كتب / عبدالعزيز الحمزة
قمنا اليوم بزيارة إلى طريق جيشان بدعوة من اللجنة المشرفة على شق طريق جيشان بمعية رفيق الدرب الشخصية الاجتماعية الشيخ منصور العلهي .
هذا الطريق الحيوي والهام والذي يعتبر بمثابة شريان الحياة لأكثر من عشرين ألف نسمة من سكان مديرية جيشان ، الذين حرموا من كثير من وسائل الحياة في مديريتهم ، بعد أن تعطلت معظم الخدمات في المديرية ولم يعد لهم من امل في توفير الاحتياجات الأساسية للعيش غير هذا الطريق ، فقد أسموه طريق الحياة .
لذلك حين تخلى الجميع من سلطة محلية وجهات حكومية معنية عن جيشان ومواطنيها ، لم يكن من سبيل أمام مواطني جيشان غير الاعتماد على أنفسهم ، والتشبث بالأمل الاخير للحياة ، و التعاون والتكاتف ، في مبادرة جماهيرية قل أن تجد مثلها في زمن الفرقة والحرب .
مبادرة جماهيرية عظيمة ، بعظمة أبناء جيشان الكرام ، اهل النخوة والجود .
مبادرة قام الجميع بالمشاركة فيها ،كلا بحسب استطاعته .
قام أهالي جيشان واكثرهم فقراء ، بالاستقطاع من قوت أولادهم ، وهو قليل ، لكي يساهموا في شق طريق الحياة ، الطريق الذي يربطهم بالحياة ، بعد أن تقطعت بهم سبل العيش في مديريتهم .
من منا لا يعرف جيشان ، وأهل جيشان الكرام ، اهل النخوة والجود، بينما نحن نمر بأحد البيت العتيقة الذي لا يكاد يوجد به شيء ، ومربوط بجواره حمار وعليه مجموعة من دباب الماء ، ذا طلع علينا شاب صغير ، ويرجونا أن نكون ضيوفه على الغداء ، وأنا أكاد أجزم أن هذا الطفل يعلم أنه قد لا يجد في بيته ما يكفي لضيافتنا ، وأنه ربما يعمد إلى أفضل ما لديه من الأغنام لينحرها لضيوفه .
هذا الكرم وهذه النخوة من هذا الطفل الذي تربى على الجود والكرم ، لم يفكر في شيء غير إكرام الضيوف .
اقسم علينا أن نكون ضيوفه ، ولكن كنا في عجالة من أمرنا ، ونريد أن نأخذ فكرة عن الطريق الوعر ، علنا نستطيع نقل صورة واضحة عن هذا المشروع الحيوي ، طريق الحياة ، ننقل صورة لاصحاب الضمائر الحية ، ممن نرجو أن تكون لهم بصمة ، في المساعدة في إنجاز الطريق .
اعتذرنا للشاب الصغير ، وانصرفنا عنه ، وهو متحسر إذ لم يظفر باضيافه ...
كان في استقبالنا أعضاء اللجنة المشرفة على الطريق ، الاخ امبارك عمش ، وأحمد امقبع ، وشرحوا لنا بشكل واف عن المبادرة الجماهيرية العظيمة ، التي تجلى فيها الحب والتعاون والعزم على. شق طريق الحياة ، وشرحوا لنا حجم المعاناة التي يتجرعها مواطني جيشان ، مما اضطرهم إلى استقطاع قوت أولادهم ، لتوفير مساهمة في شق الطريق .
تعاون منقطع النظير ، قام به أهالي جيشان ، مواطنين ومغتربين ، صغار وكبار ، نساء ورجال ، الكل بذل ما يستطيع .
ولأن الطريق وعرة وطويلة أكثر من 25كم وتمر بجبال شاهقة ، ومعظم الطريق عبارة عن شق في الجبال ، كلف مبالغ كبيرة ، وكان كل ما جمعه الأهالي لا يفي باستكمال الطريق .
لقد تم شق أكثر من 60% من الطريق المقرر شقه .
ونحن بدورنا اطلعنا على كل ذلك وتأكدنا من الطريق التي تم شقها وكذا الجزء المتبقي .
زرنا الطريق ونحن لا نملك شيء يمكن أن يساعد على استكمال المشروع ، لا نملك غير قلم يسطر هذه المناشدة لعلها تجد قلبا رحيما ، ويدا حانية يكون لها بصمة في استكمال المشروع .
لذلك نناشد السلطات المحلية في المحافظة أن تضطلع بمسؤوليتها ناحية مواطني جيشان للمساعدة في استكمال شق الطريق .
ونناشد أيضا الشيخ احمد العيسي صاحب اليد البيض ، والآثار الطيب والسباق إلى فعل الخير ، لتكون له بصمة في استكمال المشروع .
وايضا نناشد معالي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس احمد الميسري الرجل الحر ، أن يساهم في هذا المشروع .
وانا ما ذكرت الأحمدين الا لثقتي بأنهما أصحاب جود وكرم ونجدة لكل محتاج .
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجزي أهل جيشان خيرا في هذا العمل الجبار ، ونسأله تعالي أن يجزي كل من ساعد على استكمل المشرع الجنة .
والله الموفق
عبدالعزيز الحمزة
طريق جيشان
الثلاثاء 24 نوفمبر 2020م