في صباح اليوم قام مجموعة من الناشطين المجتمعيين بزيارة ميدانية إلى موقع الخزان المائي الارضي الذي سقط فيه طفلين وغرقا حتى فارقا الحياة في يوم الاحد 2022/03/6 م ظهرا في قرية حمر دار السقمة في مديرية قعطبة محافظة الضالع .
حزن وصدمة يخيمان على كل المنطقة من هول الفاجعة التي حدثت ، في غرق طفلين في منطقة دار السقمة شمال غرب مدينة قعطبة ، بينما كان يلعبان في الوادي في حائطهم على مقربة من خزان مائي ارضي لخزن المياه من أجل أن يتم استخدامها في ري الأرض والمحاصيل الزراعية .
الطفل همام ومحمد أبناء الست والاربع سنوات على التوالي ابني رياض الحميدي من أهالي منطقة حمر دار السقمة ، كعادتهما يذهبان إلى الوادي ، ولكن هذه المرة ليس مثل كل مرة ، فقد شاء الله أن يأخذ روحيهما بالغرق في خزان مائي مملوك لوالدهما ، اختبارا وامتحانا لقلب والديهما وإيمانهما ورضاهما بقضاء الله وقدره .
رياض الحميدي ، والد الطفلين الغريقين ، تحدث بصوت متقطع ، وصورة شاحبة ، وصوت ثقيل متعب ، مثقل بالحزن ، ومقيد من هول الصدمة والفاجعة ، قائلا ماحدث كان فاجعة كبيرة وصدمة لم نكن نتوقعها ولم تخطر لنا على بال من قبل .
بينما نحن ننظر إلى المستقبل في كل أمل ، ليكون الطفلين فتيانا فشبابا فرجالا ياخذهم الله سبحانه وتعالى فلله الحمد على ما أخذ ولله الحمد على ما أعطى وإنا لله وإنا إليه راجعون .
وأشار رياض الحميدي إلى أن الخزان المائي الارضي الذي غرق فيه الطفلين قد تم بناؤه عام 2014 م ، وان أولاده منذ فترة في ذهاب وإياب إلى الوادي في المنطقة التي يتواجد فيها الخزان ، ولم يخطر على باله أن حادثا مثل هذا سوف يحدث في المستقبل .
مضيفا إلى أن الخزان بعمق اربعة متر ، وطول سبعة متر ،وعرض مترين ، والمياه تغطي أكثر من نصف الخزان بارتفاع يغطي طول قامة الطفلين ، وفي غفلة سقط الطفلين فيه ، دون علمه ، أو علم أحد ، بينما وصل الى البيت لم يجد أطفاله عاد ليبحث عنهم في كل مكان فوجدهم قد فارقا الحياة غرقا في خزان المياه في منطقة حمر دار السقمة في مديرية قعطبة محافظة الضالع .
والد الطفلين ، لا يستطيع وصف اللحظة التي رأى فيها أطفاله ، إذ تعثرت قدميه من هول ما رأى ، وشعر بالصدمة ، تجمع الناس وتم إخراج الطفلين ، ناداهما ولكن لا مجيب ، وبعد إسعافهما إلى المستشفى في مركز المديرية وجداهما قد فارقا الحياة .
وفي هذا الصدد ، فقد اطلعت المجموعة الشبابية على الطبيعة الجغرافية لقرى منطقة حمر التي تتمتع بطبيعة خلابة وتتكون من عدة قرى ويتواجد فيها أكثر من ألف وخمسمائة أسرة ، بما يقارب تسعة الف نسمة إنسانية .
وتنتشر فيها بشكل بسيط ظاهرة بناء خزانات أرضية مائية كما تنتشر في عدد من المناطق في محافظة الضالع بكثرة من أجل استخدام المياه المخزنة في الزراعة عند الحاجة ووقت الطلب دون عناء البحث عن المياه .
يشار إلى أن هذه الخزانات الأرضية المائية تبنى في أماكن قريبة من طريق العبور بين الأراضي الزراعية بصورة قريبة من ممرات الرجال والنساء والاطفال والفتيان دون أخذ بإجراءات الأمن والوقاية والسلامة المهنية حتى لا تحدث مثل هذه الأحداث بشكل مفاجئ في لحظة غفلة .
حيث أن معظم الخزانات الأرضية المائية مفتوحة ولا ترتفع عن سطح الأرض بمتر أو نصف متر من أجل توفير الحماية حتى لا يسقط فيها أي طفل من الأطفال لعدم توقع حدوث مثل هذه الأحداث في المستقبل .
هذا وقد طالب ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي السلطات المحلية بإجراء عملية مسح ميداني لمعرفة الآبار أو الخزانات التي لا غطاء لها ولا تتوفر لها إجراءات الأمن والوقاية والسلامة المهنية وإلزام ملاكها باتباع نظام الامن والوقاية والسلامة المهنية من أجل الحفاظ على حياة الناس وحياة الأطفال على وجه الخصوص.
