آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-10:23م

أدب وثقافة


في حضرة جبل البَلَقَ، مأرب الشموخ..(قصيدة)

الإثنين - 08 مارس 2021 - 11:26 م بتوقيت عدن

في حضرة جبل البَلَقَ، مأرب الشموخ..(قصيدة)

((عدن الغد)): هشام باشا

 

لقد زِدتِّ يا عالياتِ "البَلَقْ"
وأصبحتِ أكبرَ ممّا سَبَقْ

تَعَمْلَقْتِ حتى رأيتِ الصّباحَ
وأنتِ تَرينَ احْمرارَ الشَّفَقْ

وأصبحَ بعْضُكِ يَنْوي الضُّحَى
وبعْضُكِ يَنْوي قِيامَ الغَسَقْ

أطُلْتِ؟ أمِ اسْتَقْدَمَتْكِ السَّماءُ؟
فحَلّقْتِ في فَيْلَقٍ مِن أَلَقْ

وأمْسيتِ بعضَ جُنودِ الحِجابِ السّماويّ
خَشْيةَ أنْ يُخْتَرَقْ

و"مأْرِبُ" بعْضَ الحديثِ المُحَصَّنِ
بالشُّهْبِ خِيفةَ أنْ يُسْتَرقْ

وها هُوَ عَبْرَكِ ما مِن غَبِيٍّ
يحاولُ "مَأْرِبَ" إلّا احْتَرقْ

ونحن بريئونَ مِمّن يريدُ السّماءَ
ليَدْفِنَها في النّفَقْ

ومِمّن يسيرونَ خلْفَ الغُرابِ
ويستبشرونَ متى ما نَعَقْ

إلى أين يَمْضُونَ؟ لا يعلمونَ
سِوى ما ادَّعاهُ وقالوا صَدَقْ

بريئونَ من كُلّ شعْبٍ يُقَدّمُ
للسّيْفِ أعناقَهُ في طَبَقْ

وممّن على ما بهِمْ يرقدونَ
ونحن على ما بهِمْ في أَرَقْ

ومِمّن إلى الآنَ لَم يكبروا
ولَم يَتَعدّوَا حدودَ العَلَقْ

بريئونَ نحن مِن الأبرياء
اذا اعترفوا أنهُمْ مَن فَسَقْ

ونَبْرأُ أكثرَ مِن كُلِّ وَجْهٍ
على قَدَمِ الزَّاعقينَ الْتَصَقْ

بريئونَ نحن اليمانينَ إلّا
مِن الاتّكاءِ على مَن زَعَقْ

عزيزونَ، لَم يُخْطُرِ الذَّلُ حتى
بصاحبِنا المَيْتِ إلّا بَصَقْ

كبيرون لا يَجِدُ الفَوقُ أهلًا
سِوانا وإنْ لَم يَجِدْ في الخَرَقْ…

ونكبرُ أكثرَ إنْ مَرَّ حَكْمُ الطّغاةِ
على بابِنا أو طَرَقْ

ونَشْمخُ حتى نرى للخلائقِ
مِن حيثُ يُبْصِرُها مَن خَلَقْ

ك"صَنعاءَ" أنفاسُنا لا تُعاملُ غيرَ
الهَواءِ الأبَيِّ العَبَقْ

و"صَنعاءُ" تؤمِنُ أنّا سنشْنقُ
يومًا على بابِها مَن شَنَقْ

وأنّا نموتُ إلى مَقْلَتَيْها
ولسْنا على "مأربٍ" في قَلَقْ

غَبيُّونَ مَن مأْرِبٌ لا تُطالُ
ويحكونَ :أنّ بوسعِ السَّرَقْ

و"صِرواحُ" يقتلُهم بالصَّواعقِ
والسَّدُ يقتلُهم بالغَرَقْ

وها نحن لا يخْرجُ الفأْرُ إلّا
وَثَبْنا عليهِ وثوبَ الوَشَقْ

ومأربُ ما برحتْ جُعْبَةً
وقَنّاصةً فوقَ ظَهْرِ "البَلَقْ"

هشام باشا