آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-05:47م

رياضة


من هو الشهيد الحبيشي الذي سُمي الملعب في كريتر عدن باسمه؟

الثلاثاء - 01 ديسمبر 2020 - 09:12 م بتوقيت عدن

من هو الشهيد الحبيشي الذي سُمي الملعب في كريتر عدن باسمه؟

(عدن الغد) خاص :

كتب / فضل الجونة

 

الشهيد محمد علي الحبيشي

 

بالأمس القريب حلت علينا الذكرى (56) لاستشهاد محمد علي الحبيشي نجم فريق
الأحرار الرياضي ومنتخب عدن الكروي الذي استشهد يوم الخميس الرابع من
ديسمبر 1964م.. في هذا التناول الموجز نسلط الأضواء على أول شهيد في عدن
الشهيد محمد علي الحبشي شهيد الشباب والرياضيين الأول في بلادنا.. وذلك
تعريف الأجيال الرياضية الجديدة والمتعاقبة بسيرة هذا الشهيد البطل
والإنسان والرياضي الذي يتردد اسمه كثيرا في الأوساط الكروية في بلادنا
بعد إطلاق اسمه على المنتخب التاريخي والفريق الأول في عدن من قبل
الاتحاد اليمني لكرة القدم بعدن في يناير سنة 1968م، وأصبح يعرف منذ هذا
التاريخ باسم معلب الشهيد محمد علي الحبيشي بكريتر. ورغم كل ذلك لم يعد
أحد في عدن يحفل بأحياء والاحتفال بذكرى
رحيله، حيث طواه النسيان، وتجاهل أقرب المقربين له وهم أهل البيت التلالي
وأندية عدن قاطبة ولا غرابة في حدوث هذا الأمر. في ظل الزمن الرياضي
الرديء.


*من هو الشهيد الحبيشي؟*
بالدم سطر حروف اسمه ناصعا في سجل الخالدين وبسخاء قدم روحه الطاهرة على
مذبح الفداء والحرية والإنعتاق والاستقلال، ونال الشرف مدينة شرق قبل
الشهادة في سبيل الوطن وشرق الخلود.. ذلك هو شهيد الإنسانية والنداء
والتضحية شهيد الرياضية اليمنية الأول وأول شهيد روى بدمائه الزكية
والطاهرة قربه عدن الحبيبة. صاحب الفانيلة الصفراء رقم (10) والرياضي
الشامل الكابتن محمد علي الحبيشي نجم نجوم فريق الأحرار الرياضي أحد
أندية كريتر الكبيرة والعملاقة في عدن.. إنه الرياضي الذي عمّد حبه للوطن
بالدم وتحول إلى رمز بأرز يعتز به الرياضيين يفتخر به الوطن.. حفر اسمه
بأحرف من نور ونار في وجدان الشعب اليمني وفي ذاكره الشباب والرياضيين
على مر العصور باعتباره يمثل بأصدق مثال وأروع صورة من صور تلاحم الشباب
والرياضيين مع أجمالي قضايا الوطن المصرية.. وعلى نهج الشهيد محمد علي
الحبيشي وقدم الكثير من الشباب والرياضيين أرواحهم الطاهرة على مذبح
الحرية والفداء والتضحية والاستقلال.


*الشهيد الحبيشي.. في سطور*
• الشهيد محمد علي الحبيشي ينحدر من أسرة عدنية أصيلة.
• من مواليد عام 1941م في عدن. • تلقى تعليمه في مدرسة بارزعة الخيرية
الإسلامية والمعهد التجاري العدني في عدن.


• التحق بالعمل في شركة مصافي الزيت البريطانية بعدن الصغرى (البريقة).
• بلغ عمره عند الاستشهاد (23) عاما، حيث أنه استشهد في يوم الخميس
الرابع من ديسمبر 1964م.


• كان أحد أبرز العناصر الرياضية في نادي الأحرار الرياضي.
• اشتهر كلاعب فذ ومبدع ذي موهبة رياضية خلاقة وأخلاق عالية يتحلى بالروح
الرياضية العالية وتربطه بزملائه من فريقه ولا عبي الفرق الأخرى علاقات
أخوية طبية ووطيدة.


• من أبرز صفاته وسماته المميزة أنه كان هادئا في معاملته مع زملائه،
كتوما صامتا رقيق الإحساس إنساني المشاعر إلى حد بعيد، كما كان أنيقا في
لبسه تعاملاته مع الآخرين، صلبا وعنيدا في المعلب، وويتمتع بأخلاق وروح
رياضية عالية.


• اشتهر كلاعب متميز بالمحاورة والمراوغة والضربات القوية وضربات الرأس
والقدرة على اللعب في كل المراكز وكان بحق الرياضي الشامل، بالإضافة إلى
كونه شجاعا، مقداما، واثق النفس، شديد الوفاء والإخلاص.


• لعب لناديي الاتحاد المحمدي والأحرار.
في البدء كان الإحساس والتفاعل وتلقائية شديدة وبالفطرة كانت مشاعر
شهيدنا الغالي تهفو وتتفاعل مع هموم الوطن، وتتلمس خطاها معالم طريق
الخلاص من نير المستعمر البريطاني، وظلت المشاعر هذه تتنامى في صدر
الشهيد محمد علي الحبيشي، الأمر الذي كان يدفعه دفعا للبحث عن مخارج
ومسالك وسبل للتعبير عما يعتمل في نفسه.. حيث شرع شهيدنا الغالي في تنظيم
أبناء حارته في منزله مبكرة في مجموعات من الشباب مسلحة بالعصي والحجارة
لمهاجمة الأعداء، وكذا الاندفاع في المشاركة في المظاهرات والمسيرات
وبحماس وطني جارف. وشارك الشهيد الحبيشي كثيرا في هذه المظاهرات واشتبك
كثيرا مع قوى الاحتلال البريطاني وإصابة الكثير من الأذى والتعذيب في
مواقف عديدة على يد جنود الاحتلال البريطاني..


ولأنه ذو معدن أصيل ووطني غيور ومخلص ومؤمن بقضيته العادلة ولذا تحمل
الأذى وصنوف التعذيب بإصرار وعناد شديدين. ومع تواصل وقائع وتائر العمل
الوطني والفدائي بخط تصاعدي انخراط الشهيد محمد علي الحبيشي في صفوف
تنظيم الجبهة القومية وضمن مجموعة العمل الفدائي في منطقة عدن.. وبسرية
تامة حيث لم يدع أحدا يعلم أو يشهر بما يقوم به حتى أفراد أسرته وأقرب
أصدقائه المقربين.. وقد اشترك الشهيد الغالي في عدة عمليات فدائية ضد
قوات الاحتلال البريطاني عززت كثيرا من دورة النضالي وأكسبه خبرة وصلابة
وراية.


*موعد.. مع القدر*
في اللحظة الفارقة والفاصلة بين شروق الشمس في لملمة خيوطها لتكرار مواسم
مشهد الوداع الأزلي فيما تحفز الليل فيرخي علينا سدولة الظلام يتسلل
بهدوء شديد ليحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم وقد تخللت كل هذا نسائم شتاء
عدن الدافئ.. في اللحظة الأزلية كان شهيدنا الغالي على موعد مع القدر
موعد مع الفداء والتضحية ونيل شرف الاستشهاد في سبيل حرية واستقلال
الوطن. مع غروب شمس الخميس والرابع من ديسمبر 1964م حيث كان الشهيد
النبيل الغالي جالسا كعادته مع أصدقائه بجوار معلب المدرج البلدي ولم يدر
بخلد الشهيد الحبيشي أن هذا المعلب سيحمل اسمه بعد هذا اليوم.


*الوعد الذي أخلفه الشهيد*
في هذا اليوم الخالد وبعد أن ترك الشهيد أصدقاءه ومنهم ناصر الماس
وإبراهيم علي أحمد على وعد منه بالذهاب معهم إلى الحفل الفني الساهر الذي
كان يحييه الفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم على مسرح مدرسة البادري في
كريتر، كما جرت العادة في تلك الأيام الخوالي، وكان هذا هو الوعد الوحيد
الذي أخلفه الشهيد الحيشي.


هكذا استشهد في لحظة إنسانية
في تلك اللحظة الفارقة والمهيبة مساء الخميس الرابع من ديسمبر 1964م، وفي
شارع الملكة أورى بكريتر وبالقرب من طريق العقبة كان الشهيد محمد علي
الحبيشي مكلفا بتفجير باص تابع لجنود الاحتلال البريطاني في عدن، وفي
اللحظة المرتقبة فوجئ الشهيد بأن الباص يحمل أطفالا إنجليز في عمر
الزهور.. ونظرا لكون الشهيد الحبيشي إنسانا وطنيا يدافع ويناضل من أجل
قضية عادلة وليس إرهابيا، فقد فضل الشهيد النبيل التضحية بنفسه
والاستشهاد على قتل الأطفال الإنجليز الصغار الأبرياء، وذلك لأن الشهيد
الغالي قد فتح أمان القنبلة ليتزامن انفجارها مع لحظة وصول الباص دون
سابق علم بمن كانوا فيه. وهكذا استشهد الشهيد النبيل الإنسان والفدائي
الشريف والرياضي والشامل محمد علي الحبيشي في سبيل حرية واستقلال الوطن
وفداء للإنسانية والقضية الوطنية العادلة، وقدم شهيدنا الغالي أنموذجا
فريدا ونادرا في رحاب الفداء والتضحية والاستشهاد النبيل.


*جائزة الشهيد الحبيشي للإبداع الرياضي*
للمرة المليون نكرر الدعوة لاستحداث جائرة الشهيد النبيل محمد علي
الحبيشي للإبداع الرياضي تمنح هذه الجائزة للرياضيين في بلادنا الذي
يقدمون العطاء المبدع والمبرزين في مختلف الألعاب الرياضية في عموم
محافظات الجمهورية، وتقدم وتوزع في احتفال رياضي مهيب قيام في الرابع من
ديسمبر من كل عام.. والمطلوب من الجهات المتخصصة والداعمين الرياضيين
العمل الجاد على تجسيد هذه الجائزة على أرض الواقع.. هذا يعد أقل القليل
في الوفاء والتكريم والتقدير والاحتفاء .