آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-08:39م

ملفات وتحقيقات


بعد سلسلة الأحداث:عدن على صعيد ساخن وصراع أزلي مع مختلف الخدمات

السبت - 20 فبراير 2021 - 04:49 م بتوقيت عدن

بعد سلسلة الأحداث:عدن على صعيد ساخن وصراع أزلي مع مختلف الخدمات

تقرير / دنيا حسين فرحان :

في عدن كل شيء أصبح معقد فكل ما يتحسن الوضع ويستبشر المواطنون خيرا كلما ظهرت مؤشرات تنذر بوقوع أزمة جديدة لا مفر منها و الأبشع من ذلك أنها تكون مكررة ومستمرة منذ سنوات طويلة ولا توجد أي حلول لها.

حكومة البلاد الجديدة لم تتمكن من تحقيق أي شيء إلى هذه اللحظة فكل الاجتماعات وكل القرارات التي تم صدورها لم تسمن ومن تغني من جوع فالمواطنون ما زالوا في صراع مع مختلف المشاكل الحياتية أولها غلاء الأسعار وآخرها تردي مستوى الخدمات وكثير من الاحداث الدرامية التي يعيشها المواطنون كل يوم ولم يجدوا من ينصفهم أو يقف إلى جانبهم في أحلك الظروف.

 تعيين مدراء مديريات جدد جعل مهمتهم معقده فكل مديرية تحوي كما هائلا من المشاكل التي تلازمها بسبب اهمال السلطات المعنية  وتدخل الحكومة في حلها أو على الأقل تخفيفها ولكن دائما يبقى السؤال الذي يطرح نفسه إلى متى سيظل المواطنون يتحملون كل هذا العذاب والمعاناة وما الذي ينتظرهم خلال الأيام القادمة...


*أزمة الكهرباء ومعاناة نفاذ الديزل وخروج المحطة عن الخدمة:


أولى الأزمات التي يشتكي منها المواطن هي الكهرباء الذي لم يعرف أحد أساس المشكلة ومن المسؤول عنها فبعد تعيين محافظ عدن أحمد حامد لملس شهد قطاع الكهرباء استقرار نسبي وعدم انقطاعها لأيام وهذا ما جعل المواطنون يظنون أن هناك اصلاحات حدثت في هذا القطاع ومحاسبة المخالفين والفساد الحاصل في المؤسسة العامة للكهرباء خاصة بعد زيارة المحافظ المفاجئة وإيقاف نائب المدير عن العمل لكن اختلف الوضع تمام فعادت الانقطاعات وتداول الأخبار بنفاذ كمية الديزل والوقود من المحطات وانعدامه بعد أزمة المشتقات النفطية التي تؤثر بشكل مباشر على قطاع الكهرباء.

وكثير ما نسمع عن خروج محطة الحسوة الكهربائية عن الخدمة بسبب اعطال مستمرة أو غياب الديزل الذي يغذي المحطة وهذا ما عاود ساعات الانطفاء الطويلة التي مل منها المواطن في كل عام خاصة بعد تحرير عدن.

مشكلة الكهرباء ما زالت تؤرق المواطنين إلى اليوم وما زالت تريد أن يضع لها حلا خاصة بعد دخول فصل الصيف على عدن والكل يدرك ماذا يعني ذلك وقرب شهر رمضان الذي تزيد فيه ساعات الانطفاء وتزيد فيه الضغوطات على كبار السن والأطفال ومن يعاني من أمراض مزمنة ولكن أين هي الحلول وأين هو دور الحكومة والجهات المعنية من كل ذلك؟.


*أزمة مياه خانقه وغيابه عن بعض المناطق لسنوات : الماء دائما هو الأساس في كل شيء وهو المطلب الرئيسي للشعوب وحقهم في أن يحصلوا عليه لكن في بلدنا الوضع مختلف فالناس اصبحوا هم من يبحثون عنه وهم من يظلون ليالي وأيام طويلة في انتظار قدومه وقد ينقطع عنهم لسنوات دون أن يعرفوا الأسباب أو يجدوا من يساعدهم ويخفف معاناتهم.

هناك مناطق في عدن مازالت تعاني بعد تحريرها إلى اليوم من عدم وصول الماء إلى منازل المواطنين فيضطرون إلى جلب الحمير من اجل توصيل الماء من المساجد أو أماكن إلى بيوتهم او استخدام بوز الماء المكلفة وعمل ميزانية خاصة للحصول عليها كل يومين بمبلغ وقدرة فقط من أجل الحصول على الماء وهذا أصعب ما يمكن أن يمر به المواطنون خاصة في ظل الواقع المرير والغلاء وأشياء كثيرة محيطة به.

حاول المواطنون التعبير عن الغضب وعن استيائهم من غياب الماء عن طريق عدد من الوقفات الاحتجاجية التي تطالب بمحاسبة المسؤولين في مؤسسة المياه عن اهمال الموضوع ووضع حل لهم ورفع لافتات تطالب الحكومة والسلطة المحلية في التدخل السريع ولكن مع الأسف في كل مرة يتلقون وعود لا تنفذ ولا حتى أي مشاريع ممكن أن تساعد المواطنين وتخفف حدة المعاناة التي يعيشونها كل يوم.


*مشكلة حقوق المعلمين ودخول التعليم مرحلة الخطر:


من المشاكل التي أصبحت تتفاقم والكل أصبح يعمل لها ألف حساب هي مشكلة التعليم في عدن فكل مرحلة لها حساباتها التي تتأثر بكل الظروف المحيطة منها الوضع السياسي والتغييرات التي تحدث كل فترة وأخرى والوضع الاقتصادي والتردي الكبير في مستوى الخدمات التي ينعكس بشكل مباشر على المعلمين والطلاب على حدا سواء والذي أوصل الطرفين لتوقف طويل في التعليم والذي عرقل العملية التعليمية بسبب مطالبة المعلمين بحقوقهم المالية.

بدايات القصة كانت قبل عام عندما طفح الكيل بكل المعلمين والمعلمات بعد سنوات من السكوت والمطالبة بحقوقهم المالية ورفع رواتبهم التي لم تعد تكفيهم بعد الغلاء الكبير المحيط بهم خاصة بعد ارتفاع سعر الصرف الذي سبب أزمة مالية واقتصادية كبيرة في عموم البلاد.

المعلمون بعد سنوات من العطاء وجدوا أنفسهم مسلوبين من حقوقهم رواتبهم التي لم تعد تكفيهم أو عدم وجود تأمين صحي لديهم أو أي حقوق أخرى أسوة ببعض المرافق الحكومية مع أنهم هم الأحق بها كونهم الأساس وأهم قطاع حكومي في عموم الوطن.

إعلان الاضراب من قبل النقابة تزامنا مع انتشار وباء كورونا في عدن سبب شلل كبير في التعليم وتوقف طويل ضحيته كان الطلاب ولولا تدخل المحافظ والجهات المعنية لاستمر التوقف إلى اللحظة , الوعود الذي تلقاها المعلمون بإعادة النظر في موضوعهم وتداول أخبار بتخصيص سلة غذائية لكل معلم وتأمين صحي وزيادة في الرواتب لكن لا توجد قرارات مباشرة من الحكومة أو محافظ عدن تؤكد هذه الأخبار الأمر الذي جعل المعلمون يطالبون مرة أخرى بصدور قرارات تعيد لهم حقوقهم وإلا ستقوم النقابة بإعادة الإضراب وتعميمه على المدارس وتوقف التعليم مرة أخرى إلى أجل غير مسمى.


ما زالت العاصمة عدن تشكو من تردي الخدمات بشكل مستمر وما زال المواطنين يعانون فيها ويصارعون الحياة الصعبة ولا يعرفون أي سبيل للخروج من نفق المعاناة أو يجدوا من ينصفهم أو يساهم في حل مشاكلهم خاصة ما يتعلق بالخدمات الأساسية لهم من الجهات المعنية أو الحكومية ولا أحد يعرف إلى متى سيظل الوضع هكذا ومتى ستنتهي هذه المأساة.