رئيس نقابة النقل الثقيل بعدن عصام اليافعي لـ«عدن الغد»: نسعى لتصحيح العمل الإداري ومعالجة أي اختلالات وتوفير كل ما يتطلب من حقوق لسائقي الشاحنات

الأحد - 19 مايو 2024 - 10:36 م بتوقيت عدن

عدن ((عدن الغد)) خاص/

التقاه/ صديق الطيار
قال رئيس نقابة الثقيل بالعاصمة عدن، الأخ عصام صلاح اليافعي، إن قيادة النقابة عملت منذ إعادة تأسيس النقابة في أواخر 2012 على لمّ شتات أسطول النقل الثقيل، والعمل وفق نظام الدور الذي ألغي العمل به منذ 2004، وبعد احتكار نقل البضائع عبر مكاتب خاصة تتبع متنفذين من بعض التجار والمسؤولين.
وأضاف في لقاء أجرته معه صحيفة "عدن الغد" قائلاً: "قمنا بإعادة تنظيم عمل النقل الثقيل وضم هذه الشريحة العمالية من مالكي الشاحنات تحت إطار واحد وتنظيم نظام الدور".

وأكد اليافعي أن "عودة نقابة النقل الثقيل في عدن بالعام 2012 جاءت بعد عناء كبير والتصدي للعديد من المحاولات الكيدية لإلغائها، وبعد أن عز علينا ونحن نشاهد توقف الكثير من شاحنات النقل الخاصة بالمواطنين البسطاء الذين يعولون آلاف الأسر بسبب احتكار عملية النقل آنذاك بيد مجموعة قليلة من أصحاب النفوذ من التجار والمُخَلّصين، وكذلك أصحاب المكاتب الخاصة، حيث اجتمع هؤلاء جميعاً وكانوا ينقلون بشاحناتهم الخاصة وما فاض يعطونه لمن يدفع أكثر عبر سماسرة النقل"..

وتابع بالقول: "واجهتنا كل الصعوبات والتحديات آنذاك، ووقفنا في وجه المعرقلين من المتنفذين وأصحاب المصالح الضيقة، والحمد لله تمكنا من إعادة عمل النقابة، واشتغلت على مدار هذه السنوات في تنظيم الشاحنات وتنظيم الدور، وحلحلت النقابة الكثير من الإشكاليات التي كان يواجهها سائقو النقل الثقيل".

وأوضح رئيس النقابة عصام اليافعي أن "من أولويات مهامنا كنقابة نقل ثقيل الالتزام بالنظام والقانون والحفاظ على نظام الدور، وتصحيح العمل الإداري، وتوفير كل ما يتطلب من حقوق لسائقي شاحنات النقل الثقيل والتاجر، والعمل كفريق واحد لحل الإشكاليات التي تواجه أعضاء النقابة بما يسهم في الحد من الاختلالات التي كانت تعاني منها النقابة في السابق"، مؤكداً أن هناك الكثير من العمل ينتظر قيادة النقابة خلال الفترة القادمة.

وأكد أن قيادة النقابة الحالية تسعى لتحسين صورة النقابة مع كافة الجهات المختصة في الدولة، مبيناً أن النقابة لديها تعاون كامل مع عدة جهات حكومية أهمها وزارة النقل، وهيئة تنظيم شؤون النقل البري، وموانئ خليج عدن، وجمارك وأمن عدن، والمنطقة الحرة، وإدارة المرور.

وقال إن "النقابة سارعت منذ إعادة تأسيسها إلى "إنشاء صناديق حوادث لتعويض أي شاحنة لا قدر الله عليها بحادث. وأيضا عملنا على حلحلة بعض الإشكاليات مثل انعدام المشتقات النفطية حيث عملنا حلول بدائل بتوفير مشتقات نفطية ولو كانت بسعر أكثر من سعرها للضرورة".

وأضاف أنه "رغم ما شهدته بلادنا من حرب ودمار وشتات خلال السنوات الماضية، إلا أن سائقي الشاحنات وخلفهم النقابة استمروا في نقل البضائع وإيصالها الى جميع محافظات البلاد، سالكين طرقاً فرعية وعرة وغير صالحة للاستخدام حتى تصل بضائع التجار والمساعدات الغذائية إلى وجهتها، بعد أن أغلقت العديد من الطرقات الرئيسية بسبب الحرب، وأيضا حتى لا تتوقف حركة النقل التجاري من موانئ عدن إلى مختلف المحافظات".

وتطرق عصام اليافعي رئيس نقابة النقل الثقيل في حديثه لـ"عدن الغد" إلى أبرز الإشكاليات التي تواجهها النقابة وسائقو الشاحنات، منها ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وارتفاع أسعار قطع الغيار والزيوت والإطارات.. لافتاً إلى أنهم طالبوا الجهات المعنية أكثر من مرة بالنزول لأصحاب قطع الغيار والإطارات، لعمل حد لهذه الارتفاعات الجنونية في الأسعار، لكن كما قال "للأسف الشديد مازالت مشكلة ارتفاع الأسعار مستمرة، في ظل غياب الدور الرقابي الحكومي على محلات قطع غيار الشاحنات الذين أصبحوا الآن يتعاملون معنا بالعملة الأجنبية وما يقبلون العملة المحلية إلا مقابل سعر الصرف".

وأكد أن هناك تنسيقاً وتعاوناً مشتركاً بين النقابة وصندوق صيانة الطرق والجسور - المركز الرئيسي بالعاصمة عدن، فيما يتعلق بتنفيذ قوانين الأوزان والأبعاد الكلية، والزام السائقين بالتقيد بهذه القوانين وتجنب الحمولة الزائدة التي تنجم عنها مخاطرة كبيرة تهدد سلامة السائقين وسلامة المواطنين، ناهيك عن الأضرار الكبيرة التي تسببها الأوزان الزائدة على شبكة الطرق.. لافتاً إلى أن قيادة النقابة ومنتسبيها حريصون على تطبيق قانون الأوزان الالتزام به، مثمناً الجهود الكبيرة التي يبذلها الصندوق في صيانة وتأهيل شبكة الطرق في عموم المحافظات المحررة.

وأشار إلى أن "هناك شاحنات وهمية تعمل خارج إطار الموانئ وغير منتسبة للنقابة، وتقوم بما يسمى القلبة وإعادة التفريغ، وقد عملنا حولها عدة مذكرات بأنها تقوم بتحميل أوزان زائدة وبغير تنظيم وبدون أي رقابة أو تفتيش، وطالبنا بوقف هذه العمليات لأنها تضر بعملية النقل وأيضا تضر بالأمن العام، وطالبنا بوقف هذه الشاحنات التي تعمل خارج إطار النقابة والتي تعمل من أحواش وهمية، ولكن للأسف الشديد إلى الآن لم نتلقَ أي تجاوب حول هذا الموضوع. نحن كل الذي يهمنا هو كيف نحافظ على المصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة".

واستطرد رئيس نقابة النقل الثقيل بعدن، عصام صلاح اليافعي، قائلاً: "هناك إشكالية كبيرة بعد الاتفاق الذي صار بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، في موضوع فتح موانئ الحديدة ومطار صنعاء، نحن كنا مؤيدين لهذه الخطوة ولكن للأسف استخدم هذا الاتفاق استخداماً سيئاً جداً، حيث تم اجبارالتجار على تحويل مسارهم نحو ميناء الحديدة بالقوة رغم أننا تواصلنا مع العديد من التجار، وكانت تكلفة نقل وإيصال البضاعة عبر ميناء عدن إلى وجهتها في المحافظات الأخرى أقل من ميناء الحديدة، ولكن التجار يقولون إنهم مجبرون على التعامل مع ميناء الحديدة".

وأردف اليافعي "عندما تم الاتفاق لفتح ميناء الحديدة، كانت هناك جمارك مستحدثة في المنافذ الموجودة بمناطق سيطرة الحوثيين، وكان لابد أن يتم رفع هذه الجمارك المستحدثة بعد الاتفاق، ولكن للأسف تفاجأنا بعدم رفعها

واستدرك بالقول: "نحن لسنا ضد فتح ميناء الحديدة لإدراكنا أن ذلك يصب في الجانب الإغاثي والإنساني، ونحن مع فتح جميع الموانئ، ولكن يجب أن تكون هناك حرية تنافسية للتاجر وهو من يحدد الميناء الذي يريد أن يشحن بضاعته إليه، ميناء عدن أو ميناء الحديدة أو ميناء المكلا. لكن للأسف الشديد تم اجبار التجار الشجن عبر ميناء الحديده

وعبر رئيس نقابة النقل الثقيل بالعاصمة عدن عصام صلاح اليافعي - في ختام حديثه لـ"عدن الغد" - عن شكره وامتنانه للمسؤولين الذين ساندوا النقابة ووقفوا معها، في مقدمتهم معالي وزير النقل الدكتور عبدالسلام صالح حُميد، ورئيس شركة موانئ خليج عدن الدكتور محمد امزربه، اللذين كان لهما الفضل الكبير بعد الله في استمرارية عمل التنمية في موانئ عدن، وحرصهما الدائم على استمرار النقل رغم محاربة ميناء عدن الاستراتيجي ومحاربة عدن بشكل عام من قبل جماعة الحوثي، وإجبار التجار على التحويل الى ميناء الحديدة، ولكن الحمد لله الآن هناك الكثير من التجار عادوا إلى ميناء عدن، والفضل بعد الله يعود للقيادة الرشيدة والحكيمة ممثلة بمعالي وزير النقل الدكتور عبدالسلام حُميد، الذي بذل جهداً كبيراً في إعادة ميناء عدن إلى الواجهة بعد أن تكللت جهوده بنقل آلية تفتيش السفن من ميناء جدة إلى ميناء عدن، وعمل ضمانات للشركات الملاحية لعودتها الى موانئ عدن".

كما تقدم بجزيل الشكر والتقدير لمعالي وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، الذي أكد أن "قلبه كان مفتوحاً دائماً لنا لحل مشاكل كبيرة نواجهها، وكنا على تواصل مستمر معه ومكتبه دائماً مفتوح لنا.. ولا ننسى أيضاً دور الأستاذ فارس شعفل رئيس الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري، الذي نحن وإياه في مركب واحد وكان صدره رحب لنا دائماً، فرغم المشاكل التي كانت موجودة لديه إلا أنه واجهها بكل مسؤولية، وتمكن من إيجاد الحلول والمعالجات المناسبة لها، وأثبت أنه قيادي بمعنى الكلمة، وساعدنا في حل الكثير من الإشكاليات أيضاً في موضوع الطرقات وتنظيم النقل، وكان عند مستوى المسؤولية الوطنية".