آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-06:30م

فن


" خاطرة شعرية " استعادة مؤقتة لفرح غائب "

الإثنين - 22 أبريل 2024 - 07:06 م بتوقيت عدن

" خاطرة شعرية " استعادة مؤقتة لفرح غائب "

((عدن الغد))خاص

كتب: أحمد مهدي سالم

تبكي السنابل رحيل العصافير،
وافتقاد ابتهاج رقصة الحقل على إيقاع موسيقى السواقي..
وتأتلق أضواء المساء في رحلة العشق الأخير،
وتنشج حمام الأيك مواويل حزن على غياب أحبائها المسافرين في موسم هجرة النوارس نحو الضفاف البعيدة.
تتمايل الأغصان ثملةً بمرور
النسيم العليل،
والظل الظليل،
وزغردة الشحارير وقت حفل الحصاد..
موعد العناق الجميل
بين قطرات الجبين،
وقوة العملِ الشاق،
وزهو حبوب السنابل..
وهي تغادر اخضرارها وانتصاب قاماتها
إلى حضن المزارع، ونتوءات الأرض الرطبة التي تبارك مهرجان جني العناقيد،
وفرحة الفلاحين، وابتسامات الصبايا، وخطواتهن الأنيقة التي تشعل الجو حُبًّا وعشقًا ومروجَ طربٍ مموسق.
تعلو أجواء المشتغلين بالأرض أناشيد ابتهاج، وزوامل رضى..
في استعادة للفرح الذي غاب،
وأحزن قلوب الأحباب..
ها هي الحياة تمنحك قليلًا من سعادة،
ثم تدور بك مع عجلة الشقاء الأبدي، والكدح المستمر،
وإيلام القهر،
والعيش المُر
في ظل أنظمة وصاية واحتلال،
وإقصاء سافر واختلال،
وإخصاء للرجولة، وتركيع للرجال..
سحقًا لحكامنا الانذال.