آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-11:26م

ملفات وتحقيقات


تحليل سياسي: هل ستشمل صفقة تبادل الأسرى الجديدة بين الحكومة والحوثين إطلاق سراح الصبيحي ورفاقه؟

الثلاثاء - 17 نوفمبر 2020 - 09:46 ص بتوقيت عدن

تحليل سياسي: هل ستشمل صفقة تبادل الأسرى الجديدة بين الحكومة والحوثين إطلاق سراح الصبيحي ورفاقه؟

(عدن الغد)خاص:

تحليل يناقش المشاورات الجارية لعقد جلسة مباحثات جديدة حول إطلاق الأسرى
بين الحكومة والحوثيين

إلى متى سيظل الأربعة الكبار في المعتقل.. ودون معرفة ظروف اعتقالهم؟

هل فشلت الدبلوماسية اليمنية في تحريك المجتمع الدولي والمنظمات الدولية
للضغط بإطلاقهم؟

هل سيتم إطلاق ناصر منصور هادي كما وعدت جماعة الحوثي.. وما هو السبب؟

هل سيعود الصبيحي ورجب وناصر منصور إلى عدن إذا ما تم إطلاقهم أم أنهم
سيغادرون البلاد للخارج؟


تحليل / باسم فضل الشعبي:

تتطلع الأوساط السياسية والشعبية في اليمن إلى أن تشمل العملية القادمة
من تبادل الأسرى في اليمن اطلاق سراح الأربعة الكبار وهم (محمود الصبيحي
وزير الدفاع السابق, وناصر منصور هادي شقيق الرئيس هادي ومسؤول جهاز
الأمن السياسي السابق في عدن, والقائد العسكري فيصل رجب، والسياسي  محمد
قحطان) حيث تضغط الحكومة اليمنية لإطلاق سراحهم لتحقيق صفقة سياسية في
عملية التبادل القادمة.

ويوم الخميس القادم 19 نوفمبر من العام الجاري ستشهد العاصمة الاردنية
عمان جولة مشاورات جديدة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي برعاية الأمم
المتحدة ومن المتوقع ان تفضي الى الاتفاق لتبادل اسرى بين الطرفين، وفي
الوقت الذي لم تكشف فيه المعلومات عن هوية الاسرى الذين سيتم اطلاقهم
قالت جماعة الحوثي على لسان مسؤول ملف الاسرى عبدالقادر المرتضى ان شقيق
الرئيس عبدربه منصور هادي سيكون من بين الاسرى الذين سيم اطلاقهم، ولم
تشر إلى اطلاق الثلاثة الآخرين الذين تطالب الحكومة والاوساط السياسية
والشعبية بإطلاقهم، الأمر الذي قد يعقد من سلاسة المشاورات الجديدة
واعاقة التوصل الى اتفاق نهائي.

ويرى مراقبون انه اذا تمكنت الحكومة اليمنية من النجاح بإطلاق الاربعة
الكبار فإن ذلك سيعد انتصارا سياسيا لها سيحسن من صورتها في الداخل
والخارج وسيمنحها ارادة جديدة للنجاح في ملفات اخرى عالقة.

وفي 15 و16 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أطلقت الحكومة وجماعة "الحوثي"
في اليمن، سراح 1056 أسيرا، في أكبر صفقة تبادل بين الطرفين منذ اندلاع
الحرب بينهما منتصف 2014.

ولا توجد احصائيات رسمية بعدد الاسرى عند طرفي الصراع، لكن معلومات تؤكد
ان عدد الاسرى قد يصل الى 15 الفا لدى الطرفين.

لماذا يحتفظ الحوثي بالأربعة الكبار؟

تدخل الحرب عامها السابع وما تزال جماعة الحوثي مصرة على تغييب الأربعة
الأسرى الكبار في سجونها رغم المناشدات الشعبية والدولية بإطلاقهم كما
انها تصر اصرارا كبيرا على عدم السماح لذويهم من زيارتهم فضلا عن منع عدد
من الحقوقيين والسياسيين  من زيارتهم بالسجن في وقت سابق.

هذا التغييب المتعمد دفع الكثيرين للتساؤل عن ما هو الهدف الذي تضمره
جماعة الحوثي من استمرار اعتقال الصبيحي ورفاقه كل هذه المدة وتمنع عنهم
الزيارات؟.

واذا كان هناك من يرى ان جماعة الحوثي تريد تحقيق صفقة كبيرة اذا ما قررت
اطلاق الأربعة الكبار فإن هناك من يرى ان احتفاظ الجماعة بهم طول هذه
المدة الهدف منه اضعاف الجيش اليمني الذي يقاتلها لاسيما فيما يتعلق
باللواء محمود الصبيحي واللواء فيصل رجب القياديين الكبيرين في الجيش
اليمني، ناهيك عن اضعاف السلطة الشرعية برمتها واظهارها في مظهر العاجز
الذي فقد الحيلة في اطلاق شخصيات مهمة على الصعيد العسكري والسياسي.

لقد فشلت كل محاولات الحكومة اليمنية من اطلاق الأربعة الكبار اذ لا يمثل
الاسرى الحوثيون لدى الحكومة وزنا كبيرا يجعل الجماعة ترضخ لمبادلتهم
بالصبيحي ورفاقه، الأمر الذي جعل الجماعة تستمر في اعتقالهم طوال هذه
الوقت الكبير دون ان يعلم احد عنهم وعن صحتهم أي شيء حيث ترفض الجماعة
تقديم معلومات عنهم حتى للبعثات والمنظمات الدولية التي طالبت بالكشف عن
ظروف اعتقالهم لكن الجماعة رفضت الافصاح عن ذلك في صورة تدل على بشاعتها
وصلفها.

ويرى مراقبون ان احتفاظ جماعة الحوثي بالصبيحي ورفاقه هو بمثابة ورقة
سياسية مهمة قد توظفها الجماعة لصالحها في اية حوارات سياسية قادمة مع
الحكومة اليمنية للحصول على مكاسب او تحقيق اهداف سياسية.

هل يطلق ناصر منصور؟

نشرت عدد من المواقع الاخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي عددا من الاخبار
والمعلومات عن اعتزام جماعة الحوثي اطلاق ناصر منصور هادي شقيق الرئيس
هادي والمغيب في سجون الجماعة منذ سبع سنوات.

حيث قال محمد علي الحوثي القيادي في اللجان الثورية على موقع التدوين
المصغر (تويتر) ان جماعته ترغب في اطلاق ناصر منصور في صفقة التبادل
القادمة، واكد هذه المعلومات رئيس لجنة شؤون الاسرى في الجماعة عبدالقادر
المرتضى في حديث تلفزيوني مع قناة العالم الإخبارية، حيث اشار الى رغبة
الجماعة في اطلاق ناصر منصور فقط مستثنيا الثلاثة الآخرين من الصفقة
القادمة مع الحكومة الشرعية المعترف بها.

وتساءل عدد من المراقبين: لماذا ناصر منصور فقط ؟ الأمر الذي جعل عددا من
الاجابات تتبادر الى الذهن ويمكن تخليصها في معطيين:

المعطى الأول: لربما يعاني اللواء ناصر منصور من مرض ما داخل السجن تسبب
في تدهور حالته الصحية الأمر الذي دفع الجماعة الحوثية لإعلان اطلاق
سراحه قبل ان يموت داخل السجن ويضع ذلك الجماعة في مأزق.

المعطى الثاني: يبدو ان الرئيس هادي لعب دورا كبيرا لصالح اطلاق اخيه من
المعتقل وقد تكون هناك تفاهمات سرية جرت مع الجماعة كما حدث مع نجل
اللواء علي محسن الأحمر الذي اطلقته الجماعة في صفقة تبادل سابقة مع
الجيش اليمني.

والسؤال الآن: هل ستفتح صفقة اطلاق ناصر منصور الأبواب أمام اطلاق رفاقه
الثلاثة أم انها ستغلق الباب دونهم؟. ومن هذه الزاوية يرى عدد من
المحللين ان اطلاق ناصر منصور ستكون مقدمة لإطلاق رفاقه ولكن في اوقات
متفاوتة وقد تكون متباعدة تستغل فيها الجماعة الحاجة لإطلاقهم لتحقيق
اختراقات في ملف الأسرى أو في الملف السياسي.

غير ان هناك من يحيل الموضوع للحالة الصحية للمعتقلين، فإذا ما كان
الصبيحي ورجب وقحطان في صحة جيدة فإن الجماعة سوف تؤجل اطلاقهم حتى تحين
الفرصة المناسبة لتحقيق مكاسب اكبر او استخدامهم كورقة لابتزاز الحكومة
الشرعية والمجتمع الدولي.

إلى اين سيعودون؟

اذا سلمنا بالأمر، بأن جماعة الحوثي قررت اطلاق الأربعة الكبار في الصفقة
الجديدة القادمة.. فالي اين سيعود الصبيحي ورجب وناصر منصور؟ هل سيعودون
إلى عدن ام انه سيتم الترتيب لهم للإقامة في الخارج؟.

سؤال في غاية الأهمية واذا ما افترضنا انهم سيعودون إلى عدن.. هل يمكن
القول ان الوضع تغير خصوصا من بعد العام 2015 وبرزت قوى جديدة في المشهد
واصبح هناك جو جديد غير الجو الذي كان عليه الأمر قبل 2015 وبالتالي
سيجدون صعوبة في عودتهم إلى اعمالهم السابقة او لن يساعدهم الوضع في
العودة للعب دور ما في المشهد السياسي بسبب التغييرات التي حدثت خلال
السنوات السبع الماضية.

لقد تغيرت الأوضاع في عدن تماما وبرزت قيادات جديدة، سواء على الصعيد
السياسي ام على الصعيد العسكري فضلا عن قيام القيادة السياسية بإحلال
قيادات اخرى محل الثلاثة المشار اليهم عبر قرارات جمهورية، الأمر الذي قد
يصعب من مهمتهم القادمة في حال تم اطلاق سراحهم.

ويرى مراقبون ان الصبيحي ورجب وناصر منصور سيعودون إلى منازلهم وإلى
اسرهم التي افتقدوها منذ سبعة اعوام ولن يكون في خلدهم العودة للحياة
العسكرية او السياسية خصوصا في ظل تقادم السن وغياب القيادة السياسية
والحكومة عن واقع الفعل على الأرض وبقاءها في الخارج.

غير أن هناك من يرى ان خروجهم من المعتقل سيكون مقدمة للخروج الى خارج
البلاد وقد يكون ذلك الى العاصمة السعودية الرياض حيث تقيم القيادة
السياسية لليمن لاسيما وان جماعة الحوثي اشارت في وقت سابق إلى انها اذا
اقدمت على اطلاق الصبيحي ورفاقه فإنها ستشترط عليهم مغادرة اليمن الى
الخارج.

لقد اصبحت عدن في يد المجلس الانتقالي، وهو احد مخرجات الحراك السلمي
الجنوبي، فهو من يدير العاصمة سياسيا ومدنيا وعسكريا، وهذا هو التغيير
الجديد الذي حدث بينما كان الثلاثة في السجن وخلال السنوات الماضية تراجع
الوضع في عدن كثيرا على الصعيد الخدمي والاقتصادي واصبحت هناك ازمات
عديدة يعاني منها المواطن ولم تتمكن الحكومة من الاستقرار في عدن للعمل
من الداخل لأسباب مختلفة الأمر الذي فاقم من الأزمات ودفع عدن إلى صراعات
مسلحة بين الانتقالي والحكومة، لكنهم الآن يتحاورون في الرياض لتشكيل
حكومة شراكة هي الأولى منذ ثلاثين عاما.

اما اللواء محمود الصبيحي فإن له قصة حزينة اخرى، فقد افتقد اثنين من
اولاده، توفاهم الله وهو في السجن، الأمر الذي سيكون له بالغ الأثر على
نفسه.

الضغط الدولي

لقد فشلت الحكومة اليمنية في الملفات الخارجية كلها بسبب ضعف الدبلوماسية
اليمنية، وهذا الفشل بدا واضحا في ملف الأسرى لاسيما الأربعة الكبار
الذين عجزت الحكومة عن تشكيل اصطفاف وضغط دولي لإطلاقهم على الرغم من
المناشدات الكبيرة السياسية والشعبية حيث لم تستغل الحكومة التحركات
الشعبية على الأرض لإقناع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بأهمية اطلاق
الصبيحي ورفاقه وقد مرت السنوات العجاف وهم في السجن ولم تتمكن الحكومة
حتى من معرفة ظروف اعتقالهم.

فهل يمكن للحكومة والقيادة السياسية الضغط مجددا لإطلاق الأربعة الكبار
ام انها ستظل تنتظر ما تتفضل به جماعة الحوثي؟.

ما يزال الوقت مواتيا للعمل السياسي والدبلوماسي امام الحكومة لقلب
الطاولة على جماعة الحوثي ودفعها لإطلاق الاسرى المذكورين، سواء أكان في
الصفقة القادمة، وهو الأفضل، أم في صفقة أخرى قادمة وقريبة يتم اعدادها
لإطلاق الأربعة الكبار الذين ينتظرهم الشارع اليمني بفارغ الصبر.