آخر تحديث :الخميس-28 نوفمبر 2024-01:43م
أخبار عدن

وطني في دباب

الأربعاء - 29 مايو 2024 - 09:46 م بتوقيت عدن
وطني في دباب
عدن((عدن الغد))خاص
في خضم موجة الحر المميته التي تضرب عدن كنت قد قررت أن أبحث لنفسي ساعة أو ساعتين من الجو المعتدل بعد ثلاثة أيام كنت مرابط فيها في طوابير المعاينات و المختبرات و الأشعة متابعة لحالة ولدي المرضية .. المهم أنني في نفسي قلت هذا الجو المعتدل الذي ابحث عنه لن أجده الا في جولدمور الجبل و الساحل و الرملة و الخليج .. تواصلت بصديق لي هناك و أخبرته أنني سأقوم بزيارته و أن المقيل سيكون عنده الليلة .. و في جو ليس بالمعتدل أو المثالي لكنه قد الأفضل في عدن قضيت عند صديقي سويعات و أعتذرت لصديقي بأن عليه المغادرة و سلمت عليه و خرجت إلى الطريق و أستوقفت دباب أجره خط الساحل التواهي و كان على كرسيه الأخير ثلاثة ركاب واحد لابس ميري مرتديا لباس قوات الإنتقالي الجنوبي و بجانبه شابين .. و كنت أنا بالوسط و بجانبي من اليسار امراءة و بجانبها طفله قد تكون في سن العاشرة و على يميني شخص آخر في يبدو الخمسينيات من عمره و مقدمة الدباب سائقه و شخص متوسط العمر ..

تحرك بنا الدباب رغم أن السائق لايزال يلتفت يمينا و شمالا لعله يلاحظ راكبا أو أثنين هنا او هناك رغم أن الدباب لم تعد هناك سعة فاضية لإضافة مزيدا من الركاب ..

حين وصلنا منطقة الإتصالات طلب أحد ركاب الكرسي الخلفي النزول فأرتكن السائق بالدباب جانبا لينزل الراكب و حين نزل ادخل يده في جيبه و اخرج ورقة نقديه ابو خمسمائة ريال ورجع له السائق مئتين ريال و الأجرة إلى هناك بمئتين لكنه اعتذر للراكب بعدم وجود فكة من ابو مئة ريال و تحملها الراكب و غادر .. ثم واصلنا السير إلى منطقة الفتح و هناك طلب الراكب الذي على يميني النزول فأركن السائق جانبا و ناول الراكب السائق ورقة ابو خمسمائة ريال و رجع له السائق مئتين ريال معتذرا بعدم وجود صرف أو فكة و هنا هذا الراكب أصر أنه يقبل ذلك و السائق يصر أنه لن يرجع للراكب اربعمائة ريال و سخن الجو و أشتد الجدال بين الطرفين و هنا تدخل رجل الأمن ليصيح من الخلف موجها كلامه للسائق قائلا له ياخي يكفي الظلم الذي تمارسه الحكومة على المواطن و ما يقع أنتوا و الحكومة على الشعب الغلبان ، و هنا تضاعفت سخونة الموقف و الكل بداء يصرخ و يجادل وحتى الشباب الذين كانوا مقيلين على جانب الطريق من اليسار حضروا و استمعوا و شاهدوا . انا من البداية كنت مشغول بجوالي و بالرد على رسائل بعض الأصدقاء لكن بعد أن ارتفع صوت المرأة التي بجانبي و أصوات الآخرين و قرب وصوله إلى عراك بالأيدي حينها أنتبهت مالكم فأعادوا سرد القصة من جديد و هنا أدخلت يدي في جيبي و أخرجت خمسمائة ريال و كانت ورقتين ابو مئتين و ورقه أخرى فئة المئة ريال و سلمتها للسائق و انتهى الموقف و أكملنا السير ..لكنه سيتكرر مرات مرات أخرى و الحرب عادها مطولة تبان ..

هنا السائق يمثل الحكومة
و العسكري يمثل الإنتقالي
و المرأة و الأخرين يمثلون منظمات المجتمع المدني و بعض المكونات السياسية و الذين تدخلوا من الشارع هم يمثلون الأمم المتحدة و دول الرباعية أما أنا فأمثل المملكة العربية السعوديه ..

وضعنا يدار بطريقة خاطئة و لهذا وصل أمرنا إلى ما وصل إليه اليوم ..

جمال لقم
27 مايو 2024م