آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-05:01ص

ملفات وتحقيقات


مشروع إسعافي لأهالي منطقة المرسابة بعدن للتخفيف من معاناة السيول

الأحد - 27 سبتمبر 2020 - 02:28 م بتوقيت عدن

مشروع إسعافي لأهالي منطقة المرسابة بعدن للتخفيف من معاناة السيول

(عدن الغد)خاص:

في حال تداول أي أخبار عن هطول أمطار أو منخفض جوي يرتعب أهالي عدن فهم يدركون ما يمكن أن يحدث لهم في حال جاء المطر أو حدثت سيول جارفة فهم في كل مرة يتجرعون أضرار كبيرة مادية ومعنوية وممتلكات يخسرونها وأرواح بسبب غياب تمام للحلول الاسعافية من قبل الجهات المعنية للحد من الكوارث قبل وقوعها.

ما حدث في عدن بالسيل الأخير الذي حل على المدينة كان كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى , فأعداد الضحايا التي كان أغلبهم من الأطفال جعل الناس تدرك خطورة المنخفضات الجوية في مدينة لا توجد بها أي عمليات طوارئ أو جهات ممكن أن تتدارك الخطر قبل وقوعه أو حتى انذار المواطنين بإخلاء منازلهم قبل أن تغرق ولا تجد من يعطيها طوق النجاة.

منطقة المرسابة بمديرية صيرة (كريتر) أحدى المناطق التي تضررت بنسبة 90% على مستوى المديرية بشكل عام بسبب موقعها المنخفض وانصباب مياه الأمطار من أعالي الجبال فيها ناهيك عن البناء العشوائي والمنازل التي زادت الطين بله وسدت مجرى السيول مما أدى إلى غرق المواطنين وخسارة ممتلكاتهم بل منازلهم.

تقرير/ دنيا حسين فرحان: 

منطقة المرسابة معاناة مع السيول وأهالي يستغيثون:

لن تغيب عن الذاكرة ما حل بعدن جراء السيول الأخيرة التي جاءت ولن تغيب تلك المشاهد المأساوية للأسر والأهالي وهم ينتشلون جثث أبنائهم من تحت الركام والأنقاض ومياه الأمطار التي غطت الأرصفة ودخلت للمنازل لتغرقها وتشرد أصحابها.

منطقة المرسابة كانت أحدى المناطق التي تجرعت ويلات هذه السيول فمياه الأمطار دمرت منازلهم وجعلتهم ينزحون لمديريات ومناطق أخرى أو فنادق تكفلت بها منظمات ومؤسسات بعد ما حلت الكارثة عن المنطقة التي أصبحت في كل مرة تعيش نفس المعاناة دون تحريك أي ساكن للجهات المعنية التي تكتفي فقط بتوجيه رسائل تحذيرية للمواطنين أو أخبار يتم تداولها عبر الصحف والمواقع الالكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعي من قدوم منخفض جوي دون أي حلول إسعافية أو تطبيق قانون الطوارئ أو عمل فرق إنقاذ لمساعدة المواطنين وقت وقوع الأمطار.

كم هي الأسر التي تركت منازلها في منطقة المرسابة وكم هي المنازل التي دمرت أو لحقت أضرار كبيرة فيها وكم هي الحسرات والمعاناة بسبب خسارة أرواح بشرية أو عفش المنزل أو أشياء مهمة ولا حياة لمن تنادي ولا حلول لأزمة المنطقة في كل مرة تحدث فيها سيول في عدن.

*يتحدث وديع أمان أحد سكان منطقة المرسابة في حقي القطيع بمديرية صيرة :

منطقة المرسابة هي أوطى منطقة في كريتر وهذه المنطقة سميت بهذا الاسم نتيجة ترسب المياه في بالذات مياه الأمطار التي تنزل من الجبال في منطقة شعب العيدروس ومن أعالي القطيع فتترسب مياه الأمطار , كان هناك 9 منافذ وشبكة تصريف مياه قديمة عملتها بريطانيا ونتيجة الزيادة في الكثافة السكانية والربط العشوائي لشبكة المجاري باتت هناك الكثير من خطوط المجاري تم ربطها بشبكة تصريف مياه الأمطار مما أدى إلى انسدادها وعامل الوقت أيضا وبدأنا نعاني من مشكلة ارتفاع منسوب المياه والدخول لمنازلنا خلال 25 سنة الماضية والجهات المعنية لم تقدم أي حلول جذرية.

*عندما ينتشر خبر منخفض جوي قادم نحن أهالي منطقة المرسابة نكون في حالة استنفار المطر بالنسبة لنا رعب وموت ويهطل علينا المطر بشكل كبير ودرجات ونقوم بنقل ما خف وزنه وغلى ثمنه من عفش وأدوات كهربائية أو مستلزمات منزل مهمة أو لأسطح المنازل والأدوار العلوية نتمنى أن تنتهي كل هذه المشاهد الصعبة وهذا الحال الصعب.

ومع الأسف تتكرر معاناتنا في كل مرة يأتي سيل على مدينة عدن فالمياه تفيض وتغطي أغلب البيوت في المنطقة وخسارتنا لا تعوض وكل منا من الأهالي تشردنا ونزحنا إلى الفنادق لأكثر من شهرين منازلنا تعرضت لمياه الأمطار ومجاري وقمامة وقمنا بإصلاحها بأنفسنا نحرق جدران المنزل بعدها نقوم بعمل معجون وطلاء وقدمت لنا تعويضات 400 ألف ريال.

نحن بحاجة لمشروع حقيقي من أجل إنقاذ المنطقة في حال حدوث أي سيول أو أمطار لا نشعر بالخوف والهلع بحاجة لأن تكون هناك مشاريع لمجرى السيول وتصريف مياه الأمطار دون حدوث أي كوارث على المنطقة والأهالي.

والأهم بحاجة لوقفة جادة من قبل الجهات المعنية من أجل حل مشكلتنا وانهائها من الجذور وهذا ليس بالأمر السهل إذا وضعت الدراسة الهندسية والفنية المناسبة ستنتهي المشكلة إلى الأبد. 

*مشروع لتصحيح مجرى السيول لمجموعة هائل سعيد أنعم بداية الأمل للمنطقة:

يوضع وديع أمان تفاصيل المشروع : هناك خطوة جميلة وانسانية قامت بها مجموعة هائل سعيد أنعم التجارية وهذا ليس بجديد عليها فهم كانوا السباقين في رفع مخلفات السيول بعد حدوث السيل وأول جهة وهي جمعية هائل سعيد الخيرية التي تواجدت على الساحة وساهمت بشكل كبير في مساعدة أهالي منطقة المرسابة عن طريق الشيولات والقلابات التي نظفت المنطق وفتح سدات المجاري الناتجة عن الطين.

هذا المشروع تقدمة مجموعة هائل سعيد بالتعاون والأستاذ رشاد هائل والتنفيذ من قبل المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بعدن  أيضا اشراف من قبل المهندس حسن سعيد والذي نوجه له الشكر الكبير لجهوده في هذا الجانب والعمل جاري فيه على قدم وساق وهو يمثل خط اسعافي خط بجانب الشبكة القديمة التي بنيت في عهد بريطانيا وسيتم ربطه إلى مضخة المجاري القديمة التي في نفس المنطقة بالمرسابة والتي كانت تصرف المجاري للبحر من قبل عام 2004م سيقومون بربط البيبات بهذا المشروع على أمل أن الأنابيب يستوعب مياه الأمطار وتصرفه للبحر.

جميع المعدات والآليات التي تستخدم والمهندسين تابعين لمؤسسة المياه ويشرف عليها مدير مؤسسة المياه مدير المجاري ورئيس قسم المجاري بمديرية صيرة وبعض المهندسين والمهندسات وحتى العمال من مؤسسة المياه أو من خارجها.

نأمل أن يتم إنجاز المشروع من أجل التخفيف من معاناة أهالي المرسابة ومنع وقوع كارثة أخرى في حال حدث منخفض جوي بشكل مفاجئ أو تم التصريح عنه من قبل , وأن يكون هناك مشروع آخر أكبر يستوعب المياه الغزيرة  النازلة من شعب العيدروس في طريق البنك المركزي خط أو قناة مائية ولكنه لم يبدأ إلى الآن وهو بتمويل من الحكومة اليابانية.

نتمنى أن تقام مثل هذه المشاريع في مناطق متفرقة في عدن من أجل تجنب وقوع الكوارث جراء السيول والأمطار حتى ينعم الأهالي بالأمان ويستمتعون بالمطر دون خوف من الخسائر وأن تقف الجهات المعنية صفا واحدا لدعم هذه المشاريع من أجل عدن وأهلها.

*أهالي منطقة المرسابة لا يريدون سوى أن يتم الالتفات لهم والعمل من أجل تخفيف معاناتهم ويأملون أن يتم القيام بهذا المشروع وتنفيذه بالشكل الصحيح لإنهاء العذاب والخوف الذي يمرون به في كل مرة يسمعون عن هطول الأمطار أو حدوث منخفض جوي ويناشدون القائمون على المشروع سرعة إنجازه وإعادة الأمل للمنطقة.