آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-05:11ص

أدب وثقافة


نكبة أم نبتة..؟

الأربعاء - 30 سبتمبر 2020 - 09:05 ص بتوقيت عدن

نكبة أم نبتة..؟

(عدن الغد) خاص:

 

لاأدري كيف نسيتُ أن يوم أمس يصادف ذكرى تخرجي الأولى!!.. يالإهمالي!!.. كيف لي أن أنتبه لذلك من منشورات دفعتي؟!. وكأني أتهرب منها كنكبةٍ لامفر منها وليست نبتة زرعتها بيدي وأنتظر ثمارها.
أخشى مواجهة نفسي، تأنيبها، التركيز على أحلامي المبعثرة كحاجبين بعد الوضوء.

آاااه..366 يومًا من البحث عن عمل ملائم في بلدٍ تحتضن أبناء حكامها ومسؤوليها فقط، 366 يومًا من الحيرة والشتات، 366 يومًا من الشوق للانهماك على ملازمٍ لاتغني ولاتسمن من جهل، 366 يومًا من الحسرة إثر صدماتي مع واقع سوق العمل والهوة العميقة التي تفصله عن إجمالي المخرجات.

خلال هذه الـ366 يومًا فكرتُ أن ألتحق بالصف الأول الثانوي من جديد ، وأن أحضر درجة الماجستير، وأن أتهرب نحو دولةٍ من دول الجوار، وأن أرعى مجموعة أغنام، وأن أزرع أرض جدي الجبلية الصماء، وأن أبتاع باصًا وأؤجره لسائقٍ ما، وأن أتخصص من جديد في قسم الصحافة - حلمي الذي لم يكتمل بعد- وأن أعمل مع منظمةٍ ما وأتعرف على شكل الدولار كيف يبدو ومارائحته.. ترى أهي مميزة كالألف اليمنية بطبعتها القديمة؟!..
فكرتُ أن أؤسس أسرة جديدة، وأن أغدو معدّة برامج متميزة، وأن أكتب سيناريو مسلسل ضخم لرمضان القادم، وأن أبدأ بكتابة عمل روائي خاص، وأن أمتلك كاميرا خاصة وأصور للقنوات، وأن أمتلك لابتوب متطور وأتعمق في عالم الجرافكس..
فكرتُ وفكرتُ ولم أنفذ شيئًا رغم أني فتاة منظمة ومخطّطة لحياتها جيدًا لكنها حالة طبيعية من الارتباك الخجول نمر بها عقب كل منعطف بحياتنا.
ماعلينا ..يكفيني فخرًا أنني حاولتُ تزييت المسامير المهترئة، وتشغيل عقلي..أليس كذلك؟! .

#خريجةوعام
#نشتي_نتوظف