تقرير يرصد اتهامات طبيبة لمسؤولين في وزارة الصحة بفساد إداري ومالي في
مركز العزل والرد الرسمي وردود الأفعال الأخرى..
د. زهى السعدي: تفاجأت بالفساد والاستغلال للمصابين بفيروس كورونا!
د. زينب القيسي: الاتهامات تهدف إلى تشويه الأطباء الذين يقفون في الصف
الأمامي لمواجهة الوباء
د. عصام الفاتش: ما قالته د. زهى جاء بعد إزاحتها من منصبها
ناشطون: أيعقل أن رجلا مثل رئيس مركز العزل الذي دفع حياته ثمناً قبل
أيام سكت عن هذا الفساد؟!
ماذا قال وزير الصحة عقب زيارته لمركز العزل بعد الاتهامات التي وجهت للمركز؟
مركز العزل الرئيسي بعدن.. صراع مناصب أم فساد منظم؟!
تقرير / صديق الطيار:
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لطبيبة في مركز العزل
الصحي بمستشفى الجمهورية بالعاصمة المؤقتة عدن، تحدثت فيه عن فساد إداري
ومالي بالمركز لمسؤولين في وزارة الصحة.
وقالت الدكتورة زهى السعدي، طبيبة في مركز العزل بعدن، في فيديو نشرته
على حسابها بـ(تويتر)، إنها "أثناء إدارتها للمركز في الأيام الماضية
تفاجأت بالفساد والاستغلال الحاصل لاحتياجات المرضى المصابين بفيروس
كورونا".
وأضافت أن "ممثلي وزارة الصحة في المركز طلبوا منها ما وصفته بـ(التصعيب
والتعكير) للمرضى المصابين لكي تتعالى أصوات المناشدات باحتياجات المرضى
العلاجية ويزداد دعم المنظمات للمركز"، مشيرةً إلى أن "ضميرها الإنساني
لم يسمح لها بتنفيذ أوامرهم" حد قولها.
نفي وتوضيح
من جانبها نفت مديرة مركز العزل بمستشفى الجمهورية في عدن الدكتورة زينب
القيسي، التصريحات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول استهتار
الأطباء بأرواح مرضى مركز العزل، مؤكدة أن تلك التصريحات ليس لها أساس من
الصحة.
وأوضحت في تصريح لوسائل الإعلام، أن مركز العزل منذ تأسيسه عند اشتداد
جائحة كورونا في محافظة عدن، وهو يستقبل المرضى ويقدم لهم الرعاية
اللازمة؛ لإنقاذ حياتهم بالإمكانيات المتاحة نتيجة غياب الدعم الكافي.
وأشارت إلى أن الأطباء يعملون على قدم وساق من أجل تقديم المساعدات لكل
المرضى، وتحديدًا المصابين، الذين يتماثلون للشفاء.
وطالبت الدكتورة زينب بفتح تحقيق حول ما أذيع في التسجيل المرئي الذي
يهدف إلى التشويه والإساءة للأطباء ممن يقفون في الصف الأمامي لمواجهة
الوباء، ليس في مركز العزل بمستشفى الجمهورية فحسب، بل بكل مراكز العزل.
وأكدت أن هذا يمثل تشويها لمهنة الطب وإرهابا للمواطنين، بدلاً من الدعم
النفسي لمواجهة الوباء الذي تواجهه كل دول العالم.
وشددت على أن تلك الشائعات لن تثنيهم عن مواصلة تقديم الخدمات الطبية
اللازمة لمرضى كورونا، واستقبال الحالات في المركز في أي وقت، داعيةً
الأفراد الذين يقفون وراء الإشاعات إلى معالجة الخلافات الشخصية بعيدًا
عن حياة المواطنين.
في المقابل نفى المدير الطبي الحالي للمركز الدكتور عصام الفاتش، وجود
مثل هذه الممارسات، مؤكدًا أن ما قامت به الدكتورة زهى السعدي جاء بعد
إزاحتها من منصبها، وسعيها للحصول على مناصب في المركز، حد قوله.
الرد الحكومي
علق وزير الصحة د. قاسم بحيبح على الفيديو المتداول حول مركز العزل الصحي
في مستشفى الجمهورية بعدن، ووصفه بالسلبي، وهو وصف أتى على هامش زيارة
قام بها إلى المركز صباح أمس الأول.
وزير الصحة قال في تعليقه: "قمنا بزيارة المستشفى الميداني للعزل بمستشفى
الجمهورية في عدن والتقينا الكادر الطبي من أطباء وتمريض وعناية وخدمات،
والذين كانوا مستائين ومتأثرين مما نشر عن المركز بشكل سلبي من المديرة
السابقة للمركز".
وأضاف أنه خلال الزيارة اطلع على مسار العمل والتقى بالمرضى الذين قال
إنهم "أثنوا على الكادر الطبي الذي يعمل في ظروف صعبة".
وكان وزير الصحة قد كشف عن إحالة فيديو الدكتورة زهى السعدي للتحقيق،
وقال عبر حسابه على تويتر: "بالنسبة للفيديو المنتشر لطبيبة مركز العزل
بعدن تم تحويل الموضوع للتحقيق وستكون هناك اجراءات صارمه حول نتائجه".
مطالبات بالتحقيق
وبالرغم من تصريحات وزير الصحة بحيبح إلا أن هناك مطالبات بالتحقيق في
القضية، ونشر نتائج التحقيقات للرأي العام أو إحالة القضية إلى مكتب
النائب العام.
وقالت المحامية ورئيسة مؤسسة دفاع للحقوق والحريات، هدى الصراري في
تغريدةٍ لها: "مادام هناك ادعاءات بالفساد وتصريحات متضادة بين طبيبين من
نفس المركز، فينبغي إحالة الموضوع للتحقيق ونشر نتائجه للرأي العام".
وأشارت في ردها على تصريحات وزير الصحة، إلى أن تلك التصريحات لا تليق
بالعمل المؤسسي وفق لوائح ونظم، ثم تأتي الرقابة والإشراف المستمر من قبل
الوزارة.
وشكك ناشطون محليون برواية الدكتورة السعدي، مؤكدين أنها غادرت خوفا من
التحقيق الذي أمر بفتحه وزير الصحة عقب اتهام مركز العزل في خورمكسر
بالفساد وتصعيب شؤون المرضى لكسب الدعم الدولي.
وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي: "إن زهى حاولت ابتزاز الوزارة
حيث تحدثت عن فساد بمركز العزل عقب اقالتها وعندما كانت مديرة لم تتحدث
عن اي فساد".
واضافوا: "مغادرتها لمنزلها بعدن بحجة التهديد غير مجدية كونها جاءت
بعدما امر وزير الصحة بفتح التحقيق باتهاماتها لمركز العزل بمستشفى
الجمهورية".
وقال آخرون إن ما قالته زهى السعدي ينفيه الواقع، فرجل مثل الدكتور محسن
بن همام رئيس مركز العزل بمستشفى الجمهورية، الذي دفع حياته ثمنا لخدمة
المصابين بالوباء، عقب إصابته بفيروس كورونا المستجد، ما كان ليسكت عن
هذا الفساد الذي تحدثت عنه زهى.
