آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-11:46ص

أخبار وتقارير


المضاربة.. صهاريج قديمة في مرمى الاندثار

الثلاثاء - 29 سبتمبر 2020 - 09:33 م بتوقيت عدن

المضاربة.. صهاريج قديمة في مرمى الاندثار

لحج (عدن الغد) خاص :

بمحاذاة جامع السروري التاريخي  الذي يرجع بناءه إلى العام510ه تربض صهاريج مائية قديمة في بلدة تربة أبو الاسرار أسفل جبل حواب أحد أشهر القمم الجبلية في مضاربة لحج ذات النطاق الجغرافية الأوسع على مستوى محافظة لحج  وتتكون الصهاريج الذي تختلف الروايات حول زمن  بناءها من ثلاث برك مائية كان يتم فيها تخزين مياه الأمطار التي تسيل من الجبل المطل عليها لتدريب الشباب على السباحة المائية والترويح على النفس لاسيما في مواسم الحرارة المرتفعة وتتفاوت مساحة الصهاريج المائية الثلاثة إحداها ذو مساحة كبيرة.

 كانت يسبح بها الكبار والشباب من خلال مساحة تقدر تقريبا 10 في12 متر بالاضافة لصهريج صغير مساحته 3في4 متر كانت يتم فيها تدريب الاطفال على السباحة من خلال وجود مدرجات يستطيع الاطفال النزول والصعود عبرها  كما يوجد صهريج ثالث ملاصق لهما مساحته متران في خمسه امتار تقريبا يستخدم لسقي وشرب الحيوانات وفق مايذكر مهتمون بهذا المباني الاثرية  التي يقال أن بناءها عقب بناء الجامع بفترة قصير ة خلال القرن الخامس من التقويم الهجري..

لعبت الصهاريج في تاريخها دورا مهما في تعليم الاطفال والشباب السباحة المائية ولاسيما خلال مواسم الأمطار  من خلال وجود ممر مائي تم بناءه لتعبئة تلك البرك من بعض من المياه التي تسيل من جبل حواب من أجل تدريب الشباب والترويح عليهم خلال فصل الصيف  بيد أن غياب الاهتمام ووعي المجتمع في العقد الأخير أضعف من درجة الاهتمام بهذه البرك المائية وعرضها لمخاطر التشققات والتصدعات في بعض جدرانها التي بدت في الظهور بالإضافة لصعوبة تعبئتها بالمياه لعدم وجود مشرفين على التدريب في تلك البرك الأثرية وهو الامر الذي حد من تعبئتها في السنوات الاخيرة خوفا عليهم من السقوط وبغياب التدريب للكثير من الشباب والاطفال تفاقمت أزمة الغرق للكثير من الشباب في برك الجبال المنتشرة لضعف المهارة وعدم الإدراك لخطورة السباحة من دون رؤية وتدريب.

في ذات الجانب يقول عبد اللطيف محمد وهو مؤرخ ومهتم للجانب التاريخي لهذه الصهاريج أن هذه الصهاريج والبرك المائية تم بناءها عقب بناء الجامع بفترة قصيرة للحاجة إليها مع وجود رباط آنذاك لتعليم الاطفال من مناطق مختلفة من تعز ولحج ووجود علماء من حضرموت وزبيد للقيام بالتعليم في الجامع التاريخي وفي ظل الازدحام الذي كان يعج به الجامع كانت الحاجة ماسة لبناء هذه الصهاريج  لكن تكن مقتصرة على البرك أو الصهاريج الثلاثة حيث كانت صهريج لكنه مسقوف من اعلى للشرب منه  وتابع أن الرواية التاريخية ليست دقيقة بزمن بناء هذه الصهاريج لكن تكاد تكاد تكون  بعد عقود قليلة من بناء الجامع وأضاف أن الصهاريج والتي تعد هي الاولى بهذه الشكل في الصبيحة تحتاج للفتة نظر لاعادة دورها من جديد وتفعيلها تقديرا لجهود وعرق الاباء الذين بذلو الجهود في سبيل إيجادها خدمة للمجتمع.

 في السياق ذاته يوضح أحمد محمد علي المنصوب أن غياب دور هذه الصهاريج في القيام بالمهام الذي أنشات من اجله في تعليم السباحة المائية ضاعفت من حجم الخطر والمخاطر بسبب العشوائية في ممارسة هذه الهواية والتي جعلت الضحايا من الغرق يتزايدون في السنوات الاخيرة  وتساءل المنصوب عن الجهل الذي يلف السلطات في المديرية من قيمة هذه المناظر الحية والشاهد على القيمة التي كان يحملها الاجيال السابقة في وضع الحلول من أجل تسيير نمط الحياة بماتخدم المجتمع وهي في ذات الوقت تعد حالة نادرة لاتكرر في الصبيحة عامة واستغرب مالمستفاد من عدم الاهتمام بهذه الرموز التاريخية التي عمرها مئات السنين التي توضح أن الحياة كانت تحمل فكرا راقيا للمجتمع لا كما يتصورها البعض أن كانت غوغائية ودون تفكير.

يبقى الامل قائما ومعقود في ظل ظهور مبادرات واعمال من إجل العمل سويا على الحفاظ على هذه المعالم وقيمتها وتاريخها  التليد وهي مبادرات تحتاج لجهد كبير  يلامس الواقع المزري لكنه في ظل تتابع مدراء في المديرية يجهلون قيمة هذه الماثر والرموز التاريخية تظهر  مدى الحاجة لتمكين قيادات شابة وواعية ومطلعة لقيادة دفة المديرية  بما يعمل على إخراجها للواقع الذي تستحقه.