الثلاثاء - 24 نوفمبر 2020 - 10:45 ص بتوقيت عدن
(عدن الغد)خاص:
تقرير يستقرئ موقف قيادة حزب الإصلاح من اتفاق الرياض..هل حانت لحظة قول الممنوع ؟! بشكل مفاجئ أعلن رئيس حزب الإصلاح في اليمن محمدعبدالله اليدومي موقفا واضحا وصريحا لحزبه من اتفافالرياض وتطبيقاته الأخيرة.وقال اليدومي في تغريدة له انه يرفض إعلان الحكومةقبل تطبيق الشق العسكري والأمني من الاتفاق.ظهر خلال الأيام الماضية رئيس الهيئة العليا لحزبالإصلاح محمد عبدالله اليدومي على مواقع التواصلالاجتماعي ملقيا عدة تغريدات سياسية أثارت ردود فعلكبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية بين منتقد ومرحبفي ظل أوضاع سياسية قاتمة توقفت عندها كل التحركاتالرامية لتنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة المرتقبةالتي بات ينتظرها الشارع اليمني بشيء من الأمل.جاءت تصريحات اليدومي عقب أيام قليلة على خروجه منالمملكة وتوجهه إلى مدينة اسطنبول التركية الأمر الذيرأى كثيرون أنه ربما يكون بداية لتحول كبير في سياسةالحزب الداخلية صوب قول الكثير من الممنوع حول قضايايمنية مختلفة.وبحسب مراقبين فقد دأب اليدومي على الظهور في الأوقاتالصعبة التي يعانيها حزبه من جهة أو تعانيها الحكومةالشرعية التي يشكل فيها الإصلاح حضورا قويا وذلكلمخاطبة جماهير حزبه الواسعة أو مخاطبة الرأي العاماليمني أو توجيه الرسائل للسياسيين ودول التحالف فيصورة تكشف مواقف الحزب الكبير من أهم القضايا التيتجري في الساحة أو التي تشغل الرأي العام. وفي الوقت التي منعت الحرب الدائرة في اليمن منذ سبعةأعوام الأحزاب من القيام بأنشطة سياسية أو اجتماعية،وحدت من حضورها في أوساط الجماهير، باتت وسائل التواصلالاجتماعي هي المنصة الرئيسية التي يخاطب فيها قادةالأحزاب أنصارهم في الداخل والخارج للحفاظ على تماسكهذه الأحزاب، وفي محاولة لإبقائها حية في مواجهة كلالتحديات التي تواجهها. ويواجه حزب الإصلاح تحديات كبيرة من الداخل والخارج،فالحزب يخوض معركتين ضد قوى مختلفة في الشمال والجنوب،في الوقت الذي ترى فيه دول التحالف ان الإصلاح يشكلخطورة بالغة بسبب انتمائه لحركة الإخوان المسلمين.ومؤخرا أفتت هيئة كبار العلماء في المملكة العربيةالسعودية بأن حزب الإصلاح المنتمي لحركة الإخوانالمسلمين يعتبر جماعة إرهابية لا تصح موالاته أوالانتماء إليه.ويرى كثيرون ان مثل هذه المواقف عمقت أزمة الحزببخصوص الكثير من القضايا السياسية على الأرض وعقدتعلاقته بالتحالف، وتحديدا المملكة العربية السعودية.الوقت كالسيففي تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر نشر رئيسالهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي مثلا متداولا فيالحياة العامة سرعان ما تحول لدى المتابعين إلى رسالةسياسية تستحق التعليق والرد، حيث قال اليدومي: “الوقتكالسيف إذا لم تقطعه قطعك”، وهي التغريدة التي أثارتردود فعل متنوعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيثاعتبرها البعض إشارة إلى قيادات الإصلاح المتواجدين فيالسعودية بأن عليهم مغادرتها قبل ان تقوم الأجهزةالأمنية بأي إجراءات ضد قيادات الحزب بعد صدور فتوىهيئة العلماء التي صنفت الحزب كحركة إرهابية يجبمقاطعتها والإبلاغ عن رموزها وعناصرها. كما أشار متابعون آخرون إلى ان اليدومي كان يقصد فيتغريدته توجيه رسائل للأطراف المتحاورة داخل الرياضيحثها على انجاز ما تبقى من بنود الاتفاق ومن ثمتشكيل حكومة المحاصصة المرتقبة، مشيرا إلى ان الوقتالذي يمر يعد وقتا ثمينا ينبغي استغلاله من جميعالأطراف لتحقيق أهداف الاتفاق الذي ترعاه المملكة. وفي المقابل علق نشطاء آخرون بالقول ان اليدومي رئيساكبر حزب سياسي في اليمن كان يخاطب القوات العسكريةفي أبين ويحثها على انجاز مهمتها في التوجه إلى عدنفي اقرب وقت، حيث يتهم سياسيون ونشطاء جنوبيون حزبالإصلاح بالمشاركة في حرب أبين ويتخذ من الحكومةالشرعية غطاء لتلك الحرب التي يقولون إنها تشن علىالجنوب بهدف احتلاله مرة أخرى.وعلق الناشط السياسي في الحراك الجنوبي والمقرب منالمجلس الانتقالي ياسر اليافعي على تغريدة اليدوميبالقول: توقعنا ان يتحدث اليدومي عن سقوط معسكر ماسومخاطر اقتراب الحوثي من مأرب لكنه أكد وبكل صراحةان حزبه من يعطل اتفاق الرياض وانه يسعى لإدخالقواته مجدداً إلى عدن تحت اسم تنفيذ الشق العسكريوالأمني بينما يرفض حزبه سحب قواته من شبوة وشقرةووادي حضرموت.وأضاف: سيفه سيكسر في الجنوب بعزيمة الرجال. ومن هنا يمكن ان نقرأ ان الأوضاع تتعقد أكثر فأكثرلاسيما في الجنوب، وأصبح البند المتعلق بالشق العسكريوالأمني في اتفاق الرياض محل خلاف وجدل كبيرين، ومؤخراأعلن حزب الإصلاح موقفه من هذا البند وهو موقف لايتسق مع موقف المجلس الانتقالي الذي يطالب أولا بتشكيلالحكومة وإعلانها ثم تنفيذ الشق العسكري والأمني، ويرىمراقبون ان ضغوطات السعودية لإعلان الحكومة قبل تنفيذالبند المذكور سوف يصطدم برفض الرئيس هادي .اتفاق الرياض وأعلن حزب الإصلاح، مؤخرا موقفه من اتفاق الرياض بعدصمت طويل استمر لمدة عام تقريبا، حيث أعلن الحزب علىلسان رئيس هيئته العليا محمد اليدومي ان نجاح اتفاقالرياض وتشكيل الحكومة مرهون بتنفيذ الشق العسكريوالأمني. وقال اليدومي ان عدم تطبيق الشق العسكري والأمني مناتفاق الرياض سيجعل خروج الحكومة الجديدة إلى النورامرا متعسرا. وأكد في منشور على صفحته بالفيس بوك انه وبعد أكثرمن عام على توقيع اتفاق الرياض بات الاتفاق يشهدمحاولة تقديم بنود مؤخرة وتأخير بنود كان يجب انتطبق فورا.. مشددا على ان عدم تنفيذ الشق العسكريسيمنع خروج الحكومة الجديدة إلى النور، قائلا ان مثلذلك لا يصب في مصلحة احد. ومن هنا يمكن لنا القول ان الإصلاح يقول رأيهبوضوح فيما يتعلق بتشكيل الحكومة وينظم إلى جانبالرئيس هادي الذي رفض منذ البداية إعلان الحكومة قبلتنفيذ الشق العسكري والأمني.حرص على الحكومة أم تحقيق مكاسب سياسية؟أثار رفض حزب الإصلاح تشكيل الحكومة قبل تطبيق الشقالأمني والعسكري ردود كثيرة حيث وجد معارضون للإصلاحان الحزب يسعى حثيثا لأجل تحقيق مكاسب سياسية يرى انالشرعية باعتباره احد ابرز عناصرها لن تحققها إلا فيحال تطبيق الشق العسكري والأمني.ويرى المعارضون ان قيادة الحزب تدرك ان الأطراف الأخرىالمعارضة وفي حال خسارتها لذراعها العسكرية لن تكونقادرة على تحقيق أي انجازات سياسية أو مكاسب علىالأرض.ويرى المؤيدون ان دعوة الإصلاح لتطبيق الشق الأمنيوالعسكري من الاتفاق هي دعوة في محلها حيث يرون انالاتفاق لن يكون له جدوى في حال ما ظلت التشكيلاتالأمنية والعسكرية على ما هي عليه. ويشكل الشق العسكري والأمني هاجسا للمجلس الانتقاليحيث ترى قيادات فيه ان تنفيذ الشق العسكري والأمنييعني إخراج قوات الانتقالي من عدن وإحلال قوات منالحرس الرئاسي تابعة للرئيس هادي بدلا عنها بالإضافةإلى دمج القوات وتوحيدها تحت إطار وزارة الداخلية، لذايرفض الانتقالي تنفيذ هذا البند ويطالب أولا بإعلانالحكومة التي سيحصل فيها على أربع حقائب وزارية منضمن 24 حقيبة تم توزيعها على المكونات المختلفة بنظامالمحاصصة. وفي تصريحات سابقة كشف الرئيس هادي عن مخاوفه منعدم تنفيذ الانتقالي للشق العسكري والأمني وهو الأمرالذي يجعله يربط إعلان الحكومة بتنفيذه بعد التوصللكافة الترتيبات الخاصة بتشكيل الحكومة وتعيين عناصرها،حيث أصبحت الحكومة جاهزة للإعلان في إي وقت ولكن بعدتنفيذ البند المذكور. ويرى مراقبون ان انضمام الإصلاح للرئيس هادي فيضرورة تنفيذ الشق العسكري والأمني قبل إعلان الحكومةهو بمثابة دعم وتقوية لموقف الرئيس فضلا عن موقفالمؤتمر الشعبي العام المتسق معهما والذي عبر عنه بندغر. وانتقد سياسيون موقف الإصلاح الأخير من اتفاق الرياض،مشيرين إلى ان الإصلاح قد يكون يخطط لدخول عدنمرة أخرى عبر تنفيذ الشق العسكري والأمني فضلا عن انموقفه هذا قد يمثل قطيعة مع المملكة العربية السعودية،حيث قال حسين لقور بن عيدان وهو كاتب سياسي مقربمن المجلس الانتقالي: “بعد وصول الزنداني إلى تركيا،وبعد أن كان محتميا من صفة الإرهاب الموصوم بهادوليا بالشرعية اليمنية المتواجدة في الرياض، وبعد كلاماليدومي في الأيام الأخيرة واعتراضه على تشكيل الحكومة،هل قطع الإخوان المسلمون اليمنيون شعرة معاوية بينهموبين التحالف والسعودية خصوصا؟”. ويواجه الإصلاح نقدا متواصلا من النشطاء الجنوبيينلاسيما المقربين من المجلس الانتقالي حيث يحملونه مسؤولية فشل إعلان الحكومة والحرب في أبين، وكل تحركتقوم به الحكومة اليمنية يرونه لا يصب في صالحهم.الإصلاح والمؤتمرالعلاقة السياسية العميقة بين حزبي الإصلاح والمؤتمر تعودإلى تسعينات القرن الماضي حينما تحالف الطرفان ليخوضاحرب صيف 1994 ضد الحزب الاشتراكي اليمني التي انتهتباجتياح جنوب اليمن.ومنذ العام 1999 بدت العلاقة بين الطرفين بالانفكاكوصولا إلى حالة التصادم في 2011.ورغم ذلك إلا ان دعوات التصالح بين الحزبين لاتزال قائمة.هناك دعوات باتت واضحة تدعو إلى عقد مصالحة بينالإصلاح والمؤتمر وانه ليس من مصلحة الحزبين التنافرفي ظل أوضاع خطيرة تهدد البلاد من كل اتجاه. ومؤخرا التقت مواقف سياسية بين حزبي الإصلاح والمؤتمرفي عدد من القضايا الأمر الذي قد يدفع الطرفين إلىالتصالح مجددا لمواجهة أطراف سياسية طارئة باتت تشكلتهديدا فعليا للحزبين. ويرى مراقبون ان تناغم مواقفاليدومي مؤخرا وبن دغر على سبيل المثال قد يدفعالطرفين للالتقاء سياسيا وصولا إلى تفاهمات كثيرة علىالساحة السياسية خصوصا مع المتغيرات السريعة الحاصلة. وفي هذا السياق يرى القيادي المؤتمري عادل الشجاع انهناك من يعمل على شيطنة حزب الإصلاح، وهناك من يعملعلى إخراج المؤتمر من صراع المواجهة مع الحوثي، وهذايجعل الصف الجمهوري يقف على مفترق طرق.لكن بعيدا عن ذلك يرى كثيرون ان أزمة الإصلاحوالمؤتمر أعمق من أن تردمها كتابات صحفية هنا وهناك،فالمؤتمر ذاته لم يعد حزبا واحدا بل تحول إلى أكثرمن خمسة أجنحة مؤخرا. وترى أطراف مؤتمرية ان الإصلاحهو الذي أضر بالمؤتمر خلال أحداث 2011. وقال الشجاع “علينا أن نتجاوز أزمة الثقة وألا نجعللخطاب “الدوشنة” الذي تقوده أطراف هنا وهناك مكانا فيخطابنا السياسي والإعلامي وأن نتجاوز الدهماء إلى قادةالرأي والفكر، فقد ضاق اليمنيون جميعا من هذا الصراعالذي أوصل اليمن إلى الانهيارات المتعددة وسيقضي، إذااستمر، على الحزبين، لأن هناك من يريد الخلاص منهما”.ما الذي يريده الإصلاح ؟ختاما أثار اليدومي بمواقفه السياسية الأخيرة الكثير منالجدل السياسي حول الكثير من القضايا لعل أبرزها اتفاقالرياض.الأمر الذي سيدفع الكثير من المراقبين لمتابعة الأحداثالأخيرة لفهم ما الذي تريده قيادات حزب الإصلاحتحديدا.