آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:26ص

أخبار وتقارير


فرق المسح الميداني لأشجار البُن ومصادر مياه الري بسرار تواصل أعمالها لليوم الثالث على التوالي

الخميس - 26 نوفمبر 2020 - 09:26 م بتوقيت عدن

فرق المسح الميداني لأشجار البُن ومصادر مياه الري بسرار تواصل أعمالها لليوم الثالث على التوالي

سرار(عدن الغد)خاص:

لليوم الثالث على التوالي تواصل فرق المسح الميداني الشامل لأشجار البُن ومصادر مياه الري التابعة لمجموعة الزراعيين-يافع، أعمالها في جميع مناطق وقرى مديرية سرار-يافع-محافظة أبين المترامية الأطراف.

حيث باشر المساحون منذ يوم الأثنين 23 نوفمبر ومعهم المشرفون الزراعيون نزولهم الميداني إلى جميع المناطق المستهدفة وفق الخطة الزمنية والبرنامج المعد من قبل اللجنة الأشرافية.

وتستمر عملية المسح الميداني لأشجار البن ومصادر مياه الري أربعة أيام تشمل جميع مناطق وقرى مديرية سرار النائية والبعيدة.

حيث باشرت فرق المسح الميداني عملها بوتيرة عالية وحماس منقطع النظير وتنقلت بين حقول ومزارع البن والتقت بالمزارعين الذين استبشروا خيرا بقدومهم وبعثوا في نفوسهم الأمل بأنقاذ ماتبقى من أشجار البن في مزارعهم التي يهددها الجفاف وكذا إعادة زراعة مزارعهم وحقولهم بأشجار البن التي ماتت بسبب عامل الجفاف الذي يضرب المديرية سنويا.

وتأتي عملية المسح الشامل لأشجار البُن برعاية مؤسسة يافع للعمل والإنجاز برئاسة ابو انس صافي الصافي وكذلك جهود المهتمين على النشاط الزراعي بيافع وعلى راسهم عمر الدهشلي، بهدف إيجاد قاعدة بيانات دقيقة لأعداد أشجار البن المزروعة وكذلك التي تعرضت للهلاك في مديرية سرار بشكل خاص ويافع بشكل عام، وأسباب عزوف المزارعين عن زراعته في يافع،على ضوءها تقوم مؤسسة يافع للعمل والأنجاز بوضع الدراسات العلمية التي تسهم في إيجاد الحلول الأولية لإنقاذ ماتبقى من هذه الشجرة وكذا الأسباب التي أدت إلى هلاك وموت وأنقراض شجرة البن من كثير من الحقول الزراعية بالمديرية.

فمثلا في وادي أمهدارة وأثناء نزولنا يوم أمس للقيام بعملية مسح لأشجار البن فوجئنا بالإخوة: ناصر يسلم عاطف الحنبصي وأخوة حسين يسلم عاطف وأولادهم، يحدثونا عن هلاك"120"شجرة بن من مزارعهم في منطقة أسفل شوظة كان يملكها والدهم المرحوم يسلم عاطف الحنبصي، وقالوا أن السبب في ذلك يرجع إلى موجة الجفاف التي ضربت المنطقة في السابق وكذا في الآونة الأخيرة وأيضا تعرض الأرض الزراعية لجرف سيول الأمطار خاصة وأن أطيانهم تقع بمحاذاة طريق أمهدارة تماما المؤدية إلى مديريتي سرار ورصد، وقد قاموا مؤخرا بشراء شتلات صغيرة من الصنف "الطسوي" وغرسها في مزارعم بالإضافة إلى قيامهم بتسوية عدد من الجوالي الصغيرة وبذرها ببذور البن "الطسوي" حيث تستغرق هذه البذور إلى حين ظهورها فترة "40" يوما حسب حديثهم لنا، كما ابدوا أستعدادهم بأعادة زراعة البن وبأعداد كبيرة في حالة حصولهم على الدعم والتشجيع، شاكرين مؤسسة يافع للعمل والإنجاز على هذة اللفتة والبادرة الطيبة التي زرعت في نفوسهم الأمل بأعادة زراعة البن ذلك المحصول النقدي.

كثير من الأراضي الزراعية في وادي سرار أشهر اودية المديرية والذي كان يشتهر بزراعة البن وغيرها من المحاصيل الزراعية مثل الذرة البيضاء والدخن وأشجار البرتقال والليمون والترنج، تصحرت بفعل الجفاف وشح وتذبذب سقوط الأمطار سنويا، حيث كان المزارعين يعتمدون سابقا وبنسبة كبيرة في ري حقول البن ووالمحاصيل الأخرى التي يهتمون بزراعتها على مشروع مياة سرار الأهلي الذي شيدته سواعد أبناء المديرية وبأمكانيات بسيطة في بداية السبعينات من القرن الماضي، حيث كان هذا المشروع يغذي عشرة الف نسمة ويمدهم بالمياه الصالحة للشرب، وكان له دور كبير في ري مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ومنها مزارع البن في الوادي
إلا أن أهمال هذا المشروع من قبل الجهات المختصة وتعرض جزء من ممتلكاته للنهب والسرقة في وضح النهار وكذا أهماله وعدم صيانته وتأهيله وتعرض خطوط الشبكة لجرف السيول في العام 98م من شهر آب أغسطس، أثر سلبا على زراعة شجرة البن.

عدد من المزارعين في وأدي سرار وحمة وحطاط وكلسام وجبل السنيدي الذين مازالوا يحتفظون بعدد لأباس ب من أشجار البُن ويهتمون بها ويقومون بسقيها بواسطة الوايتات (البوز) وخاصة بوادي سرار الذي يصل سعر البوزة إلى(20000) قابله للزيادة في ما إذا استمرت حالة الجفاف ابدوا أستعدادهم ورقبتهم في إعادة زراعة البن عندما يحصلون على الدعم والأهتمام من قبل الدولة لمواجهة الجفاف والمتمثلة ببناء الحواجز والسدود المائية وتوفير الأسمدة والمبيدات الحشرية والأشراف على زراعة البن وتقديم أفضل الخدمات للفلاحين ومنها توفير المتطابات الفنية التي يحتاجها المزارعون في إعادة زراعة شجرة البن وتنظيم عملية الري من خلال حفر الآبار وتركيب المضخات عليها، وتوسيع رقعة الأرض الزراعية وزيادة أشجار البن والنهوض بأمكانيات مشروع تطوير البن وجعله أكثر فاعلية وتأثيرا وأكثر اتصالا بالمزارعين.

وفي إطار نزولنا لمسح أشجار البن تحدث عدد من المزارعين بأن زراعة البن تحتاج إلى حراثه وتسميد جيدين كما تحتاج إلى ري لايقل عن مرتين في الشهر في موسم الجفاف وكلما ازدادت الأمطار كلما قلت عملية الري والتي تعتمد أساسا على مياه الآبار، وشجرة البن تحتاج إلى طقس معتدل نسبيا، وذلك انها تتأثر بالحرارة والبرودة الشديدتين، وغالبا ماتصاب بالعديد من الأمراض، خاصة إذا ماتعرضت لهبوب ريح شديدة، ولذلك فهي تزرع في بطون الوديان وأن أفضل إنتاج تعطيه شجرة البن عندما يتراوح عمرها بين 20-60 سنة.

إن الزيارة الميدانية لمزارع البن والقيام بمسحها من قبل فرق المسح الميداني ومنهم كاتب هذا التقرير أوصلنا إلى بعض الحقائق عن زراعة هذا المحصول النقدي،

حيث قمت صباح اليوم الخميس الموفق 26/11/2020م، بالنزول إلى حقول البن الواقعة (أسفل ذمفوادي) والتقينا بالمزارع زين علي عاطف النوباني، لتسجيل بعض البيانات في أستمارة المسح المطلوبة.

لم يمنعني فضولي الصحفي عن توجيه مجموعة من الأسئلة للوالد زين علي عن كيفية الطريقة المتبعة في زراعة البن سواء من حيث الشتلات الصغيرة أو البذور المراد زرعها وكيفية أعداد أرض خصبة لزراعة البذور وطريقة جني المحصول وكيف يبيع محصولة من البن،حيث اوضح المزارع زين النوباني أن زراعة البن في يافع تتم من خلال خبرة الفلاح وتجربته في العمل بمزرعته، إذ لم يزر المنطقة يوما ما رجل ذو معرفة بالأرشاد الزراعي أو مؤهل بزراعة البن أو بالمحاصيل الأخرى وقد مارس الفلاح زراعة البن على أساس توصل إليها عن طريق ابيه أو جده وأنتقلت من جيل لآخر.

وعن هلاك أعداد كبيرة من أشجار البن في مزرعته ومزرعة أخوة المرحوم محمد علي عاطف النوباني رحمة الله تغشاه أرجع المزارع زين النوباني أسباب ذلك إلى موجة الجفاف التي تجتاح المنطقة سنويا وكذا عدم الأهتمام بالمزارعين ونقص "الشتلات" الصغيرة والسبب الرئيسي في ذلك، قد تكون مردودات شجرة القات هي السبب في تقلص مساحة رقعة الأرض الزراعية لشجرة البن إذ ان الاثنين يعيشان ظروف طبيعية متشابهة تقريبا، وفي منطقة واحده ولكنهما يختلفان في حجم المردودات الاقتصادية، لأن مزارع القات يستطيع أن يبيع من شجرته كل يوم في حين مزارع البن لايبيع إلا في موسم واحد خلال السنة

صحيح أن القات مربح بالنسبة للفلاح، ولكنه لايعود باية منفعه للدولة. خلافا لمحصول البن الذي يمكن أن تحصل من ورائه على العملة الصعبة، وكذلك فإن مردوداته بالنسبة للمزارع أو المواطن ليست بالقليلة، خاصة إذا ماانتظمت عملية بيعه وشرائه.


*من حاتم العمري