد.