آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-04:54م

أدب وثقافة


رسالة السلام ما قبل الأخيرة

الإثنين - 25 يناير 2021 - 03:08 م بتوقيت عدن

رسالة السلام ما قبل الأخيرة

الشاعر / أحمد مجيب هاشم:

سَلِّم سِلَاحَكَ، واحبِسِ الأَنفَاسا

قَدُّ السَّعِيدِةِ لَم يَعُد مَيَّاسا

.

.

عَصرُ الرَّصَاصِ بنا.. تَشَبَّثَ، فَلتَكُن

صَلبًا .. رَصِينًا، ولتَكُن أَلمَاسا

.

.

ولِأَنَّكَ الزِّلزَالُ.. كُن مُتَأَلِّقًا

-بِينَ الحُشُودِ-، -ولِلصُّعُودِ- .. أَسَاسا

.

.

ولِأَنَّكَ البُركَانُ..  لا تَكُ بَارِدًا

جِدًا، وجِدًا.. لا تَكُن حَسَّاسا

.

.

***

 

يا أيُّها المَنفِيُّ مِن رُوحٍ،

ومِن جَسَدٍ،

ومِن يَمَنٍ أَلَستَ فِرَاسا؟!

.

.

هَذا سُؤَالِي فَلتُجِب بِصَرَاحَةٍ

دَع عَنكَ هذا الوَهمَ والوَسوَاسا

.

.

وانظُر إِلَيِّ.. أَنَا هُنَاكَ مُضَرَّجٌ

بِدَمِي الَّذي طَافَ السَّمَاءَ، وقَاسا

.

.

وانظُر إِلَيِّ.. فإِنَّنِي مُغرَورَقٌ

بِالحُزنِ، لَكِن لا أَزَالُ نُحَاسا

.

.

صَه -"يا رَعَاكَ اللهُ"- لا تَحرِق دَمِي،

ما لِي أرَاكَ تُمَزِّقُ القِرطَاسا

.

.

ولِمَن تَخِيطُ  ..  لِمنَ تَخُطُّ قَصَائِدًا؟،

ولِمَن خَصَفتَ مِنَ الحُرُوفِ جِنَاسا؟

.

.

ولِمَن أُنَاغِي الحَشرَجَاتِ؟،

وأنتَشِي بِالجَرحِ؟،

فِيمَن أَستَجِيبُ حَوَاسا؟

.

.

صَه -يا فَصِيحُ- لِمَن تَصِيحُ؟، ألا تَرَى

كَم أَنفُسًا نُسِفَت هُنَا!، كَم نَاسا..!

.

.

ولَكَم خُدِعنا حِينَ أَمسَوا -بَينَنا-

نُقَطًا...،

فَأَضحَوا -حَولَنَا- أَقوَاسا(())!

.

.

نَاسٌ -كَكُلِّ النَّاسِ- إلَّا أَنَّهم

لا يَملِكُونَ الحَدسَ، والإِحسَاسا

.

.

ولَهُم قُلُوبٌ لا تَضُخُّ سِوَى دَمٍ قَفرٍ،

ولَيسَ... سَمَاحَةً، وحَمَاسا

.

.

ولَهُم جُفُونٌ لا تَرِفُّ.. لِأَنَّها كَلمَى،

ولَكِن… كَسرَةً، ونُعَاسَا

.

.

ولُهُم عُيُونٌ قَاحِلاتٌ لا تَرَى

إلَّا الوَغَى، والنَّارَ، والمِترَاسا

.

.

ولُهُم دِمَاءٌ -كَالتُّرَابِ- رَخِيصَةٌ،

صَارَت لِكُلِّ المُعتَدِينَ مَدَاسا

.

.

كُنَّا نَظُنُّ بِأَنَّهم أَقيَالُنا،

لَكِنَّهم كَانُوا هُمُ الأَوقَاسا

.

.

لَم يَخجَلُوا.. نَصَبُوا الفِخَاخَ لَنَا، وكَم

..كَم فَخَّخُوا قَلبًا، وبَنكَرِيَاسا!

.

.

غَرَسُوا لَنَا الأَلغَامَ في الأَدغَالِ،

ثُمَّ استَأصَلُوا الزَّيتُونَ، والأَنَانَاسا

.

.

آنَ الأَوَانُ.. إلى السَّلامِ وإنَّمَا

آنَ الأَوَانُ لِتَقرَعَ الأَجرَاسا