آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-02:04م

اليمن في الصحافة


أزمة أسماك خانقة في اليمن

الجمعة - 27 نوفمبر 2020 - 02:59 م بتوقيت عدن

أزمة أسماك خانقة في اليمن

العربي الجديد -محمد راجح

تشهد عدن العاصمة المؤقتة للحكومة، المعترف بها دولياً، وحضرموت ومناطق أخرى في جنوب اليمن أزمة كبيرة في المعروض من الأسماك بالأسواق واختفاء عديد الأصناف، وبالتالي ارتفاع أسعارها بنسبة كبيرة يجعلها في غير متناول شريحة واسعة من المستهلكين.
وناقش اجتماع حكومي عُقد في عدن بحضور رؤساء جمعيات الأسماك، مؤخراً، إعداد آلية لتوفير الأسماك في الأسواق بأسعار مناسبة سيتم تحديدها وفق اَلية سيتم العمل بموجبها، في حين أكد اجتماع مماثل في حضرموت جنوب شرقي اليمن على ضرورة إعطاء السوق المحلي الاهتمام الأكبر لتلبية احتياجاته من الأسماك، ووضع التصورات لتنظيم التسويق الخارجي وحماية الثروة السمكية من العبث الجائر. 
تتضمن الآلية الجديدة التي تم إقرارها منع تصدير مجموعة من أصناف الأسماك مثل الجحش والباغة الذي زاد سعره من 1200 ريال للكيلوغرام الواحد إلى 2300 ريال، وإعادة فتح السوق المركزي للأسماك، وحصر مسوقي الأسماك وإلزامهم بعملية البيع في الأسواق المخصصة، مع ضرورة حملهم تراخيص العمل، ودعم الجمعيات السمكية لفتح مراكز لبيع الأسماك. إضافة إلى التنسيق مع خفر السواحل اليمنية وقيادة التحالف "السعودية والإمارات" في عدن للسماح بدخول قوارب الاصطياد، إذ يُتهم التحالف بمنع الصيادين اليمنيين من ممارسة أعمال الاصطياد التقليدي.
في السياق، ينوه عضو الاتحاد التعاوني السمكي الحكومي في حضرموت، أحمد باغيث، إلى أهمية وضع الآليات الفاعلة للتصدي للمشاكل العديدة التي تجتاح هذا القطاع، خصوصاً في المناطق الشرقية من اليمن، ووضع حد للاختلالات مثل الاصطياد العشوائي الجائر الذي يستنزف المخزون السمكي في هذه المناطق.
ويؤكد باغيث في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن مناطق حضرموت والمهرة وسقطرى تتعرض منذ سنوات قليلة لأعاصير وفيضانات تسببت في جرف مناطق اصطياد وتهجير الأسماك، وبالتالي اهتزاز المخزون السمكي وانعكاس ذلك على انخفاض المعروض في الأسواق، لذا وفق حديثه، يجب ضبط بعض الاختلالات كالاصطياد الجائر لمعالجة بقية الأضرار التي خلفتها تبعات وتأثيرات الحرب الدائرة في اليمن أو العوامل الطبيعية مثل الأعاصير التي تجتاح هذه المناطق.

 

وفي الوقت الذي يشكو فيه مواطنون في عدن ومحافظات أخرى في جنوب اليمن من ارتفاع كبير في أسعار الأسماك لمستويات قياسية، اتهم متعاملون في الأسواق تجار أسماك بتهريبه إلى خارج عدن، وتحديدا باتجاه المحافظات الشمالية مثل تعز وصنعاء وإب والبيضاء، في حين يشكو صيادون في العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية مدينة عدن من مضايقات يتعرضون لها من قبل التحالف، ومنعهم من الوصول إلى عديد من مواقع الاصطياد المعتادة والمحددة لهم منذ ما قبل الحرب.
وينفي التاجر في سوق البليلي الشهير للأسماك وسط العاصمة اليمنية صنعاء، ماجد الفقيه، تداولهم أسماك يتم تهريبها من عدن، مؤكداً في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن معظم الأسماك المتداولة في صنعاء منذ نشوب الحرب الدائرة في اليمن قبل أكثر من خمس سنوات يتم جلبها من الحديدة وجزء منها من المخا غربي تعز.
كما يوضح في هذا الخصوص رئيس جمعية سمكية في الساحل الغربي لليمن تنشط في المياه اليمنية على البحر الأحمر، جمال الحيسي، أن مخزون اليمن السمكي يتوفر بشكل أكبر في مياه البحر الأحمر، رغم ما فرضته الحرب والبوارج العسكرية المنتشرة على مساحات واسعة في المياه اليمنية من تداعيات أثرت بشكل كبير على عملية الاصطياد وتهجير الصيادين من البحر.
ويؤكد لـ"العربي الجديد"، أن ما يتم اصطياده من الأسماك في محافظة الحديدة يغطي نسبة كبيرة من احتياجات الأسواق في معظم المحافظات الشمالية من بينها العاصمة صنعاء، بينما كانت المخا موطنا رئيسيا لأصناف هامة ومطلوبة من الأسماك مثل الديرك والمرجان والجحش، وهي الأصناف التي شهدت انخفاضا طفيفا في المعروض منها، بسبب الأوضاع الصعبة في هذه المنطقة التي تتوسط محافظتي الحديدة وتعز جنوب غربي اليمن والخاضعة لسيطرة التحالف، نظراً لما يتعرض له الصيادون هناك من مضايقات واعتداءات دفعت كثيرا منهم لترك مهنة الاصطياد والعمل في أعمال ومهن أخرى.
ويمتلك اليمن مخزوناً هائلاً من الموارد والأرصدة السمكية في المياه البحرية السيادية، تتيح اصطياد ما يقرب من 400 ألف طن سنوياً لنحو 400 نوع من الأسماك والأحياء البحرية، تتركز النسبة الأكبر منها في المياه اليمنية على البحر الأحمر.