آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-12:09ص

ملفات وتحقيقات


صيانة الطرق والجسور في عدن.. فساد وغش تتوالى الأيام في كشفه كل مرة

الثلاثاء - 24 نوفمبر 2020 - 10:55 ص بتوقيت عدن

صيانة الطرق والجسور في عدن.. فساد وغش تتوالى الأيام في كشفه كل مرة

(عدن الغد)خاص:

تقرير/ عبداللطيف سالمين:

يتكرر المشهد كثيرا، مشاريع يتم تدشينها من قبل صندوق صيانة الطرق والجسور في عدن، أكوام من الحجارة المتناثرة والاتربة في أطراف وأوساط الشوارع، تعرقل حركة السير والمرور، بنية إصلاح الطرقات والتي لم يمر على غالبيتها فترة طويلة منذ آخر انشاء. 

وتتوالى التصريحات كل مرة من الجهات المعنية سواء كان من مكاتب الأشغال العامة والطرقات أو من السلطة المحلية المتمثلة بمدراء المديريات بأن هناك جملة من المشاريع القادمة في محافظة عدن في ما يخص جانب الطرقات وتحسينها وسفلتتها , ولكن لا شيء ينعكس بصورة صحيحة على الجانب الخدمي والمظهر الحضاري في المدينة، ليصل الأمر بالمواطنين بالتساؤل عن ماهية هذه المشاريع، وهل تنفذ لأجل مناقصات يستفيد منها جهات معنية خاصة وأن الأعمال تشهد مماطلات لا تحتمل وان نفذت تنفذ بطريقة خاطئة، وذهب الأمر بالبعض لوصف هذه الأعمال كونها تخريبية أكثر من إنشاء طرق وسفلتتها. 

- تسرب مياه يكشف الغش في إصلاح الطرقات

لم يمر أكثر من أسبوعين فقط على إعادة إنشاء الطريق الرئيسي الرابط بين مديريتي خور مكسر والمعلا، حتى كشف تسرب مياه من انبوب مياه مركزي بعدن حالة الغش وعدم جدوى أعمال تصليح الطرق في عدن والتي تستهلك أوقات طويلة في العمل ولا تدوم على الاطلاق، وذلك بعد أن غمرت المياه التي تسربت من أنبوب المياه رئيسي بمحيط جبل حديد وغطت المياه الطريق الرابطة بين المعلا وخور مكسر، بشكل كامل بدءا من النقطة الأمنية بالحمراء حتى جولة فندق عدن دون وجود أي فتحة تصريف مياه للأمطار على طول الطريق الذي تمت سفلتته قبل أسبوعين. 

وكعادة أي إصلاح للطرق في عدن لم تقم الجهة التي نفذت العمل بفعل فتحة تصريف مياه اقلها نحو البحر الذي لا يبعد عن الطريق الذي تم تشييده سوى 10 أمتار لا أكثر. 

- مخاوف من غرق المدينة؟ 

الأمر الذي أعاد للاذهان المنخفضات الجوية الأخيرة التي شهدتها عدن، وكيف تحولت طرقات المدينة لبرك للسباحة ومستنقعات، وغرقت المنازل والسيارات وممتلكات المواطنين وتدفقت السيول وتدمرت الطرقات حتى التي لم يمر على سفلتتها سوى بضع أسابيع انذاك وذلك لكون الطرق لا تنطبق عليها المواصفات العالمية في وضع الأسفلت وجودته العالية. 

وفي حال مرت المدينة في منخفض جوي جديد سيتكرر الأمر، حيث بات تجمع مياه الأمطار يهدد بتدمير الطرقات بشكل كامل خلال فترة وجيزة، ومع انعدام فتحات تصريف الأمر يظل السؤال يسيل مداده، لماذا لا يتم العمل وفق الية صحيحة تتضمن الالتفات لاهمية فتحات تصريف مياه الامطار او ان من يقوم بتنفيذ هذه الأعمال لا يفقه في أبجديات هندسة الطرق؟  

- إغلاق الطرق الرئيسية وإعاقة حركة السير

يتفاجئ المواطنون مع كل مشروع جديد في المدينة بإغلاق الطرقات دون سابق إنذار بحجة أشغال في الطرقات، دون الأكتراث باشعارهم مثلما يحدث في مختلف دول العالم من إبلاغ للمواطنين من خلال بتوزيع منشورات أو ملصقات أو حتى تعميم منشورات لأخبار المواطنين بأن عملية أشغال ستتم وذلك كي يتمكن المواطن من التصرف مع إغلاق الطريق عوضا عن تباغته الاحجار والاتربة المتراكمة على الطرق الحيوية والرئيسية. 

الأمر الذي يعرقل مصالح المواطن العامة والخاصة، ويعطل حركة سير السيارات والمواصلات العامة، ويتسبب الركاب بالنزول في أماكن بعيدة عن مقصدهم بسبب تحويل طرق السير الرئيسية واجبار الباصات على سلك طرق مختلفة في الشوارع السكنية الضيقة والتي غالبيتها ليست مؤهلة للسير وتفتقد ابسط المقومات الخدمية ووحدهم المواطنين من يتضرر كل مرة مع كل تلك العشوائية والفوضى واللا مسؤولية. 

ومن الأمور المتكررة التي تثير استياء وغضب المواطنين تأخر تنفيذ المشاريع لأسابيع طويلة مع استمرار اغلاق الطرقات، وهو ما يتسبب بزحمة مرورية خانقة وبالكاد تستطيع السيارات العبور في الطرق الأخرى. 

ويكتفي كلا من الهيئة العامة للمرور و مكاتب الأشغال والمجالس المحلية بلعب دور المتفرج خاصة الاخيرة والتي من مسؤوليتها أقرار القيام بالمشاريع وتحديد مدة زمنية لها مقرونة بمعالجات وحلول في حال تواجدت إشكالية أو أزمة نتيجة العمل.

وخلال آخر ثلاثة مشاريع شهدتها المدينة، شهد مشروع الخط البحري ( خط الجسر ) الرابط بين مديريتي خورمكسر والمنصورة، ومشروع التواهي، ومشروع خط الحمراء الواصل بين مديريتي المعلا وخورمكسر تعثرا وبطئ في انجاز العمل. 

وعلل صندوق الطرق آنذاك أن تأخر إنجاز مشاريع الصندوق في خط الجسر وخط التواهي لانعدام مادة الاسفلت بسبب منع دخولها للبلاد منذ ثلاثة أشهر وصعوبة استيرادها من مملكة البحرين، حيث يتم حاليا معالجة مشكلة الاسفلت ومتابعة إجراءات استيراده من سلطنة عمان كحل بديل.

وبالنسبة لأسباب عرقلة إنجاز مشروع خط الحمراء انداك ارجع الصندوق الأمر بسبب عدم جاهزية الخدمات الاساسية مثل كابلات الكهرباء وأنابيب المياه والصرف الصحي وخطوط الاتصالات.

الأمر الذي أثار سخرية المواطنين من كيفية البدء في مشروع دون توفر كل الاحتياجات اللازمة لاكماله. 

*من يقف وراء تنفيذ المشاريع ؟

كل ما سبق ذكره يثير العديد من الاستفسارات والاسئلة، من يقف وراء المشاريع التي تصرف لها مناقصات بالمليارات تذهب منها مبالغ طائلة للملجس المحلي، هل تقف وراء هذه المشاريع جهات خاصة كهيئات ومنظمات المجتمع المدني الدولية التي تقوم بتقديم مبالغ طائلة من أجل القيام بهذه المشاريع الخاصة بالطرقات ،وهل يتم محاسبة الجهات المنفذة ومراقبة المبالغ التي تصرف خاصة وأن الأعمال الهشة تكشف أن الإصلاح لابد وان يتم بمبالغ ضئيلة عكس الأرقام الفلكية التي يتم التصريح بها لوسائل الإعلام والمناقصات المعلنة في الصحف، أو إن تلك المبالغ تؤخذ من ميزانية الدولة في وقت لو صرفت هذه الأموال في توفير الكهرباء للمدينة لكانت الفائدة عوضا عن ترقيع طرقات لا تلبث طويلا حتى تعود اسوأ مما سبق. 

وفي كل الأحوال تظل أشغال الطرقات ملف شائك تحوم حوله العديد من الاسئلة خاصة وأن الضرر الذي يعود على المواطنين منها اكبر من المنفعة.