سلطت واقعة تسلل ناجحة قام بها ابرز قيادات الحراك الجنوبي هو حسن باعوم إلى منزله في مدينة المكلا الضوء على حجم الاضطهاد الذي بات يلاقيه قيادات الحراك الجنوبي في عهد سيطرة قيادات جنوبية اخرى على الحكم في محافظات جنوب اليمن.
ولم يحدث قط خلال سنوات حكمي الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحالي عبدربه منصور هادي وقبل العام 2015 ان قام احد قيادات الحراك الجنوبي بالتسلل إلى منزله او منع من دخول مدينته.
وظل حسن باعوم وهو ابرز قيادات الحراك الجنوبي يحاول الدخول منذ شهرين إلى منزله بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت قبل ان تقوم قوات امنية بمنعه من الدخول بحجة تلقيها أوامر منع.
وقال اعضاء في الكيان الذي يقوده باعوم مساء الاثنين ان باعوم نجح هذه المرة في الدخول إلى منزله بمدينة المكلا.
ويعتقد ان باعوم اتخذ طريق منفصلة للوصول إلى منزله في مدينة المكلا قبل ان يعلن المقربون منه وصوله إلى منزله.
وتعيد الواقعة إلى الاذهان اعمال تنكيل تعرض لها معارضون جنوبيون ابان حكم الحزب الاشتراكي قبل اكثر من 40 عام حينما طرد معارضوه إلى الخارج وسجن من تبقى منهم.
وكان حسن باعوم اول من نشط من قيادات الحراك الجنوبي ابان حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح ورغم انه تعرض للاعتقال من قبل نظام صالح الا انه لم يحدث قط ان تم منعه من دخول منزله .
ورغم الوعود التي اطلقها المطالبون بالانفصال في جنوب اليمن بدولة مدنية تستوعب كل القيادات من أبناء المحافظات الجنوبية الا وانه وبعد سنين قليلة من سيطرة محدودة باتت الغالبية العظمى من القيادات المعارضة تعيش خارج البلاد خوفا من تعرضها للإغتيال او الاعتقال.
ويلف الغموض الان الطريقة التي يمكن لحسن باعوم بها ممارسة نشاطه السياسي فالرجل يقود اكبر تجمعات الحراك الجنوبي المطالب الانفصال عن شمال البلاد.
ويتساءل كثيرون فيما اذا كان الرجل سيكون عرضه مجددا للإعتقال في حال ممارسته نشاط سياسي من داخل حضرموت .
وتحولت خلال 5 سنوات مضت مناطق جنوب اليمن إلى اكثر مناطق البلاد عرضة للإستقطاب السياسي الذي احدث انقسامات كثيرة .
وباتت المكونات السياسية تنقسم بين الدول الخارجية التي تتصارع للسيطرة على البلاد .