الحزن يخيم على عدن

الموت يحصد الأحبة والحزن يخيم في أكثر من بيت هذه الايام المؤلمة في عدن الحبيبة ومناطق الوطن الجريح. 
تعددت الأسباب والموت واحد..
قوافل الشهداء الأبرار يتساقطون في معارك تحرير بيحان التي انتصرت فيها قوات العمالقة وهناك من الرموز الذين لاقوا ربهم جراء الأمراض وغيرهم في حوادث مفجعة وصادمة ،
اشعر بالاسف أنني لم استطع الإيفاء بواجب العزاء لاهلي واحبتي البعيدين نظراً لحالتي الصحية التي مازلت أمر بها خصوصاً خارج عدن ورغم هذا العذر القاهر احس بالخجل والنقص حين يموت عزيز من اهلي شهيدأ او موت طبيعي لم اذهب لتعزية أسرته وذويه

الليلة تنقلت في أربعة مجالس لتقديم واجب العزاء والمواساة في مدينة عدن. من الساعة الثانية عصرا وحتى عدت إلى بيتي الثامنه مساء

أول محطات العزاء في قاعة التأج بمنصورة عدن بوفاة الأخ العزيز العميد الركن فضل صالح عمر اركان اللواء الثاني جبلي سابقأ ثم انتقلت إلى قاعة الملوك المجاورة مجلس عزاء فقيد الوطن الكبير المناضل اللواء أحمد ناجي راشد بن شملان الحالمي. وبعد ساعة ونصف انتقلنا إلى قاعة ليالي على خط الهناجر غازي علوان التي فتح فيها مجلس عزاء شهيد الوطن البطل مجدي أحمد الغزالي القطيبي ابو حرب الردفاني قائد اللواء الثالث عمالقة والتي وجدناها مكتضطظة بجموع المعزيين وتخيلي المشهد أن قيادات ردفان الثورة جاءت عن بكرة أبيها لم يتخلف منهم إلا ماكان بحالة مرضية اوخارج الوطن فضلأ عن المئات من محافظات الجنوب.
والحقيقة أن ردفان والجنوب صدمت بفاجعة استشهاد القائد الجسور ابوحرب الردفاني الذي تميز بحاله استثنائية في حياته القصيرة. تصدرتها الأخلاق والقيم السامية والتواضع وعدم اللهث خلف الظهور الإعلامي والتعالي والغرور والتعجرف الذي ضرب معظم القيادات من جيله في مقتل بسمعتهم

عموماً. وبعد صلاة المغرب اتجهنا الى مجلس عزاء اللواء محمد حسين البير مدير مالية وزارة الداخلية السابق وصهره المناضل الثوري السالميني محمد صداعي علي وكيل محافظة المهرة. واللواء البير من الشخصيات العدنية البارزة فقد يوم الجمعة أربعة هم نجليه الضباط بسام وشقيقه وحفيدتيه عدن وليلى في حادث غرق بساحل صيرة .
وفي مجلس عزاء اللواء البئر الذي لاحظت معظم الوجوه من الشخصيات العدنية الانيقه تفاجئت بوصول ابن الحديده الذي فقد نجلة وتم انتشال جثته اليوم وقصة ابنه الشهيد الشهم أنه غامر ببسالة لإنقاذ أولاد وأحفاد اللواء البير فلحق بهم في موكب الشهداء داخل البحر ولهذه الحادثة المؤلمة تناوله أخرى لاحقاً

وعلى درب الاحزان تلقيت اتصالاً من الاخ علوي الرهوي. يخبرني باستشهاد الشاب شيخ محمد سعيد شيخ الرهوي متاثرأ بإصابته في معارك تحرير بيحان وقبله بيوم استشهد الولد صالح حسين محمد اليوسفي وفي نفس الموقع استشهد كل من شائع صالح هائل عبيد السعيدي وعدنان صالح نصر السرحي ومعجب نصر شيخ المنصري. هؤلاً طبعا من اهلي وابناء منطقتي وآخرين معهم سقطوا في مواقع الشرف والكرامة معارك تحرير بيحان هكذا تتضاعف الاحزان والماسي والاقدار

قبل الختام أشير إلى بعض اسماء الشخصيات والمسؤولين والقيادات التي شاركت في مجالس العزاء الأربعة في عدن وعلى رأسهم صاحب الواجب محافظ لحج اللواء أحمد عبدالله تركي وفضل الجعدي والرجل الرائع المناضل احمد قاسم عبدالله رئيس هيئة المناضلين والشهداء والعميد محمود سعيد صائل الصبيحي والعميد مهدي الشكلية واللواء أحمد جابر عثمان والعميد عثمان معوضة والعميد مصطفى علي مصطفى والعميد عصام فقيره والدكتور عبود ناجي حسين والاستاذ محسن عبد اليوسفي والعميد مختار النوبي والشيخ فضل عبدالله احمد القطيبي والاستاذ بديع القطيبي والعميد علي احمد البيشي والعميد الركن نبيل صبران والعميد علي ناصر المعكر والعميد عبدالكريم قاسم شائف العيسائي والوكيل عبدالملك ناجي عبيد والعميد صالح قاسم طهشه والعميد قائد ناصر العمري والعميد نصر بدر نصر اليوسفي والعميد صالح المنصب والعميد جمال فضل القطيبي والعميد علي محمد المعلم والعميد عبداللطيف سبيع الصبيحي والعميد يحي السراري والعميد عبدالكريم الجعوف والعميد عبدالله احمد الجحافي والعقيد جلال الصبيحي. واخرين كُثر امتلأت بهم القاعات في هذه الليلة المخزنة

وختامأ فقد كنت متفائل بأن يكون عام ٢٠٢٢م أن يكون عام السلام وانفراج نسبي للمشهد بانخفاض نسبة الكوارث والماسي .لكن الله كتب لنا هذه المصائب والخسائر. وماعلينا غير مواساة بعضنا وان تدخل الرحمه في قلوبنا وعلى الأقل نحافظ على بعضنا من الحسد والانتقام والفتن ما ظهر منها وما بطن .
رحم الله شهدائنا وموتانا واسكنهم الفردوس الاعلى من الجنه واللهم الجميع الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون