وداعاً يا أعز الراحلين إلى
قلبي ،حتى وإن لم يدر بخلدي
ولم يخيل إليَّ أن أكتب مرثيتي
إليك ، لكن القدر سيفٌ قاطع
على رقاب الجميع ، فلك الحمد
يا الله فلستُ معترضاً على
قدرك ..
وداعاً أقولها والفراق أليم ،
وداعاً أكتبها بسيول الدموع
أرسمها حزناً على رفوف الظلوع .
بُني الشهيد أتدري كيف وصلني
نبأ رحيلك ، وخبر استشهادك
إنّهُ كزلزال دمر مدينة حياتي
كموتٍ غير منتظر هد كل
قواي
بل كذئب جائع خطر هاجم
أعضاء
جسدي ..
فلذة كبدي رحيلك غيّر كل
شوارع قلبي ، ألبسني رداء
الصمت ، وجلباب السكون ،
وحده معطف الحزن صار
يليق بي ..
أتدري ماذا صرتُ أرتدي بعدك ..؟!
أرتدي صمتي .. وعباءة حزنٍ
ضيقة تهد قواي ..
بل صرتُ أرتدي ظل طيفك
بسمتك الساكنة في ذاكرتي
أصبحتُ أفتت ضباب الألم كي..نظراتك الثاقبة للقلب بصمتها...
أطعم بهِ أشتات جسدي ..
ولدي الراحل أخاطب روحك
الطاهرة ، كي تعيد لي ذكرياتك
الجميلة ... صوتك الذي يقطع
نياط قلبي ، طاعتك الذي
تسكن كل كياني ..يارشيد
أشعر أن الموت أخذ قطعة كبدي
كي يلبسني رداء الحزن الرهيب
ما تبقى من سنين عمري ..
أيها العزيز الحبيب إلى قلبي ، القريب
من أنفاس روحي ماذا صنعت
بقوتي ، وأين ذهبت بصبري
وجلدي حتى جعلتني أهزم
أمام الحزن والدموع بعد رحيلك ..؟ بني،
أتدري ماذا أرتدي بعد رحيلك..! يابني
ها أنا اليوم أرتدي كل ذكرياتك
الجميلة عندي ، وكلك جميل
يا سويداء كبدي ..رشيد
آه ما أصعب فراق الأحبة ..
وهل أحب من الولد . !
عذراً أيها الشهيد الشاب سأنفض
رداء الحزن الآن لأخاطبك وكل
شهيد بأبن الوطن ..
أيها الشهيد المجيد الرشيد ، والأبن البار
الوطن يحتم علينا أن نبذركم
بذرات تضحية ، كي يعود
لأهله
شامخاً رشيدا ، بتضحياتكم الكبيرة
أيها الشهيد رحلت في مقتبل
عمرك المديد ، وفي خانة
ذاكرتك آلاف الأحلام والأماني
الذي تحلم بتحقيها بعد
تحرير وطنك الغالي نلت اعلى مراتب الشهادات ، لكن
بعدك آلاف الشباب يقتفون
أثرك ..يارشيدي
أيها الشهيد الشاب ، أخاطبك
خطاب الأبطال ، فهنيأً لك الشهادة رشيد ارشدتنا إلى الحريه..
ولنا الحزن بعدك وطن ..
فلك ولأمثالك الشرفاء الأحرار
من جنودنا البواسل ترفع الأيادي
بالدعاء ..
رحمكم الله رحمة الأبرار
وأسكنكم الفردوس الأعلى
بدار القرار ..
والدك العميد قحطان الحريري
