آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-09:01م

أدب وثقافة


مظلمة ثلاث ومشرقة يوما

الأربعاء - 24 فبراير 2021 - 08:26 م بتوقيت عدن

مظلمة ثلاث ومشرقة يوما

((عدن الغد)): ايمن السامعي

 

فى احدى الصباحات الشتوية الباردة ، حيثُ الشمس لم تبدو بعد ، لكنها اوشكت على البزوغ من احدى زوايا تلك المدينة التي لم تبزُغ اليها الشمس منذ ثلاثة ايام .
الغمام يسيطر على الجوِ ، الهثيم يتكاثر في بعضِ اشلاِ المدينةِ، الشمس بادرت بالإنسحاب مما جعل الغمام تتكاثر تكاثر غير طبيعياً في شوارعِ المدينةِ.
المدينة اصبحت مبتلة بالهثيم الذي استمر لمدة يوم كامل.
اكادُ لا أُصدق لا شي يُنظر في تلك المدينة وانا في بوابتها اريد الدخول اليها.
ثمةُ افكار كثيرة تراودني عن كيفية الدخول الىهذهِ المدينة وكيف ستكون الأجواء هناك مع هذا الظلام الدامس التي يبان من بوابتها ، مضيتُ متوكل عليه ولدي يقينا بأن الأمور ستبدو طبيعية ولا شي سيحدث لي ، لا بس إِنه الطقس وليست المدينة الأولى بتقلبات طقسها .
دخلت سيارتي التي لم يسبق لي مدة كبيرة على شرائها ، ربما سبعة ايام فقط من الشراء ، ومضيتُ في بدايةِ تلك الظلام ، عندما رايتُ بأني استطيع النظر لمسافات خمسون مترا من امامي وانا اقود السيارة ايقنتُ بأن الأمور ستكون بخير ، لم افكر قط بأن تلك الغمام ستتقترب وستتكاثف في الأمتار التي اراها الان .
نظري لم يعد قادراً على رؤية تلك المساحة الكبيرة .
تقلصت الرؤية الى حد انني لم اعد اشوف ماذا يحدث امامي ، امام عجلاتِ السيارة بالتحديد.!!
وقفت جانبا حرصا لاي خطر قد يحدث لي . الان انا في انتظارِ زوال ذالك الظلام ولا صوت بجواري سوا صوت الكلاب التي تضج ذالك المساحة التي لا استطيع رؤيتها .
ربما هذهِ الكلاب يبحثون عن عاهرة من سلالتهم لكي يقضون معها ليلة شتوية جميلة، لا شك في ذالك ف الكلاب تزداد شهوتهم في هذا الفصلِ إذ يشمون رايحة الأنثى من سلالتهم على بعد خمس مئة مترا .
ثلاث ساعات من الإنتظارِ في الكرسي الخلفي من السيارة ولا شي تغير ، مازال الظلام يعُم المدينة .
فكرتُ بقراءة رواية جديدة وذهبت الى احدى ملفات جوالي لكي انتقي اجمل وامتعُ رواية فيه لطالما يمُر الوقت سريعا ويزول هذا الظلام .
بدأت بقراءت رواية وكانت اسمها (القلعة الخامسة )لفاضل العزاوي .
وحيث وجدت بأن ذالك الرجل الذي كان يريد ان يُوضح للشرطة التي قامت بإعتقالهِ بأنهُ كان فقط يبحث عن عاهرة في ذالك المقهى، بحثهُ عن عاهرة يشابه تسرُعي في دخولِ تلك المدينةَ المظلمةَ .
اصبح ذالك الرجل في السجن وانا ها انا في سجن الظلام .
اكتفيتُ بقراءة اربعة فصولٍ من تلك الرواية وغلبني بعد ذالك النوم.
نمتُ كنوم اهل الكهف ، لكن لمدة ثلاثة ايام على التوالي وكان استيقاضي على جوء مشرق ، بهيج ، رائع....
الشمس حاضرة وبكل بهجتها وكأنها تغيب ثلاثة ايام وتبزعُ يوما.
الناس يتجولون في شوارع المدينة بعد ثلاثة ايام من المكوث في منازلهم وبقعهم .
فرحتي في ذهاب ذالك الظلام كانت لم توصف .
اقرعتُ السيارة ذاهبا وبسرعة خيالية لأتجول في شوارع تلك المدينة ولزيارة بُقعها المشهورة والرائعة.