آخر تحديث :الثلاثاء-01 أكتوبر 2024-04:26م
أخبار وتقارير

البروفسور عادل العبادي يكتب : في الذكرى الثالثة لرحيل الدكتور باصرة.. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدرُ

السبت - 20 نوفمبر 2021 - 02:30 م بتوقيت عدن

البروفسور عادل العبادي يكتب : في الذكرى الثالثة لرحيل الدكتور باصرة.. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدرُ

عدن((عدن الغد)) خاص

تصادف اليوم الذكرى الثالثة لرحيل المغفور له بإذن الله تعالى  الأستاذ الدكتور صالح علي باصرة  احد رجال الوطن الكبار في مثل هذا اليوم رحل الأكاديمي العصامي المفكر والمؤرخ الشجاع صالح علي باصرة.
وفي ذكراه يستذكر اليمنيون رمزًا وطنياً ومناضلاً كبيرًا في محراب العلم والسياسة يشار اليه بالبنان . وحين يرحل عنا مؤرخ وأكاديمي وسياسي ورجل دولة من العيار الثقيل بحجم الدكتور صالح باصرة فإن الخسارة تكون جسيمة وكبيرة ولمعرفة حجمها التي لا تعوض يكفي أن نعرف أن العطاء والنجاح المثمر كانا عنوانًا بارزًا ارتبط بأسمة ومسيرته الخالدة العلمية والعملية في كافة المراحل والمناصب الإدارية والقيادية التي تقلدها خلال مسيرة حياته . ولا اجد حرجاً هنا في القول أن الدكتور صالح باصرة يعد وبدون مغالاة محدث التعليم الجامعي والعالي في اليمن مهندس نهضة جامعة عدن  ورائد تطورها وازدهارها والذي قادها باقتدار على الرغم من الامواج العاتية التي كانت تعصف بها بعد حرب عام 1994م .
والفقيد الراحل احد رجالات الرعيل الاول الذين تبوأوا مسؤوليات كبيرة وكرس حياته مخلصاً لهذا الوطن ومن المؤكد بأن الدكتور باصرة من مواقعة المختلفة قد أحدث تأثيرًا في الحياة السياسية اليمنية ومثلما يعتد الجيل الحالي بالراحل الدكتور باصرة فأن الأجيال القادمة بكل تأكيد سوف تقف على إنجازاته كمؤرخ واكاديمي وسياسي من الطراز الرفيع والنادر كواحد من أولئك الرجال الكبار الذين اسهموا في صنع ملامح المستقبل ورسم خارطة التحول السياسي والديمقراطي وبناء وتطور التعليم العالي الحديث والعصري في البلاد ..
ستفقد صفحة التاريخ رمزا ** ومنقبة سيبكيها اليراعُ .
ولد الراحل الدكتور باصرة في المكلا حضرموت عام 1952، اكمل دراسته الإبتدائية والمتوسطة والثانوية في مدارس المكلا، حصل على شهادة البكالوريوس تاريخ/ جغرافيا من كلية التربية العليا جامعة عدن عام 1976م وفي العام 1982م نال الدكتور باصرة شهادة الماجستير من جامعة لايبزج في المانيا وفي العام 1986م تحصل على شهادة الدكتوراه من نفس الجامعة في التاريخ الحديث والمعاصر. عند عودته إلى عدن عين رئيساً لقسم التاريخ ثم عين في العام 1991م عميدًا للبحث العلمي والدراسات العليا في جامعة عدن في العام 1994م عين بقرار رئيس الجامعة نائبًا لرئيس جامعة عدن للشؤون الأكاديمية وفي اكتوبر من العام 1995م صدر قرار جمهوري بتعينه رئيساً لجامعة عدن ومكث فيها حتى العام  2003م حين صدر قرار جمهوري اخر بتعينه رئيساً لجامعة صنعاء وفي العام 2006م تم اختياره ضمن التشكيل الوزاري في حكومة عبدالقادر باجمال وزير للتعليم العالي والبحث العلمي واستمر شاغلاً لهذا المنصب حتى العام 2011م وعندما تبلورت فكرة البدء في حوار وطني شامل عين الدكتور باصرة عضوًا في اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر ثم لاحقا عضو في لجنة بناء الدولة وفي العام 2013م عين عضوًا في لجنة التوفيق لمؤتمر الحوار الوطني الشامل وفي العام 2014م أسس مركز الرشيد للتدريب والتنوير والدراسات في مدينة عدن واصبح رئيسًا له ورئيسًا لمجلس أمناء المركز. 
نعم في القلب حسرة أن نخسر في هذا الظرف الحرج مثل هذه القامة الوطنية الأكاديمية والسياسية الشامخة التي لا تراوح في المبأدئ والثوابت ولاتساوم ولاتنحني. فقد  أجمع الجميع بأن رحيل الدكتور باصرة شكل خسارة وطنية كبيرة ولكن عزاؤنا  إذ يغيب الدكتور صالح باصرة  فلن تغيب عن اليمنين سيرة حافلة بالبذل والعطاء والتضحية والرجولة والايثار  على المدى علامة بارزة في تاريخ اليمن الحديث المعاصر .
ما كلام الأنام في الشمس إلا ** إنها لشمس ليس فيها كلام
واخيرا لايسعنا إلا أن نقول ماقاله أبو فراس الحمداني: 
«سيذكرني قومي إذا جدّ جدهمُ، وفي الليلة الظلماء يفتقد البدرُ»،