آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-01:51ص

أخبار وتقارير


هل تسقط انتفاضة عدن الشعبية رباعية الجوع والفقر والمجاعة وتردي الخدمات؟

السبت - 06 مارس 2021 - 12:58 م بتوقيت عدن

هل تسقط انتفاضة عدن الشعبية رباعية الجوع والفقر والمجاعة وتردي الخدمات؟

عدن ((عدن الغد)) خاص:

 

تقرير / عبدالله جاحب .

عدن على فوهة بركان قد يثور في لحظة دون أي سابق إنذار ، وعلى غفلة قد يلتهم ويحرق كل أدوات وركائز وأسباب معاناة وأوجاع وآهات وأنين سكان العاصمة الساحلية عدن .

أوضاع مأساوية ، وظروف معيشية كارثية ، وحالة مزرية للغاية تصيب وتعصف بالخدمات الأساسية في العاصمة المؤقتة عدن .

معاناة يصاحبها سقوط مدوي ورهيب جداً لكل مقومات النهوض والاستمرار وبقاء وتواجد سبل العيش والحياة الكريمة في المدينة المترامية على إيقاعات وانغام رباعية الجوع والفقر والمجاعة وتردي وتدهور وانهيار الخدمات الأساسية والظرورية لحياة المواطن البسيط العادي في محافظة عدن .

ونتيجة لتدهور سبل العيش الحياة والعيش الكريم للمواطن في العاصمة عدن من إنقطاع الكهرباء ، والمياه ، أزمة حادة وارتفاع في المشتقات النفطية ، إنهيار متسرع ورهيب للعملة ، إنقطاع المرتبات .

كل ذلك أدى إلى بزوغ فجر انتفاضة شعبية وثورة جياع ، بدأت فصولها وبوادرها تتشكل وتتكون في العاصمة عدن ، وأصبحت تطفو على السطح في طرقات وأزقة وأرصفة المدينة .

حيث خرج الألف من شباب عدن في وقفات احتجاجية في ساحة العروض في مديرية خورمكسر في العاصمة عدن ، معبرين عن استيائهم وغضبهم لانعدام الخدمات وارتفاع الأسعار وتدهور العملة وجرعة المشتقات النفطية ، مطالبين بضرورة تحريك المياه الراكدة ، وأن تقوم حكومة الكفاءات بأداء مهامها بتوفير الخدمات وصرف الرواتب والغاء جرعة المشتقات النفطية الأخيرة .

ودعت اللجنة التنظيمية للأحتجاجات النقابات العمالية وأصحاب المظالم ومن له حق وبقية المواطنين للخروج والمشاركة والصمود حتى تحقيق جميع المطالب المذكورة في البيان رقم ( 1 ) للجنة التنظيمية للأحتجاجات لمطالبة الحكومة بتوفير الخدمات وسبل العيش الكريم للمواطن في العاصمة عدن .

فهل تكون الانتفاضة الشعبية في العاصمة عدن هي بداية النهاية ، وهل تملك مقومات النجاح والاستمرار والسير حتى إسقاط رباعية الجوع والفقر والمجاعة وتردي وتدهور الخدمات الأساسية .
أم تكون سحابة صيف عابرة وغيمة سحاب مؤقتة وتزول مع رياح وعواصف المتغيرات والمعطيات والأحداث المناخية السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تتحكم بوصلة البلاد .

*من المسؤول عن معاناة عدن* :-

سؤال يرواد السواد الأعظم من أبناء وأهالي وسكان العاصمة عدن ، ويبحثون عن إجابة شافية في ظل تعدد الاجابات المقدمه ، وكثرة المتهمين في قفص الاتهام الشعبي في الجهات المعنية والمتخصصة والمسؤولة عن الأوضاع المعيشية والاقتصادية للمواطنين في محافظة عدن .

تذهب طائفة في رمي جمرات التهم على تردي الأوضاع الخدماتية والمعيشية في العاصمة عدن على عاتق المجلس الانتقالي الجنوبي ، كونه الجهة المفوضة والمؤكلة في بإدارة شؤون الجنوب ، والمهيمنة والمسيطرة " عسكريا " على وجه الخصوص والتحديد في العاصمة عدن ، بعد أن قامت بطرد قوات الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا وإقليمياً في أحداث الثامن والعشرون من يناير العام 2018 م ، وبحسب الكثيرون بأنه هي من تتحمل مسؤولية وعواقب تدهور وانهيار وتردي الخدمات الأساسية في المحافظة .

بينما يذهب طرف أخرى إلى تحميل المسؤلية الكاملة تجاه ما يحدث ويجري من أوضاع مأساوية مزرية للغاية تصيب وتعصف بالخدمات الأساسية في العاصمة عدن إلى الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا وإقليمياً ، كونها المرجع القانوني والشرعي الذي يتحمل المسؤولية القانونية والقضائية والتنفيذية بالمحافظة على تسير خدمة الناس وتوفير فرص سبل العيش الكريم والحياة المعيشية والاقتصادية للمواطنين .

ويذهب البعض إلى إدراج التحالف العربي في قفص الاتهام ، كونه وحسب تصنيف البعض بأنه تخلى عن دعم ومساندة الحكومة الشرعية في هكذا ظروف وتوقيت ، والاخلال بكل العهود والمواثيق والإلتزامات التي قطعها على نفسة من أعمار وتنمية وانتشال البلاد وعدن على وجه الخصوص والتحديد من الحالة المزرية والكارثية التي تعيشها العاصمة عدن .

ويري طرف أخرى بأن هناك ثلاث جهات تقف خلف كل مايحصل ويجري ويحدث في محافظة عدن ، وهم المسؤولين عن تلك المعاناة والأوجاع التي تصيب العاصمة عدن ، وقد حددت تلك الجهات المعنية والمتخصصة والمسؤولة عن رباعية الجوع والفقر والمجاعة وتردي وتدهور الخدمات المعيشية للمواطنين في عدن الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا وإقليمياً ، والمجلس الانتقالي الجنوبي ، والتحالف العربي .

فبين تعدد المتهمين وتنوع واختلاف رمي جمرات التهم والمسؤولية على إنهيار وتدهور وسقوط كارثي ومخيف ومزري ومرعب للعاصمة عدن ، تبقي العاصمة عدن حبيسة رباعية الجوع والفقر والمجاعة وتردي وتدهور الخدمات المعيشية للمواطنين ، وتبحث عن المسؤول عن معاناة ذلك في العاصمة عدن .

*هل تدق الانتفاضة الشعبية في عدن ناقوس الخطر لحكومة ( الكفاءات* ) :-

قد يرى البعض من سابق الآوان التحدث عن فشل ونجاح الحراك والانتفاضة الشعيبة الحاصلة في العاصمة عدن ، ولكن قد تكون بداية ومؤشر على دق ناقوس الخطر الذي يجب أن تشعر وتشتعرة حكومة المناصفة بين الأطراف المهيمنة والمتصارعة في شمال وجنوب البلاد .

وبعيد عن استباق الأمور ، وبوادر ومؤشرات وثمار تلك الاحتجاجات الشعبية التي بدأت فصولها وبوادرها تتشكل وتتوسع بشكل كبير يوماً بعد آخر في العاصمة عدن ، فإن على حكومة المناصفة أخذ تلك الانتفاضة الشعبية بعين الاعتبار ، ومحاولة إيجاد الحلول والبدائل المناسبة والمنصفة ، وتدارك الأمور قبل فوات الاوان .

ويجب أن تكون هناك بوادر حيثيات المبادرة من قبل تلك الحكومة ، ولا تنتظر ما سوف تأول إليه نتائج واحداث ومعطيات وتقلبات ومتغيرات ذلك الحراك والانتفاضة الشعيبة في العاصمة عدن .

فأمام حكومة الكفاءات فرصة سانحة للمبادرة بخطوات وتحركات وقاية في معالجة القضايا المطروحة والملفات التي تستهدف الطبقة المعدومة في أوساط الشعب ، قبل توسع واستمرار تصعيد تلك الانتفاضة الشعبية وارتفاع سقف مطالبها المشروعة في قادم الأيام .

فهل تعي وتستفيد تلك الحكومة من الإنتفاضة الشعبية ، وتبادر إلى تدارك الأمر ، والاستشعار بالخطر ، قبل فوات الاوان ، ام أنها ستلعب على عامل مأسوف تفرصة تلك الانتفاضة الشعبية ، وترفض جرس الإنذار المبكر ، وفرصة المبادرة التي قد يكون لها قارب النجاة من السقوط المبكر .

*انتفاضة ( عدن ) هل تكون الشرارة الأولى لرسم خارطة جديدة* :-

لا يستبعد الكثير من السواد الأعظم توسع شرارة الغضب الشعبي ، وتكون العاصمة عدن هي السباقة في ولادة ثورة ، تغيير مجريات الأمور والأحداث والمعطيات السياسية والعسكرية والاقتصادية ، وتغربل أوراق الملف والأزمة اليمنية المترنحة شمالاً وجنوباً .

ويبقي السؤال الأهم هل بمقدور تلك الانتفاضة الشعبية والغضب الشعبي في أحداث التغيير ، وهل يكون شرارة ميلاد ثورة تكون شرارتها من العاصمة عدن ، تحدث الفارق وترسم ملامح ومعالم تاريخية جديدة ومختلفة وفريدة .