غيم، وحبات المطر تقبل نافذتي...كنت أحتسي قهوتي
وضعت قلمي وبعض أوراقي على المنضدة تتزاحم علي الأفكار مابين قصة وومضة وخاطرة...
فتحت النافذة فهب النسيم البارد يراقص ستائر غرفتي
تأملت الشارع... أطفال تتعالى ضحكاتهم... باعة متجولون....رائحة الطعام تزكم الأنوف
تسلل صوت عذب إلى مسامعي فدفعني الفضول لأرى من صاحبه
ظننته طفلا يغني أغنيته المفضلة
"شاي الرهيب "
يرتدي حذاءً مهترئاً ويحمل بيديه الصغيرتين حقيبة تكاد تخلع ذراعه تحوي أباريق الشاي، وعلى معطفه مكتوب بالخط العريض الرهيب لبيع الشاي...
لم تفارقه عيناي حتى ابتلعه الشارع
الرهيب وكل شيء في وطني رهيب
أطفال موطني يبيعون أحلامهم على أرصفته
لم أكمل قهوتي...
زفرة زفرة كادت تحرق أوراقي.. تلاشت أفكاري...
تمنيت لو أنني أجيد كتابة الشعر لأكتب فيه قصيدة لعلها تطفئ نارا تأججت في أعماقي، وأصدح بها في كل مكان.
