آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-02:47م

ملفات وتحقيقات


لماذا انسحب الخامري من الاجتماع مهدداً باللجوء إلى السلاح ورفض الاستماع إلى محاسبته ؟

السبت - 26 سبتمبر 2020 - 02:31 م بتوقيت عدن

لماذا انسحب الخامري من الاجتماع مهدداً باللجوء إلى السلاح ورفض الاستماع إلى محاسبته ؟

(عدن الغد)خاص:

"عدن الغد " تنفرد بنشر مذكرات ( ذاكرة وطن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 1967-1990) للرئيس علي ناصر محمد : الحلقة (    الثاني والعشرون     )

متابعة وترتيب / الخضر عبدالله :

تنفرد ( عدن الغد ) بصحيفتها الورقية وموقعها اللالكتروني بنشر أبرز وأهم المذكرات االتي سبق لــ" عدن الغد " أن قامت بنشر ها ( ذاكرة وطن - والطريق إلى عدن - القطار .. رحلة إلى الغرب- وعدن التاريخ والحضارة  ) للرئيس علي ناصر محمد .

وفي هذه المرة ستقوم " عدن الغد " بنشر مذكرات جديدة من حياته ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 1967-1990 ) .

وتعد هذه المذكرات الجزء الخامس  من محطات وتاريخ الرئيس الأسبق علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية .

حيث يذكر لنا في مذكراته  عن  وقائع وأحداث وتغيرات  المت  بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من عام (67- 90م )  حيث يقول الرئيس ناصر :" لا شك في أنّ قارئ هذه المذكرات سيجد نفسه مشدوداً إلى الماضي ومستغرقاً فيه، وربما تولّد لديه انطباع قوي بأنّ تجربة اليمن الديمقراطية لم تكن سوى صراعات عنيفة من أجل السلطة أو في سبيلها، وأنّ صفحات هذه التجربة لا تحمل ما يمكن الاعتزاز به، فضلاً عن أنْ ليس في تقديمها ما يمكن الاستفادة منه والتعويل عليه أو التفاؤل به... بقية التفاصيل من المذكرات  نسردها في أثناء السطور  وإليكم  ما جاء فيها ..
 
استبدال العيون الخضر والزرق بالعيون السود

ما زلنا في عرض  مذكرات الرئيس الأسبق علي ناصر محمد  حيث يروي لنا في هذا العدد  عن انسحاب الخامري من الاجتماع  وكيف طالبت بعض القيادات بتطهير  الجيش والجهاز الإداري حيث قال مستردكاً :" انسحب الخامري من الاجتماع، مهدداً باللجوء إلى السلاح، ورفض الاستماع إلى محاسبته، بحجة أنه لا يستطيع ضبط أعصابه. وكان مقاله ومقال عبد الله أحمد الوصابي  (1)وغيرهما من المقالات التي نُشرت في جريدة " (* )لثوري" تتحدث بطريقة استفزازية عن استبدال أصحاب العيون الزرق والخضر، في إشارة إلى الإنكليز، بأصحاب العيون السود، في إشارة إلى الجيش العربي، ما أزّم الموقف داخل القيادة وبين القيادة والجيش، حيث كانت بعض القيادات المتطرفة تطالب بتطهير الجيش وتطهير الجهاز الإداري وتأميم الزراعة وقيام الميليشيا الشعبية والمجالس الشعبية.

ويضيف في حديثه :" إنّ مسألة التنظيم، كما أرى، مسألة معقَّدة وشائكة مثلما هي الثورة. وإنّ التزام الإنسان نظاماً معيَّناً من السلوك والتفكير والمواقف أمر في غاية الصعوبة. ولعلي ازددتُ قناعةً بعد سنوات العمل الطويلة في مختلف مستويات المسؤولية، بأنّ العامل الذاتي لدى المرء، وأعني تحديداً الاستعداد الخاص الكامن في ذات الإنسان، يؤدي دوراً كبيراً في صياغة الشخصية المؤهلة للعمل التنظيمي القيادي، ثم يأتي عامل المعرفة والتأهيل والذكاء وسواها من العوامل المكملة.
ومن تجربتي أيضاً، أنَّ كثيراً ممن ذكرتهم وممّن لم أذكرهم ممّن كانوا مندفعين بالإخلاص للثورة، لم يكونوا مدركين بما يكفي لتعقيدات الواقع. لكنهم بعد ذلك طوروا مداركهم ومواقفهم مع اكتسابهم خبرات ومعارف جديدة، وقد عمل الأخ عبد الله الخامري ضمن الحكومة التي كنتُ رئيسها وزيراً للدولة، وأبدى نضجاً وكفاءة عاليتين. وهذا أسجله هنا شهادةً للتاريخ.

المؤتمر العام الرابع للجبهة... إلى أين؟

ويسترسل بالققول :" شكلت القيادة العامة للجبهة لجنة تحضيرية للإعداد للمؤتمر العام الرابع، قوامها: فيصل عبد اللطيف، عبد الفتاح إسماعيل، علي صالح عباد، وعبد الله الخامري. وهذا يعني نقل أجواء الخلافات داخل القيادة إلى اللجنة التحضيرية، ما يؤثر في سلامة الإعداد للمؤتمر، وفي احترام معايير انتخاب المندوبين وإعداد الوثائق المناسبة والكفيلة بنجاح المؤتمر.
وضعت القيادة العامة اللجنة التحضيرية أمام مهمات محددة تتمثل بالضوابط الآتية:
1. يجب أن يشارك في المؤتمر مجمل قيادات التنظيم للجبهة، وأن تبدأ الاجتماعات في المناطق، وتسبق المؤتمر اجتماعات موسَّعة للمراتب المسؤولة في كل منطقة.
2. تضمّ الاجتماعات الموسَّعة على الأقل شعبة المنطقة وممثلين عن الروابط، أو شعبة المنطقة والرابطة في بعض القطاعات التي ليس فيها روابط كثيرة.
3. يمكن اختيار أحسن العناصر القياديين، حيث يمكن أن ترفع المناطق آراء أولية في القضايا الكبرى التي ستُطرَح في المؤتمر حتى يتسنى لها المشاركة والإسهام في توفير أجواء صحية أمام أعمال المؤتمر.
4. أن يكون للتمثيل في المؤتمر شروطه التنظيمية، وأهمها "أن يمتلك المرشحون ثقة القواعد وثقة المراتب المسؤولة الأعلى"، ومن خلال الاجتماعات الموسَّعة يُختار المندوبون إلى المؤتمر.
5. على المراتب التنظيمية أن ترفع تقاريرها الشاملة عن الأوضاع التنظيمية والسياسية والمالية في فترة لا تتعدى أواخر كانون الثاني/ يناير 1968م، حتى تتمكن اللجنة التحضيرية من الاستفادة من التقارير في إعداد الدراسات التي ستقدمها إلى المؤتمر.
إلّا أنّ ما جرى في الواقع كان مخالفاً لهذه الضوابط، بل إنّ اللجنة التحضيرية نفسها لم تجتمع، ولو مرة واحدة، لمتابعة التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر، ولم تستغرق تلك التحضيرات العشوائية أكثر من ستة أسابيع، فيما ضاعت مقاييس الانتداب للمؤتمر، فحضره كثير ممن لا تتوافر فيهم شروط عضوية المؤتمر (كانوا يتمتعون بصفة مراقب)، ولكنّ تأثيرهم داخل المؤتمر لم يكن يقلّ عن تأثير الأعضاء الأصيلين. وفي غضون مرحلة الإعداد، غادر عبد الفتاح إسماعيل إلى القاهرة لغرض العلاج، وقد كان غيابه بمنزلة رصاصة الرحمة على اللجنة التحضيرية الرسمية التي شكلتها القيادة، ففتح الطريق أمام لجنة بديلة ليست مفوضة من القيادة، بل من نفسها، على رأسها نايف حواتمة (3)، وفي قوامها سلطان أحمد عمر، وعبد الله الأشطل، وعبد الله الخامري، وعلي صالح عباد، فأعدّت الوثائق والتقارير الخاصة بالمؤتمر دون العودة إلى القيادة، وهو التقرير الذي تلاه فيما بعد علي صالح عباد، وأعدّت أيضاً البرنامج الموسوم بـ"برنامج التحرر الوطني الديمقراطي الشعبي" وملاحقه الخمسة:
- الخطوط العريضة لأشكال الدولة الجديدة.
- تطور الإدارة ضمن أفق ديمقراطي ثوري اشتراكي.
- المجالس الشعبية وكيفية تشكيلها.
- الميليشيا الشعبية.
- مرسوم حلّ المسألة الزراعية.
بالإضافة إلى وثيقة مهمة عن الأوضاع العامة ووجهة نظر قدّمها عبد الملك إسماعيل عضو القيادة العامة. ( للحديث بقية ).