آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-07:02م

أخبار وتقارير


هل تتراجع آمال السلام في اليمن بعد تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية؟

السبت - 16 يناير 2021 - 11:02 ص بتوقيت عدن

هل تتراجع آمال السلام  في اليمن بعد تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية؟

(عدن الغد)بي بي سي:

بدون سابق إنذار أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأحد 10 يناير/ كانون الثاني قرار واشنطن إدراج جماعة الحوثي وثلاثة من أبرز قادتها في اليمن ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، بينما سيدخل القرار حيز التنفيذ بمجرد مصادقة الكونغرس عليه.

على الفور أثار القرار ردود فعل ذهبت في ثلاث اتجاهات الأول انتقد والثاني ندد والثالث رحب.

كان على رأس المنتقدين المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك الذي قال إن اعتبار الحوثيين "إرهابيين" سيعود بعواقب إنسانية وسياسية وخيمة على الوضع في اليمن. وعبر عن مخاوفه من سلبيات القرار على "واردات المواد الغذائية الأساسية وجهود استئناف العملية السياسية."

وفي واشنطن عبر نواب أميركيون بارزون عن رفضهم لقرار خارجية بلادهم بحكم أنه قد يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية. وقال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي إن "تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية هو حكم بالإعدام على آلاف اليمنيين".

ولم يسلم القرار الأمريكي من انتقادات عدد من المنظمات الإنسانية الدولية المنخرطة في تقديم الدعم لليمنيين.

ففي بريطانيا اعتبرت منظمة أوكسفام الخيرية الدولية القرار "سياسة خطرة وغير مُجدية، تعرض حياة الأبرياء للخطر". وذكرت المنظمة في بيان صادر عنها بأن القرار الأمريكي ستترتب عليه عواقب تطال كل أنحاء البلاد التي تعاني من الجوع والأوبئة.

وفي بروكسل ندد الاتحاد الأوروبي بالقرار الأمريكي. وقال المتحدث الخاص بالشؤون الخارجية جوزيب بوريل إن تصنيف الولايات المتحدة جماعة أنصار الله منظمة إرهابية سيقوض جهود السلام الدولية ويفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، مؤكدا أن الاتحاد سيواصل الدعوة للحوار بين كل أطراف الصراع.

وفي صنعاء نددت جماعة أنصار الله بالقرار الأمريكي. وعلق القيادي محمد علي الحوثي، عبر تغريدة نشرها في حسابه على "تويتر": "أمريكا هي مصدر الإرهاب، وسياسة إدارة ترامب إرهابية وتصرفاتها إرهابية". وأضاف القيادي الحوثي أن الجماعة تحتفظ بحق الرد على أي تصنيف يصدر من الإدارة الأمريكية في حقها.

كما هاجمت صحف عربية القرار الأمريكي وتوقعت أن يلحق المزيد من الأذى بالشعب اليمني.

ففي صنعاء وصفت صحيفة الثورة اليمنية القرار في افتتاحيتها بأنه "أرعن فاقد الأهلية والمشروعية... ودليل على أن الحرب على اليمن حرب أمريكية".

وفي لندن اعتبرت صحيفة القدس العربي القرار "إجراء زجريا متأخرا ورمزيا لا طائل من وراءه" وتوقعت أن يضيف مآسي جديدة لجراح مفتوحة تدمي شعب اليمن.

أما الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية فكانت من المرحبين بقرار طالما طالبت واشنطن بإصداره لمعاقبة المسلحين الحوثيين.

وفي الإمارات هللت صحيفة الاتحاد للقرار الأمريكي في افتتاحيتها واعتبرته "بداية حصار فعلي للميليشيات الانقلابية، لدفعها إلى التخلي عن إيران والجنوح نحو السلام"

في الاتجاه نفسه اعتبرت البيان الإماراتية القرار "إشارة مشجعة... إن إنهاء التمرد الحوثي مسؤولية أخلاقية يتحملها ضمير العالم الحر، وقرار الإدارة الأمريكية يأتي في سياق الاستجابة لهذه المسؤولية".

أما صحيفة عكاظ السعودية فقالت إن القرار جاء "متأخر جداً ويأتي في الوقت الضائع للإدارة الحالية شبه المعطلة..." وأضافت الصحيفة أن إدارة ترامب ليست جادة في هذا التوجه "لأنها أغفلت آلاف الأدلة والبراهين خلال السنوات الماضية، التي تؤكد ضرورة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية".

ولم تخل الصحف البحرينية من الإشادة بالقرار الأمريكي وتوقعت صحيفة الوطن البحرينية، أن "تتأزم الأمور على الحوثيين، ويضيق الخناق الدولي حول أعناقهم، وينتصر تحالف دعم الشرعية اليمنية". وتنبأت الصحيفة أن يتعرض الحوثيون لمقاطعة وعزلة دوليتين تمهيدا لمحاكمتهم ومحاكمة داعميهم في ايران" على حد قول الصحيفة.

ويقول باحثون يمنيون إن القرار الأميركي كان آخر هدية من أمريكا بقيادة ترامب إلى الرياض، غير أن التصنيف، برأيهم، سيقوض جهود إحلال السلام في اليمن، ويفاقم الوضع الإغاثي عبر البلاد خصوصا المناطق الشمالية منها، ويضع عراقيل أمام مساعي السلام المحتملة للإدارة الامريكية الجديدة.