آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-09:21ص

ملفات وتحقيقات


الطلاب في الريف: بين تعرجات الطرق ومخاوف السقوط(تقرير)

الثلاثاء - 24 نوفمبر 2020 - 11:59 ص بتوقيت عدن

الطلاب في الريف: بين تعرجات الطرق ومخاوف السقوط(تقرير)

(عدن الغد)خاص:

تقرير/ محي الدين وبلال الشوتري:

مشيا على الأقدام وبعيدا عن عدسة المصورين وكاميرات القنوات التلفزيونية يعاني التلاميذ في المناطق الريفية والمهمشة من مشاكل عديدة،حيث يكابدون ويجاهدون يوميا للوصول إلى مدارسهم من أجل تحصيل العلم والنجاح وتبدو الرحلة شاقة ومتعبة بل إنها رحلة عذاب يومية لما قد تخفيه الطريق من مفاجآت كلفت بعض الصغار المتاعب الجما صورة لاتختلف كثيرا عما كان يعيشه تلاميذ الأرياف منذ فترات ماضيه وحتى اليوم، الأمر متعلق ب«معذبين» في الريف فطلبة المدارس بمضاربة لحج الصبيحه يقطعون المسافات الطوال كل يوم مشقة وتعب مر بها جيل تلو والأخر وعلى هذا المنوال طيلة سنوات ماضية وحتى يومنا فالحل غير موجودا ، حيث المعاناة كل عام حيث البرد القارس ينخر العظام،للفصل الشتوي وحرارة الصيف المتوهجة تسقط العديد من الأطفال إغمائا خصوصا أصحاب الأمراض المتضاعفة. معاناة لهؤلاء الأطفال الصغار الذين يركضون من كل مكان ليكونوا سفينة النجاة وإنارة البلد بالعلم.

*عذاب في الغدو والرواح*

أطفال في عمر الزهور بأجسادهم النحيلة يضطرون إلى الخروج من منازلهم منذ الصباح الباكر ويقطعون يوميا العديد من الكيلومترات ذهابا وإيابا عبر مسالك فلاحية رديئة ووعرة لترتعش أجسادهم الطرية من البرد القارس شتاء وتلفحهم حرارة الشمس الحارقة ورياح المواسم المصحوبة بالأتربة ناهيك عن فيضانات السيول بالأودية أثناء هطول المطر الموسمي في فترة الرواح من المدارس ظهرا، وما تسببه من أخطار تهدد حياتهم، وتتلف كتبهم ومستلزمات دراستهم.

المحظوظون منهم يقصدون مدارسهم على الدراجة النارية التي بدأت تنتشر في الفترة الأخيرة ،وأما البقية فإنهم مهددون بكافة المخاطر الأخرى، خاصة في بعض المناطق الجبلية والأودية المليئة بالأشجار، ولاشك أن هذه الظروف القاسية كانت إحدى الأسباب في توديع مئات التلاميذ لمقاعد الدراسة مبكرا وهو ما يحتم على الأطراف المسؤولة إيلاء عناية أفضل لتلاميذ هذه المناطق المهمشة التي ظلت خارج حسابات مختلف الحكومات المتعاقبة عبر نصف قرن، مع ضرورة توفير الضروريات في المدارس باعتبار أنه لا يعقل غياب الماء الصالح للشراب في بعض المؤسسات التربوية دون الحديث عن بقية النقائص وما أكثرها خاصة وأن الجميع يطمح الى معالجة هذه الأوضاع بعد الثورات العربية.

 *متاعب يومية*

مازالت رحلة طلب العلم تشكل معاناة للكثير من أبناء المضاربة من سكان القرى والأرياف والمناطق النائية والذين يتحملون مشاق التنقل اليومي على الأقدام لمسافات طويلة من هؤلاء بعض التلاميذ القادمين من مناطق النبيق وهقرة ومناطق اللوص والشعيب والعكيشية والقبيصة والذين يأتون من مناطق متباعدة،التقينا مجموعة منهم في هذا الحديث :

يقول التلميذ سعد القادري التي يدرس بالثانوية العامة بمدرسة تربة أبو الأسرار أنه يسكن بقرية في مناطق بالنبيق وأنه يحتاج إلى قطع مسافة تقارب، عشرة كيلو متر على قدميه بين الأوحال والجبال والهضاب والأودية لكي أصل إلى مدرستنا بتربة أبو الأسرار.

ويحكي أحمد علي يقطن بمنطقة القطين، ويقطع هو الأخر مسافة طويلة نسبياً وإن كانت أقل من زميله ليبلغ مفترق الطريق التي يجتمعون فيها لينطلقوا في مسيرتهم مشيا على الأقدام.

 *متاعب وشقاء*

يخرج طلبة النبيق من البيت السادسة، صباحاً فيقطعان الطريق الموحلة التي تتعدد بها الحفر والخنادق بين الأشجار والجبال حتى يصلون في الساعة الثامنة والنصف تقريبا حيث يدرسان ثانوي وتحدث هذان التلميذان قولهم :-،لو لنا سكن لأخترناه وكان أفضل من المبيت بالبيت وتوفير معاناة رحلة العذاب التي لا نقدر عليها كل يوم ذهاباً وإياباً وقد لفت نظرنا بعض المعلمين إلى أوضاع أخرى أشد بؤساً وشقاء بمناطق أبعد تحتاج فعلاً إلى الوقوف عندها مثل، النبيق  والقبيصة، وهقرة، وغيرها.

*أخطار تتربص بالصغار*

يعاني الكثير من التلاميذ في المدارس من مشكلة النقل وهو أبسط ما يمكن توفيره لهذه الفئة المهمشة، وفي هذا الإطار أكد لنا بعض ساكني المناطق الريفية المعاناة التي يكابدها التلاميذ يوميا من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة والتي تختلف وتتنوع من منطقة إلى أخرى ومن أبرز المناطق التي تعاني مشاكل بعد المدارس عن التلاميذ هي- النبيق ،والقبيصة ،هقرة، والعكيشية ،حيث يقطع هناك التلاميذ  الكيلومترات من أجل الوصول إلى المدارس ومع الظروف المناخية والطبيعية هناك تزداد هذه الصعوبات فالحرارة المرتفعة صيفا والبرد القارس والأمطار والأوحال شتاء والمخاطر التي ترافق ذلك، فلطالما منعت الأمطار الغزيرة التلاميذ من الإلتحاق بمدارسهم هذا فضلا عن مخاطر الأفاعي السامة بالجبال التي تهدد الأطفال الصغار خاصة ،فالذهاب إلى المدرسة في الساعة السادسة  صباحا في فصل الشتاء الظلام مايزال يخيم على الطريق في ظل إنعدام الأنوار الكهربائيه يسمح للحيوانات المفترسة مثل السباع  والكلاب السائبة والأفعاعي بالهجوم على الأطفال ولمواجهة ذلك لابد للاطفال من أن تكون لهم رفقة آمنة أو يتسلحوا بالعصي لمواجهة أي خطر يتهددهم، أما المحظوظون من هؤلاء التلاميذ فتكون الدراجات الناريه وسيلتهم للوصول الى مدارسهم وهنا نتحدث عن مناطق النبيق وغيرها.

وأكد لنا الطفل راجي حسين الصبيجي والذي لم يتجاوز السادسة عشر من عمره أنه أنقطع عن الدراسة في ظل الظروف الصعبة التي تواجهه للوصول من منزله الى المدرسة الاعدادية وما ترافقهم هذه العملية من خطورة على غرار الاكتظاظ وتعرضهم للبرد والشمس كلها عوامل ضاعفت من  حوادث السقوط والإغماء والأمراض.

*تأخر الطلبة عن الدوام الرسمي.*

ويقول الأستاذ / محمد جبلي مدير مدرسة تربة ابوالأسرار(الثانوي)قائلا:نتيجة للتباعد الإجتماعي وتوزع السكان في قرى متباعدة يسير معظم الطلاب مشيا على الاقدام حيث بعد المسافة إلى المدرسة لدى أكثرية الطلبة ، فنعاني نحن  كإدارة مدرسة من تأخر الطلاب عن الطابور الصباحي وبعض الطلبة تذهب عليهم الحصة الأولى والثانية نتيجة البعد وقطع المسافات.

*ويقول الأستاذ عبد الغني بورزان :أحد معلمي مدرسة القبيصة  بالمضاربة: الطلاب الصغار في الصفوف الإبتدائية لايتحملون ظروف الطبيعه القاسيه مع ذلك هم مضطرين لطلب العلم فيواجهون صعوبة الإلتزام بالدراسة كل يوم وذلك لعدم توفر سيارة مواصلات تقلهم إلى مدارسهم، وتزيح عنهم الخطر والمشاق التي يواجهوها كل يوم.

*الفصل الشتوي والصيفي معضلة*

فيما يروي لنا أحد الطلاب الذين يسرون كل يوم مشيا على الأقدام من مناطق النبيق الطالب /سعد عقيل القادري، متحدثا نتحرك بعد صلاة الفجر مباشره مشيا على الأقدام قاطعين الكيلومترات للوصول إلى مدرستنا في منطقة تربة أبو الأسرار في شدة الموسم الشتوي المصحوب بالصقيع ورياح باردة جدا خصوصا قبل طلوع الشمس حيث يقشعر منه الجسم وينخر عظامنا لكن وجب علينا تحمل التعب من أجل نيل العلم.

ويضيف الطالب سعد قوله:لانعاني من قسوة البرد فقط ففي فصل الصيف نواجه شدة الحر المتوهج الذي يخمد الأجسام ،فإكمال الحصص الدراسية ينتهي عند الساعة 12 ونصف في محور إرتكاز الشمس عموديا فنسير على الأقدام قاطعين العديد الهضاب والتباب والأشعاب للوصول لمنازلنا المتفرقة والمتوزعة على الشعاب والجبال والوديان

*مشي الطلاب بوادي الشط*

وقال الإعلامي المصور عبد الباسط علي نشاهد طلبة مدارس مناطق بالشط الطويل يقطعون مسافات كبيرة في وادي الشط مشيا على الأقدام رغم خطورة هذا الوادي في موسم الأمطار وتساءل الإعلامي عبد الباسط لماذا لم توفر الجهات الحكومية والمنظمات الخيرية ورجال الخير مركبة مواصلات تنقل هؤلاء الطلبة وتوفير مشقة التعب وتخلصهم من مخاطر عديدة؟ فلمثل هؤلاء يجب تشجيعهم ودعمهم فهم ربان السفن للنهوض بالبلد نحو التطور والبناء.

*الطلاب المصابون بمرض التكسر هم الأكثر تضررا.*

وتحدث الدكتور اسامه السلامي:" أن بعض طلبة المدارس لديهم أمراض بدنية فتعرضهم للموسم الشتوي البارده أو الصيف الحار قد تضاعف أمراضهم، فمثلا أصحاب أمراض التكسر في الدم وأصحاب أمراض، اللواز هم الأكثر عرضه للمرض خصوصا مع فصل الشتاء وأضاف السلامي قوله:  فخروج الطلبة قبل طلوع الشمس من منازلهم والأجواء ماتزال في ذروة الصقيع والهواء البارد في الفصل الشتوي هي أحد عوامل تضاعف المرض. 

وأستطرد السلامي قوله الطلاب التي تتراوح أعمارهم بين 6-12 سنة هم الأكثر ضررا وعرضة للمرض،  فتعرضهم للبرد صباحا عند ذهابهم للمدرسة هي سبب لنزلات البرد والملاريا واللواز.

*تكاليف سعر المواصلات باهظة*

وقال المواطن عبد الغني محمد حاولنا توفير سيارة للنقل الطلاب للمدارس لكن السعر الذي فرضه صاحب السياره مرتفع وأيضا الوضع المادي صعب خصوصا للأسر التي لديها أكثر من سبعة الأولاد جميعهم منخرطون في المدارس فيواجهون صعوبة في شراء الملابس ومستلزمات الدراسة بالمقابل لايستطيعون دفع اجرة السيارة.

ويردف عبد الغني محمد أيضا فرضت على طلابنا بدفع مبالغ مالية رواتب المعلمين المتعاقدين بدلا من المعلمين الذين أحالوهم للتقاعد فلايستطيع اكثرية الأسر ت توفير سيارة نقل للمدارس لحسابهم الشخصي، مما يظطرون مشيا على الأقدام.

*تجربة ناجحة إن دعمت*

صعوبة التنقل التي يواجهها أبناء الأرياف يوميا في طريق أو الوصول إلى المقاعد تعد من أبرز الأسباب التي تقف وراء إنقطاعات وتسرب الطلاب من المدارس وبهذا يجب عمل الحلول لطلبة المدارس بالمضاربة الذي يأتون من مناطق بعيدة وقرى متفرقة من قبل الجهات المعنية وكل المنظمات الخيرية ورجال الخير ويتوجب النظر بعين الرحمه لمستقبل ومتطلبات الطالب ليتسنى له الدواسة ببيئة مناسبة وتوفير سيارة نقل لهم.