آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-02:31م

ملفات وتحقيقات


في ظل اتساع زيادة الجريمة.. الأنفلات الأمني بأبين من خلفه .. وماهي دوافعه ؟

الثلاثاء - 29 سبتمبر 2020 - 04:47 م بتوقيت عدن

في ظل اتساع زيادة الجريمة.. الأنفلات الأمني بأبين من خلفه .. وماهي دوافعه ؟

(عدن الغد)خاص:

رصد  / الخضر عبدالله :

أينما تولي وجهتك في مديريات أبين تشاهد تدهور للوضع الأمني بشكل مخيف من ارتفاع مؤشر خطير جدا في انتشار الجريمة وبشكل ملفت.. في  مدن أبين  ويأتي ذلك لغياب الدور الأمني فيها وهذا ما جعل الجريمة تتصاعد تلو الأخر، وهذا ما ألقى وبقوة على حياة الساكنين وترويع السكينة وخصوصا في الفوضى الذي تشهدها المحافظة وعدم الاستقرار والقتل كل ذلك يدفع ثمنه المواطن البسيط الذي لا حول له ولا قوة، وهذا ما جعل المحافظة تنجر إلى مربع الترويع والقتل الغير قانوني في ظل غياب تام للجهات الأمنية ومؤسساتها، رغم ماتشاهده من انتشار كبير ومكثف للنقاط العسكرية في مداخل ومخارج مديريات المحافظة كل ذلك لم يمنع  الجرائم  في المحافظة.

امن لودر ..  يا قلب لا تحزن  

يقول مراقبون إن الانفلات الأمني ما يزال سيد الموقف في عاصمة المحافظة مديرياتها ، و المدنيين هم من يدفعوا ثمن هذا الوضع القائم ولودر انموذجاً لها ، حيث كان أخر ضحاياها  شاب يلقى  مصرعه  برصاص مسلحين مجهولين وبحسب الروايات التي ذكرها الأهالي  فإن مسلحين مجهولين اغتالوا الشاب أحمد محمد الحداد، في منطقة “الحضن”.غرب لودر.

وأشار الاهالي  إلى أن مواطنين عثروا على جثة الحداد (30 عاماً)، وهي مرمية بالقرب من منازل مهجورة في إحدى قرى “الحضن”.

لافتين إلى أن القتيل كان عائداً من جبل ثرة على متن دراجته النارية، قبل أن يغتاله مجهولون، ولم تُعرف دوافع العملية.

وفي نفس المديرية قبل اسبوع من هذا العدد   قتل شخصان، وأصيب أربعة آخرين، إثر اندلاع اشتباكات مسلحة بين أسرتين من آل السادة،   وسط سوق المدينة.

وقال اهالي التقت بهم الصحيفة  إن اشتباكات مسلحة دارت، الأسبوع الفائت  في الشارع الرئيسي، وسط مدينة لودر، بين مسلحين من أسرتين تنتميان لقبائل آل ( السادة ). 

وأوضح الأهالي ، أن الاشتباكات اندلعت بين الأسرتين، بعد مقتل أحد أبناء  القبيلتين ، على يد أحد أبناء  عمومتهم  قبل عام، ووفقاً لحديث الأهالي  فإن الاشتباكات أسفرت عن مقتل أحد أبناء عيدروس عمر، وإصابة هاشم قاسم السيد وولده، إضافة إلى مقتل شاب من أبناء المدينة يدعى عادل البصيلي، أثناء مروره على دراجته النارية، وإصابة شابين آخرين كانا متواجدين وسط السوق لحظة اندلاع الاشتباكات.

وعبّرت الأهالي  عن استيائها جراء الانفلات الأمني الذي تشهده محافظة أبين بشكل عام، ومديرية لودر بشكل خاص.

تهريب المشتقات النفطية إلى مناطق الحوثي

وعلى صعيد متصل اتهم سائقوا المركبات ملاك محطات وقود المشتقات النفطية بلودر بافتعال أزمة خانقة في المشتقات النفطية بهدف تعزيز السوق السوداء وتهريب مادتي الديزل والبترول إلى محافظة البيضاء التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي.ويقول سائق اجرة من لودر :" أين دور الجهات الأمنية والسلطة المحلية  بمنع مرور مادتي الديزل والبترول بطرق غير قانونية إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي بمحافظة البيضاء.

وتشير مصادر محلية بمدينة لودر إلى أنه وبالتزامن مع  تهريب الوقود  ظهرت سوق سوداء وبكميات كبيرة، وتبيع البترول بأسعار مضاعفة حيث وصل الجالون سعة 20 لتراً، الذي كان سعره 3300 ريال، إلى 8 آلاف ريال.

مؤكدة أن مادتي البترول والديزل  احياناً تنعدم تماما في المحطات، ولم يعد بالإمكان الحصول عليهما إلا بأسعار مضاعفة من السوق السوداء، المنتشرة في شوارع مدينة لودر ، بما في ذلك الطريق  الذي يمر فيه اغلب موظفوا  السلطة المحلية والأمنية

قتال على أرض

ومن  ناحية اخرى في مديرية مودية أدى خلاف على قطعة أرض   اسفر عنها سقوط جريحين   اصيبا  بجروح بالغة  أحدهما في حالة خطيرة وتم نقله إلى شبوة.ويعود  السبب في عدم  حل  خلافات  المواطنين المتنازعين على الأراضي الجهات القضائية والجهات الأمنية المنفذة. 

الصمت فيها أصبح رهيبا  

ويرى حقوقيون مدنيون ان الحديث عن  الانفلات الأمني بأبين  ومايحدث فيها من فوضى وفساد والمناشدة بانقاذها حديثا مملا لأن أبين لم تعد تعني شيء لا للدولة ولا لمن يسكنها الجميع تركها لتواجه مصيرها المجهول ولتحترق بنارها لوحدها ان فكروا كذلك فسحباتهم خاطئة لأنهم سوف يحترقوا بنارها وان فكروا ان مايحدث فيها عبارة عن افعال صبيانية لاتشكل خطراً.

غياب الدولة

ويرى أحد النشطاء الحقوقيين (  فضل  عدم ذكر اسمه ) أن الانفلات الأمني استفحل "جراء غياب الدولة، وانعدام الوعي الشعبي بأهمية وجودها، فانعدم الأمان، وصرنا نتوقع حدوث القتل في أي وقت ولأي شخص"، وناشد الحكومة "تحمل مسؤولياتها بعيداً عن المصالح الشخصية".

ويضيف :" وما  تشهده أبين من اختلالات أمنية وازدياد في معدل الجريمة  "نتيجة حتمية لعدم وجود الدولة وضعف ما تبقى من مؤسساتها المدنية والعسكرية، الأمر الذي ساعد على دخول جماعات متعددة تمارس القتل تحت لافتات متنوعة بعضها يستند إلى ثارات وأحقاد قديمة وحرابة.

وأشار إلى أن الوضع "يحتاج حلولا عملية بتفعيل دور السلطة المحلية والجهات الأمنية واضطلاعها بمهامها في توفير الأمن والقبض على القتلة وتقديمهم للعدالة، فكل حوادث القتل تقيَّد ضد مجهول، ولم نسمع أنه تم القبض على متهم بالقتل أو محاكمته، مما ينذر باستمرار عمليات القتل، لا سيما في ظل هشاشة الوضع الأمني والسياسي العام في البلاد".