سليمان في الميدان.. برنامج ناجح ومفيد، على قناة عدن المستقلة AIC لأنه يلامس هموم الشارع، ويُسجل هذا النجاح لابن الطحطوح، الشاب النشط والطموح، الذي يتحفنا بكل جديد في برنامجه المفيد..وقد عرفناه في برامج سابقة متألقا كعادته وعنوانا للنجاح..ولعل إظهاره لحكاية خريج كلية الهندسة أحمد سالم صلاح والأول على دفعته فيها قبل 17 عاماً، والذي لم يحصل على فرصة عمل حكومية حتى الآن، واعتماده فقط على العمل اليومي، الذي يترزق منه حسب الظروف ليعيل أسرته، تظهر لنا حجم المعاناة التي يعيشها الكثير من الخريجين من أمثاله وهم كُثُر كما قال في حديثه، وهؤلاء يفترض أن تكون فرص العمل في مؤسسات الدولة حق من حقوقهم فور تخرجهم. وإذا ما توقفنا أمام حالة بطل الحكاية فأنه كان يستحق أن يكون معيداً في كلية الهندسة التي تخرج منها باعتباره الأول على دفعته، ولو تم له ذلك فور تخرجه لكان قد استكمل الدكتوراة في تخصصه، بل ولحصل على الألقاب العلمية.. وإذا كان وأمثاله ضحية منظومة الفساد التي رسختها سلطة الاحتلال منذ اليوم المشئوم 7/7/94م ، وأضاع بسببها أجمل سنوات عمره، فإن ما يُستشف من حديثه أنه لم يفقد الأمل في خدمة وطنه بتخصصه ويستطيع ذلك، رغم المعاناة التي استنزفت قرابة عقدين من عمره. وما أحوجنا اليوم إلى تصحيح الاختلالات والتخلص من أساليب المحاباة عند التوظيف وتفضيل ذوي القربى وأهل الثقة على ذوي الكفاءة والمتفوقين، ولا بد من النظر بمعاناة الخريجين ممن مضت سنوات عمرهم وهم ينتظرون فرصة التوظيف، بإعاطائهم الأولوية حسب سنة التخرج في التوظيف لتعويض ما فات من أعمارهم..