يوم استشهاد القائد البطل اللواء الركن أحمد سيف اليافعي نائب رئيس هيئة الأركان العامة مرت بالأمس وشخصياً لن تمر دون الإشارة إليها وتذكير هذه الأجيال بالرجل الذي سقط شهيدا مقبلاً غير مدبراً وهو يقود معركة الرمح الذهبي لتحرير مدينة المخأ الساحلية الاستراتيجية
في ذلك اليوم كنت في مسقط الرأس منطقة كلسام بلاد اليوسفي كلد يافع بني قاصد محافظة أبين ، ذهبت لتقديم واجب العزاء في استشهاد ابننا الشاب حمود فضل محمد ناجي اليوسفي.. صعدت للاتصال من فوق إحدى المرتفعات لاسأل عن اخبار عدن وإذا بالخبر الصاعق عن استشهاد القائد احمد سيف اليافعي.. وبعد الظهر غادرنا المنطقة صوب أبين وعدن . وماهي الا ساعات جاء اتصال عن استشهاد ابن عمي الشهيد القائد البطل العميد احمد حسين مقراط في تخوم جبل حوزان شرق المخأ .
استشهاد اخي احمد مقراط لم يؤكد كونه لم يتم العثور على جثته ورفاقه من الضباط والجنود. لكن جثة الشهيد احمد سيف كانت في ثلاجة مستشفى باصهيب العسكري .
لكم ان تتصوروا ثلاثة اخبار مؤلمة وموجعة في غضون ساعات.. في اليوم التالي اتجهت ومعي ابن عمي سعيد مهدي مقراط إلى المخأ للبحث عن مصير ابن عمنا الذي تأكد لاحقاً استشهاده ورأيت جثته في شريط فيديو مصور بثه الحوثيون على قناة المسيرة. كان الجندي الحوثي يرفع البطاقة العسكرية لابن عمي وهو جثة هامدة ويقربها إلى أمام الشاشه قائلاً : هذا عقيد ركن من المرتزقة ،
للعلم جثة ابن عمي العميد أحمد مقراط مازلنا لم نعثر عليها منذ خمس لاستشهاده حتى الآن
اذكر حين ذهبنا وسط الكثبان الرملية على تخوم جبل حوزان التقيت العميد عبدالغني محي الدين الصبيحي قائد اللواء الاول زايد حزم مع مجموعة من جنود في وضع مأساوي بعد أن فقد خيرة قيادات وضباط وجنود اللواء في معركة جبل حوزان بينهم اخي احمد مقراط الذي كان قائد الكتيبة الثانية ورفيق عبدالغني من مأرب إلى المحفد والصولبان وانتهاءاً في مشارف المخا أو بالأصح جبل حوزان
قبل ذهابنا إلى بقية المواقع اتجهنا إلى المكان الذي استشهد فيه اللواء أحمد سيف اليافعي وجدنا السيارة المصفحة التي كان راقد بجوارها مخلوعة والاطقم واحد الاطقم . المكان كان مجاور لمقر التحالف ، اعتاد سيف التنقل في منامه بعد انتهاء يوم كامل من إشرافه على سير المعارك . ولم يقرر المبيت في مكان محدد بحكم حسه الأمني كرجل استخبارات وعسكري من الطراز الأول. الصاروخ الذي استهدفه سقط بجوار السيارة وترك حفرة عميقة وواسعة من ينزل إليها يجد صعوبة الصعود. كان بجوار السيارة ولم يصيبه الصاروخ لكن أخذه من منامه إلى مكان بعيد من شدة الانفجار وجدت الشال حقه وحتى الفرش طار مع جثته إلى تحت الاشجار.
الى الان لم يعرف نوعية ذلك الصاروخ ولم يفتح ملف تحقيق لكشف غموض هذا الملف
غادرنا المكان بعد مشاهدتنا قوات التحالف ينقلوا المعدات إلى موقع متقدم في المخا وبعد ساعة مرينا من مكان استشهاد سيف اليافعي ولم نجد السيارات تم سحب كل شي من التحالف.
هذه قصة واقعية محزنة عشتها وليس من نسيج الخيال .اذكر قبل أيام من استشهاده ذهبت إلى منطقة جديد على تخوم المخأ ومعي صحيفة الجيش احضرتها إلى المقاتلين في جبهات الساحل وجدته ومعه اللواء هيثم قاسم طاهر وهم مقبورين بالتراب من شدة الرياح. طلبت أخذ صورة تذكارية وافق الشهيد وحين أخبرت هيثم اعتذر وقال يامقراط لما ننتصر بانعمل صور وكل شيء وحذرني من التصوير ، عدت إلى الشهيد وأخبرته وعملت صورة شخصية معه تحت جذع شجرة. وهي الوحيدة وان كانت غير واضحة تماماً
شاهدني مرافقي هيثم قاسم والذي صار أحدهم اليوم قائد لواء وصاحوا وأبلغوه واستدعاني وقال امسحوا الصور وشفني بااسجنك . قلت مافيش غير صورتي أنا وأحمد سيف وكادوا يمسحوها لكنه قال أي هيثم خلاص تعال تتفضل معي غدا فوق العربة والغبار مغطي المكان.
عدت إلى صاحبي احمد سيف وطلب مني الصعود بسيارة هيلوكس واغلقها وتحدثنا نحو ربع ساعة لن أنشر ذلك
غادرت المكان بصحبة قيادات في المقاومة من ابطال ردفان.
أثناء استشهاد احمد سيف كنت اتنقل بين مجلس العزاء والبحث في امل عن مصير ابن عمي قبل بث قناة المسيرة صورة استشهاده واعلنا استشهاده وفتح مجلس عزاء في منطقة باتيس الكيدة
رحم الله الشهيد القائد البطل اللواء الركن أحمد سيف اليافعي واسكنه الفردوس الاعلى من الجنة
انا لله وانا اليه راجعون
