آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-08:39ص

وفيات


في الذكرى الثالثة لرحيله.. ميفع عبد الرحمن (على مسافة من الذات)

الجمعة - 05 أبريل 2024 - 12:41 ص بتوقيت عدن

في الذكرى الثالثة لرحيله.. ميفع عبد الرحمن (على مسافة من الذات)

كتب / خالد عبد الوهاب




يوم أمس الثالث من أبريل، تكون قد مرت علينا ثلاث سنوات منذ رحيل الأديب والكاتب والقاص المبدع ميفع عبد الرحمن، الذي توفي ظهر يوم ٣،أبريل ٢٠٢١م في مدينة عدن بعد معاناة من المرض،ولله ما أعطى ولله ما أخذ، وكل نفس ذائقة الموت، ولا يدوم إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كما كنت أعرف أن أسمه الحقيقي (محمد عبد الرحمن) ولكنه أختار أسم ميفع نسبة إلى وادي ميفع
بمحافظة شبوه حيث خدم هناك بالتدريس مع الطلائع الأولى من الشباب
الذين ذهبوا إلى الأرياف في السبعينيات من القرن المنصرم لأداء واجب (الخدمة الوطنية) قبل الحصول على المنحة الجامعية سواء في الداخل (كلية التربية العليا)او في الخارج وغالبا ماتكون في أحدى البلدان الأشتراكية أبان فترة حكم الحزب الأشتراكي في الجنوب العربي.
لقد عرفت الأديب والقاص ميفع عبد الرحمن عن قرب في فترة التسعينيات ، ولكن قبل ذلك أرتبطت بزمالة دراسيه مع أخويه محمود وعبدالواحد أثناء دراستنا بالمرحلة الأبتدائية بالمدرسة الشرقية بالشيخ عثمان في فترة الستينيات من القرن المنصرم ،وعلى أخيهم الأكبر أبراهيم عبد الرحمن-الله يرحمه- عندما كان سكرتيرا أولا لمنظمة (أشيد) بالعاصمة عدن في فترة الثمانينيات من القرن المنصرم، قبل أنتقالي للعمل في سكرتارية اللجنة المركزية لأشيد كنائب للسكرتير الثاني للأتحاد، ومن موقعي هذا كنت أتواصل مع العديد من قيادات وكوادر اللجنة المركزية للحزب الأشتراكي اليمني، ومن ضمنهم الأديبين الراحلين الشاعر عبد الرحمن أبراهيم والقاص ميفع عبد الرحمن بأعتبارهما من كوادر الدائرة الأيدلوجية
للحزب، وحضورنا المشترك للعديد من الفعاليات التي كنا ننظمها
بصورة مشتركة أو الفعاليات والندوات الأدبية
واللقاءات الشخصية التي
كانت تجمعنا سواء في المنتديات الثقافية او في
أرجاء مدينة عدن الجميلة. ولازلت أتذكر حين كرمني الأستاذ عمر الجاوي والقاص ميفع عبدالرحمن بمبلغ وقدره ثلاثون دينارا بمناسبة فوزي بالمركز الثاني بمسابقة القصة القصيرة عامو١٩٨٦م وكان المركز الأول من نصيب القاص المندعي ديان، والثالث من نصيب القاص كمال اليماني، وكانت هذه المسابقة التشجيعية بنت أفكار ميفع وتحفيزه للأبداع والمبدعين الشباب ثم نشرت الثلاث القصص الفائزة بمجلة الحكمة المعروفة في عام ١٩٨٦م اثناء حملة محو الأمية في
الجنوب، ثم جمعتني بميفع عدد اللقاءات أثناء ماكنا أعضاء في لجنة مركز خور مكسر للحزب، وكان حينها الأخ عبدالله مقشم هو السكرتير الأول للمركز، حيث تكثفت لقاءاتنا أيام العدان العفاشي على الجنوب في صيف عام ١٩٩٤م حينها كان الأخ ميفع قد ترك وظيفته في صنعاء وعاد إلى عدن مع عدد من الشخصيات الأدبية أذكر منهم الأديب الكبير سعيد
عولقي.
لم يكن ميفع مجرد قاصا ولكنه كان كاتبا ألمعيا وأديبا وناقدا وكثيرا ماكان
يتناول أعمال مجايليه من
الأدباء والمنشورة فيزالملاحق الثقافية لصحيفة ١٤ أكتوبر اليومية باعتبارها الصحيفة الوحيدة شبه الرسمية،
ويسرني في هذه الذكرى الثالثة ارحيله، ان أمرسريعا
على كتيبه الصادر من دار الهمداني للطباعة والنشر بعدن عام ١٩٨٧م و عن وزارة الثقافة والأعلام بعدن بعنوان ( على مسافة من الذات -في الأدب والواقع)وأظنه كتابه الوحيد من دون مجموعاته القصصية الأخرى المنشورة، والكتيب عبارة عن مجموعة من المقالات والكلمات التي نشرها او القاها المرحوم ميفع في الصحف والمجلات المحلية، أو في المحافل العربيةوالدولية التي شارك فيها الكاتب، وتتجلى فيها أفكار وروى ميفع حول العديد من قضايا الفكر والأدب والسياسة والحياة، ومدى بصيرته الفكرية الفذة في المناقشة والطرخ والنقد والتحليل، مما يدل ليس فقط على سعة ثقافته وأمتلاكه لناصية اللغة العربية ، ولكن تتجلى فيها
أيضا سماحة روحه وعمق أنسانيته وحبه لزملاءه الأدباء والمثقفين وعطفه عليهم حتى وهو يمارس النقد بمشرطه الحاد وحدة طبعه التي عرف بها عزيزنا ميفع.
ويتكون الكتيب من ثلاثة أقسام:-
القسم الاول:
يتكون من خمسة مواضيع الاول بعنوان(ولهندسة الروح ضروراتها) والأخير(لا للأدب المفسد للضمائر).

القسم الثاني:
ويتكون من ستة مواضيع ويبدا بموضوع (بقلمك تبرر...وبقلمك تدان) وينتهي بموضوع(الغناءعن وحدة الحزب -حين لا يشبه صاحبه).

القسم الثالث:
ويتكون من ثمانية عشرة موضوعا ويبدا من(رجل أسمه محمد عبد الولي) وينتهي بموضوع (محاولة
للتأمل في الذات)

يتكون الكتاب من ١٢٤ صفحة من الحجم المتوسط، وهي دعوة منا إلى إعادة قراءة وأكتشاف هذا المبدع وغيره من المبدعين الذين فقدناهم خلال السنوات الماضية، وهم إذ رحلوا عنا جسدا فإن أرواحهم مازالت تحلق ببننا من خلال تراثهم العظيم الذي تركوه لنا وتتجلى من خلاله نقاء ارواحهم الطاهرة والتصاقهم بمشاكل وهموم مجتمعهم ومدى ماكانوا يعانوه من مخاضات صعبة وهم يخطون لنا أبداعاتهم. وهي أيضا دعوة منا للأدباء الشبان أن يعودوا بين حين وٱخر لأكتشاف تلك الدرر الثمينة، والأستفادة منها والحفاظ عليها وتطويرها،
وهذا أقل واجب منا تجاههم في أن نحي ذكراهم الجميلة بيننا، عندما كانوا يصولون ويجولون في عالم الفكر والأدب والثقافة والأبداع،
بدلا من ان نطويهم في عالم النسيان.
فهم السابقون ونحن اللاحقون.


كتب / خالد عبد الوهاب
٤أبريل و٢٠٢٤م
عدن.