آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-07:45م

ملفات وتحقيقات


(تقرير).. لماذا دعت أحزاب التحالف الوطني إلى ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة؟

الخميس - 26 نوفمبر 2020 - 11:50 ص بتوقيت عدن

(تقرير).. لماذا دعت أحزاب التحالف الوطني إلى ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة؟

(عدن الغد)خاص:

تقرير يتناول بيان التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية
والنقاط المهمة التي وردت فيه
هل ستعود الأحزاب السياسية إلى عدن في حال تشكلت الحكومة؟

بماذا وصف بيان تحالف الأحزاب الجرائم الحوثية بحق اليمنيين؟

هل أصبحت مأرب في خطر.. ولماذا دعت الأحزاب إلى أهمية توجه القوات العسكرية إليها؟

لماذا جددت الأحزاب السياسية تمسكها بالتحالف العربي.. وبماذا طالبته؟

(عدن الغد) خاص:

أصدر التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية امس بيانا ادان فيه
استمرار العدوان الحوثي على القرى والمناطق اليمنية وابرزها مأرب التي
تتعرض لمحاولات اقتحام من قبل جماعة الحوثي واطلاق الصواريخ على المناطق
العسكرية والسكانية فيها كما ادان تحالف الاحزاب اطلاق جماعة الحوثي
للصواريخ والطيران المسير على المناطق المأهولة بالسكان في المملكة
العربية السعودية.

كما اكد البيان على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة اليمنية المرتقبة
وعودتها في اسرع وقت الى العاصمة عدن واعادة تطبيع الاوضاع هناك مع تنفيذ
الترتيبات الامنية والعسكرية التي وردت في اتفاق الرياض.

وكان التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية  قد وقف امس أمام
مجمل الأحداث والتطورات التي تعيشها بلادنا على كافة المستويات السياسية
والعسكرية والاقتصادية، وما تقوم به مليشيا إيران من أعمال عدوانية ضد
الشعب اليمني في كافة المناطق، وفي المقدمة العدوان على مأرب، والعدوان
على المناطق الآهلة بالسكان في المملكة العربية السعودية الشقيقة.

تلك الأعمال الإرهابية العدوانية تؤكد أن جماعة الحوثي ميليشيا إرهابية
وأنها بتلك الأعمال العدائية تثبت للعالم باستمرار أنها أبعد ما تكون عن
تحقيق السلام أو الإيمان به.

تشكيل الحكومة

يبدو ان تحالف الاحزاب السياسية استشعر مسؤولياته تجاه ما يحدث في اليمن
وبقاء البلد من دون حكومة فنجده يشير في اول بند من بيانه المذكور الى
الإسراع في تشكيل الحكومة استنادًا إلى اتفاق الرياض وآلية تسريع تنفيذه،
وعودة الحكومة ومؤسسات الدولة المختلفة إلى عدن بأسرع وقت ممكن مع تنفيذ
الترتيبات العسكرية والأمنية وفقاً للاتفاق وآلية تسريعه، ولما من شأنه
تعزيز الأمن والاستقرار للعاصمة الموقتة عدن، وعودة الحياة السياسية
ونشاط الأحزاب، وترتيب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمات للمواطنين
في كافة المناطق، وما سيترتب عليه من توحيد الجهود لكافة القوى المناهضة
للانقلاب والمشروع الإيراني الداعم له.

واشار البيان الى اهمية  تعزيز دعم جبهة مأرب وكافة الجبهات لمواجهة
أعمال القتل والتدمير التي تقوم بها ميليشيا الحوثي، وتسخير كافة
الإمكانيات لتحقيق ذلك، وتوجيه كافة الوحدات المتواجدة في كافة المحافظات
إلى جبهات مقاومة المشروع الإيراني، وتوجيه كل الوحدات العسكرية للجيش
الوطني والمقاومة إلى تلك الجبهات، وفقا للخطة العسكرية والأمنية
المنبثقة عن اتفاق الرياض وآلية تسريعه.

وادان البيان الصادر عن تحالف الاحزاب والقوى السياسية الاعتداءات
المتكررة على الأهداف المدنية في المملكة العربية السعودية الشقيقة
وآخرها الاعتداء الارهابي الذي استهدف محطة جدة، ويرفض محاولات ميليشيا
الحوثي تحويل بلادنا إلى منطلق للاعتداء على دول الجوار والإساءة لشعبنا
وعلاقاته ومصالحه المشتركة مع جيرانه.

الانتهاكات المستمرة

وفي البند الرابع من البيان طالب تحالف التنظيمات والأحزاب السياسية
المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء الممارسات والانتهاكات التي يتعرض
لها شعبنا اليمني من  قبل الميلشيات الحوثية، ويوكد أن السكوت عن تلك
الممارسات والانتهاكات المتمثلة في ممارسة القتل والعنف والتعذيب والنهب
ضد المواطنين يشكّل جرائم حرب لا ينبغي السكوت عنها، ونطالب المنظمات
الدولية المعنية بحقوق الإنسان بإدانة تلك الممارسات ودعوة المجتمع
الدولي إلى اتخاذ موقف واضح منها، واعتبار تلك الممارسات من أعمال
الإرهاب وما يترتب على مرتكبيها من عقوبات وفقا للقوانين والمواثيق
الدولية.

لافتا الى إن الاحزاب والقوى السياسية تدعو الحكومة إلى العمل مع تحالف
دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية على العمل المشترك لمواجهة
المشروع الإيراني المدمر وميليشيا الحوثي العميلة وإنقاذ شعبنا اليمني من
تلك الممارسات التي أدت إلى تدمير حياته المعيشية وشردت الملايين خارج
الوطن وداخله؛ فإن ذلك هو الطريق الوحيد لإنقاذ شعبنا والتخلص من العمالة
لإيران وسيطرة الحرس الثوري الإيراني على بلادنا.
وفي ختام البيان حيا التحالف السياسي أبطال القوات المسلحة والمقاومة
الشعبية الذين يواجهون مليشيات الإرهاب الحوثية من أجل استعادة الدولة
والجمهورية، وأكد على ضرورة أن تقوم الحكومة بتوفير كافة الدعم لهم من
توفير متطلبات المعركة، والانتظام في صرف المرتبات ورعاية أسر الشهداء
ومعالجة الجرحى.

كما جدد الشكر لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية على
دعمهم الحكومة الشرعية والجيش الوطني في معركة استعادة الدولة وإنهاء
الانقلاب والتمرد الحوثي.

وفاق واتفاق

ويرى مراقبون انه اذا ما اتفقت الاحزاب والقوى السياسية على هذه البنود
لاسيما بند تشكيل الحكومة الذي اتى في صدارة البيان فإن الامور ستسير الى
حلول جذرية لهذه المشكلة، لأن تشكيل الحكومة اصبح هاما وضروريا فمن غير
المعقول ان تظل البلاد في حالة فراغ بدون حكومة تدير شئونه، وقد مر وقت
طويل من المشاورات والمداولات زهاء عام كامل ولم تصل هذه الحوارات الى
نتيجة مع توقفها خلال الايام الماضية.

واشار البيان فيما يتعلق بهذه النقطة الى اهمية عودة القوى السياسية الى
الداخل للعمل من هناك بعد تشكيل الحكومة. ويرى مراقبون ان تشكيل حكومة
الشراكة وعودتها الى عدن قد تهيئ الامور لعودة الاحزاب السياسية الى عدن
وممارسة نشاطها من الداخل بعد توقف دام سبع سنوات، حيث توقف نشاط الاحزاب
السياسية منذ الحرب وخروج قياداتها الى خارج البلاد.

كما اشار البيان في هذه النقطة الى اهمية استعادة مؤسسات الدولة المدنية
والعسكرية وتنفيذ البند المتعلق بالشق العسكري والامني وفق آلية الاتفاق
المزمنة وهناك من يرى ان الخلاف حول البند العسكري والامني سوف تتم
العودة به الى الية الاتفاق المزمنة وهذا قد يعيق تشكيل الحكومة كما
تمسكت بذلك احزاب مهمة داخل الشرعية ابرزها المؤتمر والاصلاح فضلا عن
الرئيس هادي لكن هناك من يرى انه لا بد ان تستجد بعض الامور التي قد تؤدي
اولا الى تشكيل الحكومة ومن ثم تنفيذ البند العسكري والامني كون الحكومة
اصبحت جاهزة للإعلان عنها.

ويرى مراقبون ان هذا البيان ربما يلعب دورا هاما في تسيير الامور واعادة
الروح لاتفاق الرياض من جديد.

ما يحدث في مأرب

ركز البيان كثيرا على محافظة مأرب، وطالب بدعمها العسكري والمادي لمواجهة
الحوثيين، وهذا يعد استشعارا بالخطر الذي يحيط بالمدينة من كل جانب حيث
تعاني مأرب من ضغط كبير من قبل جماعة الحوثي قد يؤدي الى سقوطها في اية
لحظة، لذلك جاءت دعوة احزاب التحالف الوطني للتحالف العربي مباشرة للتدخل
من جديد بالدعم لإيقاف زحف الحوثيين ويرى مراقبون أن مأرب تعد اخر قلاع
الشرعية في الشمال، فإذا ما سقطت سيكون لها مترتبات كبيرة على الشرعية
ولربما يتغير المشهد السياسي برمته  جنوبا وشمالا.

وطالب البيان لأول مرة بضرورة توجه الوحدات العسكرية المتواجدة في
المحافظات المحررة إلى مأرب لصد الزحف الحوثي عليها، وهذه الدعوة تأتي في
ظل ظروف صعبة تعانيها مأرب، ويفهم ذلك من خلال البيان الذي كرر ذكر مأرب
عدة مرات ومن المعلوم ان هناك جبهات كثيرة مفتوحة مع الحوثيين حتى في
المناطق الجنوبية وتوجه القوات الى مأرب يحتاج امرا حاسما وتدخلا من قبل
التحالف فهو الوحيد القادر على توجيه هذه القوات ودعمها للاتجاه صوب مأرب
للدفاع عنها.

المنظمات الدولية

من المعروف ان حركة الشرعية باتجاه المنظمات الدولية محدودة جدا وقد لا
يكون لها تأثير مقارنة بعلاقات جماعة الحوثي حيث رأينا البيان يدعو
المنظمات الدولية للوقوف على جرائم مليشيات الحوثي في المحافظات اليمنية
وهي جرائم حرب كما يصفها البيان تتوزع بين القتل والتدمير للمنازل ودور
العبادة وتفجير البيوت وقتل الابرياء والنازحين وغيرها من نتائج آلة
العبث والحرب الحوثية التي تدخل عامها السابع وهي ما تزال تعمل بكل قوة
دون رقيب او حسيب.

وفي المجمل لربما يكون هذا البيان مقدمة لتحريك المياه الراكدة ويعيد
الروح لاتفاق الرياض المتوقف حاليا ويعمل على اخراج الحكومة الى النور،
فالحكومة بحاجة لدعم الاحزاب السياسية لتنفيذ اهدافها وخطواتها على
الواقع.