آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-03:58م

ملفات وتحقيقات


(تقرير) .. كيف ساهمت الشرعية والتحالف والانتقالي بخلق هذا الوضع المعيشي البائس؟

الأربعاء - 07 أبريل 2021 - 09:29 ص بتوقيت عدن

(تقرير) .. كيف ساهمت الشرعية والتحالف والانتقالي بخلق هذا الوضع المعيشي البائس؟

(عدن الغد)خاص:

تقرير يتناول الأوضاع الاقتصادية والخدمية والصحية المزرية التي يستقبل
بها المواطنون شهر رمضان في عدن والمحافظات المجاورة..

كيف سيستقبل المواطنون شهر الصيام وكيف سيوفرون متطلباته؟

هل ستتضاعف معاناة الناس مع بدء فصل الصيف وحلول شهر رمضان؟

مواطنون: الصيام هذا العام سيكون صعباً جداً مع عدم معالجة مشكلة
الكهرباء وغلاء المعيشة!

إلى متى سيظل المواطنون يناشدون المسئولين توفير الخدمات ويتوسلون التجار
خفض الأسعار؟

رمضان هذا العام.. كهرباء غائبة وكورونا ووضع معيشي منهار!

تقرير / صديق الطيار:

يستقبل المواطن في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، والمحافظات
المجاورة، شهر رمضان الفضيل الذي لا يفصلنا عنه سوى أقل من أسبوع، بأوضاع
اقتصادية وخدمية وصحية سيئة للغاية، في ظل استمرار انقطاع الكهرباء
المتواصل لساعات عديدة تزامنا مع دخول فصل الصيف اللاهب، واستمرار انقطاع
الرواتب والغلاء الفاحش في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، ما يجعل
المواطن في وضع معيشي صعب لا يمكنه من توفير الحاجات الأساسية ومستلزمات
الشهر الكريم، خصوصا مع غياب الدور الإغاثي للمنظمات الدولية والمحلية،
هذا بالإضافة إلى التفشي الكبير لموجة فيروس كورونا الذي بات الخطر
الأكبر الذي يتهدد السكان في ظل تدهور القطاع الصحي، وعدم التحرك الجدي
من قبل الجهات المعنية في الحكومة الشرعية والتحالف والانتقالي لعمل
الإجراءات الوقائية والاحترازية وتوفير المستلزمات الطبية والصحية للحد
من انتشاره.

يبدو ان العنوان الأبرز لرمضان هذا العام هو تدهور الخدمات وصعوبة الحياة
في المدينة ومطالبات المواطنين بيأس بتصحيح أوضاعهم المعيشيةً والخدمية
التي تأتي الكهرباء في مقدمتها.

ومثل كل عام تتضاعف معاناة سكان مدينة عدن والمحافظات المجاورة مع بدء
فصل الصيف مع ازدياد درجات الحرارة حتى تصل إلى أعلى مستوياتها تزامنا مع
حلول شهر رمضان المبارك، الأمر الذي يحول حياة السكان إلى جحيم ويبدون
قلقهم من استمرار انقطاع الكهرباء من دون إيجاد حلول كلية.

تخاذل وصمت مريب

ويستنكر المواطنون في مدينة عدن والمناطق المجاورة تخاذل الحكومة الشرعية
والمجلس الانتقالي ودول التحالف وعدم قيامهم بواجبهم في التخفيف من
معاناتهم في الجوانب المعيشية والخدمية والصحية، مشددين على دعوتهم
للتدخل لحل هذه المعضلات التي تعكر صفو حياتهم خاصة في شهر رمضان.

أجواء صعبة ومخيفة

ويبدو أن المواطنين في عدن والمناطق المجاورة سيؤدون فريضة الصوم هذا
العام في أجواء غاية في الصعوبة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي
يزيد الطلب عليها في شهر رمضان بالإضافة إلى حر شديد بسبب الوضع المزري
لخدمة الكهرباء، ناهيك عن الخوف والقلق الشديدين بسبب تفشي فيروس كورونا
الذي حصد أرواح الكثيرين منذ بدء الموجة الثانية للفيروس الشهر الماضي.

أوضاع إنسانية سيئة

وتعيش الأسر في محافظة عدن والمحافظات المحررة أوضاعاً إنسانية بالغة
السوء بسبب حرارة الجو المرتفعة التي ستفاقم معاناتهم خلال شهر رمضان
الذي لم يتبق له سوى نحو أسبوع، بسبب الوضع السيئ جدا لخدمة الكهرباء.

يقول المواطن سالم محمد، أحد سكان مدينة عدن، لـ"عدن الغد" إن "المواطنين
في عدن يعيشون جحيماً نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجو المتزامن من قرب شهر
رمضان، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي".

يتابع سالم: "أغلب سكان مدينة عدن فقراء معدمون، وبالكاد يستطيعون توفير
متطلبات الحياة الأساسية لأسرهم، فمن أين لهم المال لشراء مولدات
كهربائية صغيرة أو ألواح شمسية كحلول بديلة عن غياب الكهرباء لتعينهم على
أداء فريضة الصوم".

ولفت إلى معاناة الناس تتفاقم خلال شهر رمضان بسبب الصيام، "إذ يضطر
البعض لافتراش الشوارع لعلهم ينعمون بنسمات الهواء البارد أو الهجوع في
المساجد".

تلف المواد الغذائية

أم أكرم، ربة بيت، تقول إنها عازمة على عدم شراء الكثير من المواد
الغذائية التي تحتاج إلى تبريد للحفاظ عليها حتى لا تتلف عليها بسبب غياب
التيار الكهربائي، إذ إن الانقطاع المستمر للكهرباء يجعلها عاجزة عن
تشغيل الثلاجة. وتضيف لـ"عدن الغد": "بطارية الطاقة الشمسية بالكاد تكفي
للإنارة وتشغيل التلفزيون لوقت قصير".

وتشير أم أكرم إلى أن حالتها تعتبر أفضل بكثير من أسر أخرى لا تستطيع
شراء الأجهزة البديلة للكهرباء، فيكون وضعها أسوا بكثير خاصة في شهر
رمضان.

فقر مدقع

ويوضح الحاج عبدالله صالح، أحد سكان مدينة عدن، أن آلاف الأسر تعاني
بأشكال مختلفة من دون أن يعلم عنها أحد. ويضيف لـ"عدن الغد": "إذا كنا
نحن توفقنا في شراء ألواح طاقة شمسية إلى جانب مراوح صغيرة للتخفيف من
شدة الحرارة، إلا أن معظم السكان لا يستطيعون توفير تلك البدائل لعدم
امتلاكهم المال الكافي لشرائها".

ويردف: "يبدو أن الصيام هذا العام سيكون صعبا جدا مع عدم معالجة مشكلة
الكهرباء خصوصا وان رمضان لم يتبق له سوى أيام قليلة.

وضع معيشي منهار

تتفاقم معاناة المواطنين في العاصمة عدن مع حلول شهر رمضان الكريم بسبب
غلاء المعيشة وتردي الأوضاع الاقتصادية والخدمية والصحية التي تلقي
بثقلها على كاهلهم مما يجعلهم فاقدين لمقومات الحياة في منازلهم، فلقمة
العيش لا شيء يضاهيها، والكل يسعى إلى تحسين حياته المعيشية للوصول إلى
حياة كريمة، إلا أن واقع الحال لا يساعد على ذلك.

يأتي شهر رمضان هذا العام كغيره من الأعوام السابقة في الوقت الذي تزداد
فيه الظروف الاقتصادية والخدمية للمواطنين سوءاً عن السنوات التي تلت
الحرب لتشكل عبئا جديدا على المواطنين في العاصمة المؤقتة عدن والمدن
المجاورة.

ومن خلال التجوال في أسواق عدن يكون المشهد واضحا عن الأوضاع المعيشية
التي يعيشها أهالي المدينة، حيث تشاهد الكثير من الأسر المارة بالقرب من
الأسواق والمحلات وقد صارت عاجزة عن شراء وتغطيته احتياجاتها الأساسية،
ناهيك عن المكملات التي تضفي لها لونا آخر في هذا الشهر بعد أن وصلت
أسعارها إلى مستويات غير مسبوقة.

حيث أصبحت الأصوات المألوفة التي تسمعها هذه الأيام في الأسواق هي عبارات
التوسل والرجاء لأصحاب المحلات بتخفيض الأسعار.

وتسبب هذا التدهور في اختفاء الكثير من أصناف الأطعمة التي تعود
المواطنون العدنيون عليها في موائدهم الرمضانية بسبب ارتفاع أسعارها
الجنونية، حيث أصبحت العديد من الأسر غير قادرة على شراء حتى أبسط المواد
الضرورية في ظل أجواء شديدة الحرارة والرطوبة.

استقبال باهت

وفي نفس السياق يؤكد المواطن سامر علي في حديث لـ"عدن الغد" أن مظاهر
استقبال شهر رمضان لهذا العام لم تكن ملفتة في عدن بسبب تدهور الأوضاع
الاقتصادية للمواطنين التي انعكست سلبا على أحوالهم ومعيشتهم.

وأضاف سامر: "لم يعد شهر رمضان بالنسبة لنا شهر الصيام لسبب بسيط هو أننا
صائمون طوال العام لشحة المواد الغذائية وانعدام أبسط مقومات الحياة بعد
أن صارت الحياة للأسر في عدن صعبة جراء غلاء المعيشة وتدهور العملة
المحلية ليتلاشى دخل الفرد أمامها، الأمر الذي زاد من معاناة الأسر
العدنية".

وأكد ان هذا الانهيار "ساهمت فيه الحكومة الشرعية والتحالف والمجلس
الانتقالي لعدم اتخاذهم إجراءات وحلولا حقيقية للتخفيف من معاناة المواطن
البسيط الذي يبحث بين الركام عن شيء يسد به رمقه وحاجة أولاده من بقايا
التجار والباعة الذين يتحكمون بأسعار السلع لانعدام الرقابة".

من جهتها، المواطنة أم زياد، التي يعمل زوجها في القطاع الخاص ولها أربعة
أولاد، تقول: "لا أحد ينظر إلى حالنا في ظل أوضاعنا المزرية التي نمر بها
ونعيش حاليا على معيل واحد وبراتب ضئيل (50 ألف ريال) لا يكفي حتى لتغطية
ضرورياتنا اليومية، ونحن غير قادرين على تحسين وضعنا المعيشي".

وأضافت لـ"عدن الغد" أنها لا تملك ما تشتري به أبسط الضروريات أو ما
يمكنها من مجاراة متطلبات الحياة البسيطة".

وقالت: "كنا نستقبل شهر رمضان بفرح غامر طوال حياتنا لاتخاذه موسما
للعبادة ولأفضل الوجبات الشهية غير أننا بسبب الوضع المعيشي المتدهور
بتنا نعيش أوضاعا معيشية واقتصادية صعبة للغاية".