آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-04:28م

أخبار وتقارير


في ذكرى 13 يناير .. هل تصالح الجنوبيون فعلا ؟

الثلاثاء - 12 يناير 2021 - 03:49 م بتوقيت عدن

في ذكرى 13 يناير .. هل تصالح الجنوبيون فعلا ؟

القسم السياسي صحيفة عدن الغد

تحل يوم الأربعاء الذكرى الـ 35 للحرب الاهلية التي اندلعت في جنوب اليمن بين فصائل أهلية مسلحة وانتهت بمقتل اكثر من 14 الف شخص وذلك في واحدة من اكبر المجازر البشرية بشاعة في القرن العشرين .

واندلع القتال صبيحة الاثنين 13 يناير 1986 داخل مقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني وانتهت بمقتل عدد من قياداته.

واستمر القتال لعدة أيام واسفر عن مقتل الالاف .

ودمر القتال الذي استمر لاكثر من أسبوع مدينة عدن بشكل شبه كامل.

وضرب هذا الاقتتال الأهلي الدولة الاشتراكية التي كانت قائمة في جنوب اليمن والتي لم تستقر منذ إعلانها في العام 1967 .

ودفع هذا الاقتتال بالالاف من الجنوبيين الى الفرار الى شمال الوطن .

ودخل جنوب اليمن لاحقا في وحدة اندماجية مع شمال البلاد في العام 1996 .

وفي العام 2006 اعلن نشطاء جنوبيون عن ما اسموه مسيرة التصالح والتسامح الجنوبية التي انطلقت من جمعية ردفان الخيرية .

ورفع الحراك الجنوبي لاحقا خلال مسيرة احتجاجات سلمية ذات الشعار الوطني وحرص على تأكيده خلال 10 سنوات واكثر من انطلاقته.

وظلت شعارات التصالح والتسامح حاضرة بقوة طوال مسيرة التصالح والتسامح.

ومع العام 2015 اجتاحت قوات موالية للحوثيين مدينة عدن وأجزاء واسعة من محافظات جنوب اليمن ليندلع قتال بين قوات الحوثيين ومقاومة شعبية تمكنت من سحق الحوثيين وطردهم .

ومع خروج الحوثيين بدأ ان الجنوبيين وحدهم يديرون أمور اللعبة لأول مرة منذ العام 1989 .

وتشكلت لأول مرة منذ عقود وحدات عسكرية جنوبية وقوى سياسية وبات الحراك الذي يطالب بالانفصال قوى سياسية عسكرية مسلحة  تنافس بعضها.

وشهدت عدن في العام 2018 لأول مرة قتال بين وحدات عسكرية جنوبية جنوبية في مشهد القى بظلاله على دعوات التصالح والتسامح .

وامتد الصراع لاحقا مع تشكيل مابات يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي وصولا الى المعركة الأكبر التي اندلعت في أغسطس من العام 2019 .

ويرى مراقبون ان حالة صراع عسكرية مسلحة اندلعت بين فصائل جنوبية انقسمت لاحقا مناطقيا ربما أوضحت ان حركة الاحتجاجات التي رفعت شعارات التصالح والتسامح لم تستطع بشعاراتها تجاوز واقع الحالة السياسية القائمة منذ عقود .

ورغم مرور 36 عاما على احداث يناير الا ان المشهد العسكري جنوبا انقسم مجددا وفق الخارطة السياسية المناطقية التي انقسم عليها جنوب اليمن في العام 1986 .

ونأى ماتبقى من الحراك الجنوبي بنفسه عن هذه الصراعات وقال انها لاتمس جوهر تصالحه السابق .

ورغم حالة التأكيد المستمرة على التصالح والتسامح الا ان واقع الحال أوضح ان الانقسامات كانت اعمق.

ونجحت حالة الانقسام هذه في انهاء وحدة صف انجزها الحراك الجنوبي طوال سنوات عمرها الـ 13 .

وتسبب الانقسام العسكري مؤخرا بانقسام جنوب اليمن الى شطرين شطر تسيطر عليه قوات الحكومة الشرعية وأخرى تسيطر عليه قوات تابعة للمجلس الانتقالي .

وفي ذكرى 13 يناير هذا العام دعا الحراك الجنوبي مجددا الى احياء فعالية ذكرى التصالح والتسامح .

ورغم أهمية هذه الدعوة الا ان مراقبين يرون ان الأطراف الدولية نجحت الى حد كبير في اللعب بالوتر المناطقي الحساس في جنوب اليمن .

وبات الجنوب مجددا منقسما مناطقيا مابين مشاريع تدعم الانفصال وأخرى تدعم الوحدة .

حالة الانقسام هذه نجحت الى حد كبير في الدفع بالمشاعر المؤيدة للإنفصال ان تخفت مجددا عقب ان كانت هي الأقوى طوال فترة ماقبل الحرب.

ويتخوف الناس في جنوب اليمن في حال حدوث الانفصال ان تذهب البلاد مجددا الى حالة الصراع الدموية التي عاشتها البلاد قبل العام 1990 .