آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-01:50م

ملفات وتحقيقات


تقرير يبحث في خطوات المحافظ لملس لانتشال عدن من وضعها الحالي والدفع بعجلة التنمية

الأحد - 27 سبتمبر 2020 - 10:26 ص بتوقيت عدن

تقرير يبحث في خطوات المحافظ لملس لانتشال عدن من وضعها الحالي والدفع بعجلة التنمية

(عدن الغد)خاص:

لملس والحامدي في مهمة إزاحة التشكيلة الحاكمة والنهوض مجددا بعدن

كيف استقبل أهالي عدن خطوات التغيير التي يجريها المحافظ لملس؟

ما هي أسباب عدم تسلم اللواء الحامدي لمهامه في إدارة أمن عدن؟

ما موقف اللواء شلال من قرار إقالته.. ولماذا تأخرت عودة اللواء الحامدي؟

عدن.. مفترق طرق

تقرير/ جعفر عاتق:

يبذل محافظ محافظة عدن أحمد حامد لملس مساعيه لإحداث تغيير في التشكيلة
الحاكمة بالمحافظة رغم العراقيل الكثيرة التي تعترض طريقه.

وبدأ المحافظ لملس حراكه منذ أن وطئت قدماه أرض محافظة عدن عقب تعيينه في
منصب المحافظ وذلك ضمن خطوات تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة
اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية سعودية.

وفي أول خطوة للمحافظ لملس لتنفيذ خارطة الطريق لانتشال محافظة عدن، أصدر
حزمة قرارات أزاح خلالها جميع مديري مديريات المحافظة الثماني والتي لاقت
ارتياحا واسعا من قبل المواطنين بالمحافظة.

وجاء في القرار تكليف مديري عموم جدد لهذه المديريات، من وسط حياة عدن،
ولم يسبق أن تقلدوا مناصب هامة، كبادرة من المحافظ لملس لإحداث تغيير
شامل في التشكيلة الحاكمة بعدن عقب سنوات من تردي الخدمات وغياب التنمية
الحقيقية.

ردود فعل

وحصلت القرارات التي اصدرها المحافظ لملس بتغيير مديري المديريات بعدن
صدى واسعا وإشادة كبيرة من قبل النخب السياسية والصحفية والموطنين.

وأشاد رئيس تحرير صحيفة (عدن الغد) اليومية فتحي بن لزرق، بحزمة القرارات
التي أصدرها المحافظ، مؤكدا بأنها قرارات إيجابية وممتازة تصب في طريق
استعادة مؤسسات الدولة، وخروج منظومة الحرب التي سادت خلال السنوات الست
الماضية .

وأضاف بن لزرق: "التعيينات الإدارية الجديدة، هي كوادر متميزة ومشهود لها
بالكفاءة في أغلب المديريات"، لافتاً إلى أن "المواطن العدني ينتظر عودة
رجالات الدولة من الشخصيات المؤهلة لإدارة المؤسسات الحكومية، فخلال
السنوات الماضية أديرت هذه المؤسسات بشخوص الحرب ورجالات المقاومة، وفشلت
فشلاً ذريعاً، وكان الواجب أن تعود الدولة والمناصب الإدارية إلى
المسؤولين المتخصّصين وذوي الكفاءة".

واستدرك قائلا: "هذه التعيينات لا تعني كل شيء، لازلنا في أول الطريق،
وبحاجة إلى تغيير قادة الأمن في المديريات، وإزاحة كلّ من أتت بهم الحرب،
ومديرو عموم المديريات بحاجة للعمل والأداء الجيد بمنظومة أمنية صحيحة
وخالية من أي تدخلات أو ميليشيات، ومهما كانت الإجراءات جيدة، إلا أن
الوضع الاقتصادي والاضطراب السياسي سيلقيان بظلالهما على أداء المحافظ
والمديرين، لذا نحن بحاجة إلى تسوية سياسية شاملة وتنفيذ اتفاق الرياض،
واستبدال الحكومة الحالية بأخرى، وإيجاد حالة توافق سياسي بين كل
الأطراف، كما أننا بحاجة إلى وقف تدهور الاقتصاد والعملة، وسرعة صرف
المرتبات للموظفين المدنيين والعسكريين، وإلا فإن كل الإجراءات لا قيمة
لها في حال انهيار الصرف والخدمات".

التغيير لم يكن كافيا

ورغم ترحيب أهالي عدن الواسع بقرارات المحافظ لملس والتي شملت تغيير كافة
مديري المديريات إلا أن المواطنين طالبوا بأن تشمل التغييرات كافة
المرافق الخدمية في عدن وكذا إزاحة الفريق الكبير من وكلاء المحافظة.

وقال مواطنون من عدن إن المرافق الخدمية في المحافظة تتطلب تغييرا شاملا
وإزاحة لرؤوس الفساد المسيطرة على تلك المرافق منذ فترة زمنية طويلة.

وطالب المواطنون بتغييرات شاملة في المنشآت الخدمية كالكهرباء وصندوق
النظافة وغيرها مثلما حدث في مؤسسة المياه والصرف الصحي.

وكان المحافظ لملس قد أصدر قرارا بتكليف مدير جديد للمؤسسة المحلية
للمياه والصرف الصحي في عدن.

ونص القرار على تكلّيف المهندس محمد عبدالله باخبيرة مديرا عاما للمؤسسة
المحلية للمياه والصرف الصحي بعدن بديلا عن المدير السابق المهندس فتحي
السقاف.

وبعد أيام من القرارات قام المحافظ لملس بزيارة تفقدية بشكل مفاجئ إلى
مستشفى 22 مايو بمديرية المنصورة حيث اطلع على الخدمات التي يقدمها
المستشفى.

وعقب تلك الزيارة أوقف محافظ عدن احمد لملس مدير المستشفى وأحاله إلى
التحقيق وذلك بسبب حالة الإهمال التي يعاني منها المستشفى.

وقوبل القرار بارتياح شعبي واسع النطاق في عدن فيما طلب الأهالي من
المحافظ لملس زيارة باقي المرافق الخدمية ليتأكد من الإهمال والتقاعس
والتسيب الذي تعيش فيه.

الأمن أولا

وفي السياق ذاته يرى أهالي عدن أن التغييرات التي يحاول المحافظ لملس
إحداثها في المحافظة يجب أن تترافق مع هيكلة شاملة للقوات الأمنية بوجود
مدير الأمن المعين حديثا اللواء أحمد محمد الحامدي.

وتتولى الملف الأمني في عدن عدة تشكيلات من الوحدات الأمنية المختلفة
مكونة من آلاف الجنود تتقاسم السيطرة على المدينة فيما لا توجد بينها
غرفة عمليات مشتركة مما أدى إلى عدم ضبط الجانب الأمني وغياب الفاعلية عن
تلك الأجهزة.

وعلى الرغم من مرور حوالي شهرين على صدور قرار الرئيس هادي بتعيين اللواء
الحامدي مدير عاما لشرطة محافظة عدن إلا أن إجراءات الاستلام والتسليم
بين المدير السابق اللواء شلال شائع والمدير الجديد اللواء الحامدي لم
تتم حتى الآن.

ولم يصدر أي توضيح من جانب التحالف العربي أو الحكومة الشرعية عن سبب عدم
مباشرة اللواء الحامدي لمهامه كمدير لأمن عدن.

ويواصل اللواء الحامدي التزام الصمت والابتعاد عن التصريحات الإعلامية
والظهور العلني والذي كان لمرة واحدة في لقاء رئيس الوزراء الدكتور معين
عبدالملك برفقة محافظ عدن أحمد حامد لملس.

من جانب آخر لا يبدو أن اللواء شلال شائع المقال من إدارة أمن عدن يمانع
بشكل تام تسليم منصبه والقبول بالقرار الصادر عن الرئيس هادي وفقا لاتفاق
الرياض الموقع برعاية سعودية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي
الجنوبي.

وأشار صحفي مقرب من المجلس الانتقالي الجنوبي إلى ان اللواء شلال علي
شايع مدير امن عدن السابق على تواصل مع مدير الامن الجديد اللواء أحمد
محمد الحامدي، ويرحب به في أي وقت لتسليمه ملف الأمن.

وقال الصحفي صلاح بن لغبر في تغريدة نشرها على حسابه بتويتر: "تحدثت مع
اللواء شلال علي شائع وأكد لي انه على عهده مع اتفاق الرياض وآليته وانه
على تواصل مع مدير الامن الجديد ويرحب به في اي وقت لتسليمه ملف الامن
باستلام وتسليم بحسب القانون في العاصمة عدن وانه مستعد للعودة الى عدن
حالا للتسليم اذا اراد من يشرف على اتفاق الرياض ذلك".

من جانبه عزا الصحفي صلاح السقلدي سبب تعثر تسلم مدير أمن عدن الجديد
اللواء الحامدي مهامه الى عملية احتجاز مدير الأمن السابق شلال علي شايع
في الإمارات ومنعه من العودة الى عدن ليسلم ما بعهدته.

وقال السقلدي في سلسلة تغريدات على تويتر أن هذا حال دون تسلم الحامدي
لمهامه، فتذرع شلال بالحضور لعملية التسليم والاستلام له ما يبرره، بحسب
السقلدي، حتى لا تقع عملية اختلاسات فيما بعد باسمه.

مضيفا: وحتى لو كان شلال يريد بذلك الإفلات من الاحتجاز فمن حقه العودة
اصلاً ومن المعيب احتجازه هو وغيره من القيادات الأمنية والسياسية
الجنوبية في السعودية والإمارات، فالاحتجاز، بحسب السقلدي، أمر مشين مخزٍ
للجميع.

وفي ذات السياق قال الصحفي عبدالرحمن أنيس إن على اللواء أحمد الحامدي
مباشرة مهامه كمدير لأمن عدن أو تقديم استقالته.

وقال أنيس في منشور على صفحته بموقع فيسبوك: مدير أمن عدن الجديد اما
يباشر مهامه او يقدم استقالته.

وأضاف: ان يرضى على نفسه بعدم مباشرة مهامه رغم مرور اشهر على تعيينه يدل
انه لا يحترم ذاته ومكانته ووظيفته.

اتهامات

واتهمت الحكومة الشرعية اليمنية المجلس الانتقالي الجنوبي بعرقلة تنفيذ
اتفاق الرياض الموقع بينهما.

وأكد وزير الخارجية اليمني في الحكومة الشرعية محمد الحضرمي ان الحكومة
نفذت ما عليها وفقا لآلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض بما في ذلك تعيين
المحافظ ومدير الأمن في العاصمة عدن.

وقال الحضرمي في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: على المجلس
الانتقالي أن يحترم التزاماته ويكف عن العرقلة، ويقوم بإخراج وحداته
العسكرية من عدن وتمكين مدير الأمن الجديد من أداء مهامه دون مماطلة، وفق
تعبيره.