آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-01:11ص

ملفات وتحقيقات


(تقرير).. هل تصبح وفاة (الصبيحي) قضية (رأي عام) أم يطويها التهميش والنسيان؟!

الأحد - 20 سبتمبر 2020 - 10:01 ص بتوقيت عدن

(تقرير).. هل تصبح وفاة (الصبيحي) قضية (رأي عام) أم يطويها التهميش والنسيان؟!

(عدن الغد)خاص:

بيان القيادة الميدانية: نحمل الحكومة كامل المسؤولية

سعادين: هل يتحول استشهاد الصبيحي إلى ثورة ؟!

المسني: التحالف هو القادر على إرغام الحكومة لدفع الرواتب!

شطارة: وضع الناس لا يحتمل.. وللصبر حدود!

العلمي: حمى سماءها فخرا ومات على أرضها قهرا!

هيثم: تهميش الجنوبيين منذ 1994 وليس من اليوم!

النسي: نحذر من تجاهل مطالب العسكريين الجنوبيين

قضية رأي عام!

تقرير يرصد ردود أفعال السياسيين والصحفيين والعسكريين إثر حادثة وفاة
العقيد طيار/ عبدالعزيز الصبيحي..

هل تصبح وفاة (الصبيحي) قضية (رأي عام) أم يطويها التهميش والنسيان؟!

تقرير / محمد حسين الدباء:

"تموت الأسد في المخيمات جوعا.. ومال الدعم تأكله الكلابُ".. توفي الخميس
الماضي العقيد طيار عبدالعزيز الصبيحي الملقب بـ(الدامر) في مخيم اعتصام
منتسبي الجيش والأمن الجنوبي بعدن إثر إصابته بنوبة قلبية ألمت به جراء
القهر والمعاناة وعدم قدرته على العلاج، ففي ذات مساء وهو عند أحد
الأطباء بعدما كشف عن حالته قال له: "ضروري تعمل قسطرة تشخيصية". فكان
رده: "من فين لي 350 ألف تكاليف القسطرة، وأنا ما قدرت أدبر حق قطمة رز
لبيتي".. بهذه الكلمات التي تعكس حاله وحال منتسبي الجيش والأمن الجنوبي.

وأثارت حادثة وفاة العقيد طيار/ عبدالعزيز الصبيحي تعاطفا كبيرا، وردود
أفعال تتحدث بألم وحسرة عن الوضع الذي وصل إليه الشهيد ومن كانوا بالأمس
أساسا في بناء المؤسستين العسكرية والأمنية في الجنوب، حيث دعا سياسيون
وصحفيون إلى تناول هذه الحادثة وجعلها قضية رأي عام، تثير مظالم منتسبي
الجيش والأمن الجنوبي، وكل المظلومين، والتحرك الفعال من أجل إنهاء
معاناة هؤلاء.

البيان يحمل الحكومة كامل المسؤولية

أصدرت القيادة الميدانية للهيئة العسكرية العليا والاعتصام بيان نعي،
وقالت فيه: "لقد رحل الفقيد عبدالعزيز (الدامر)- رحمة الله عليه - بعد أن
قضى ما يقارب 75 يوما معتصما مع زملائه في مخيم الاعتصام الحقوقي العام
أمام مقر قيادة قوات التحالف والذي دعت إليه وتنظمه وتنفذه الهيئة
العسكرية العليا".

وأضافت "أننا في القيادة الميدانية للهيئة العسكرية العليا والاعتصام
نؤكد بأن حكومة الفساد تتحمل كامل المسؤولية في وفاة الكثيرين قهرا بسبب
حرمانهم من حقوقهم المشروعة ظلما وعدوانا وتعسفا".

وقالت: "وبهذا المصاب الجلل والأليم نتوجه بخالص التعازي والمواساة لأسرة
وأهل وذوي الفقيد عبدالعزيز الصبيحي (الدامر)، سائلين الله أن يتغمده
بواسع رحمته وغاياته ويسكنه فسيح جناته ويلهم الجميع الصبر والسلوان".

رفيق الشهيد: أين ضمير التحالف؟!

ومن جانبه كتب عبدالسلام بن سعادين، وهو أحد رفقاء الفقيد الصبيحي عن
حالة الفقيد المعيشية الصعبة قائلا: "حالة الصبيحي كحال كثير من كوادر
الجيش والأمن الذين تم توقيف رواتبهم، ولا يستطيعون تلبية متطلبات الأسرة
من الضروريات من مأكل ومشرب"، متسائلا: "ما بعد وفاة العقيد طيار
الصبيحي؟!.. وهل باستشهاده يصحو ضمير التحالف والجهات المختصة؟! وهل
باستشهاده يكون علامة تحول لمنتسبي الجيش والأمن من الصبر المهين والتحول
إلى غضب وثورة تتفجر ضد من يتسبب بكل تلك المعاناة؟!.. وهل باستشهاده
يتحرك المتخاذلون من منتسبي الجيش والأمن وينضمون إلى إخوانهم
المعتصمين"؟!.
دعوة للتحالف والحكومة

وجهت المستشارة القانونية مسك المسني، دعوة للتحالف والحكومة بدفع
المرتبات، ما لم فهي تتحمل دم عبدالعزيز، وقالت: "استخدام سلاح المرتبات
والحرمان التعسفي وامتهان كرامة الإنسان من قبل حكومة الشرعية أفضت إلى
وفاة العقيد طيار عبدالعزيز الصبيحي- رحمه الله عليه- أمام مقر التحالف..
يموتون غرباء في أوطانهم وهم الفئه التي دافعت عن أرض الجنوب، وللشهر
الرابع على التوالي لايزال المعتصمون أمام بوابه التحالف يلتحفون الشمس
والعراء بعد أن أغلقت كل الأبواب أمام مطالبهم المشروعة في نيل واستحقاق
رواتبهم الشهرية".

وأضافت "نتمنى من التحالف، وهو القادر على ارغام الحكومة، دفع الرواتب
المتأخرة، ما لم فدم العقيد الصبيحي وغيره في رقابكم إلى يوم الدين".

خبر صادم.. وللصبر حدود!

وعلق العقيد عبدالعزيز المنصوري، على وفاة رفيقه عبدالعزيز الصبيحي، وقال
: "كم صدمني هذا الخبر المحزن، (وفاة العقيد طيار عبدالعزيز الصبيحي
(الدامر) في مخيم الجيش الجنوبي بعد إصابته بنوبة قلبية ألمت به جراء
القهر والمعاناة وعدم القدرة على العلاج".

وأضاف: "الله يرحم اخي وصديقي وزميلي ورفيق مرحلة الشباب، كان نعم الاخ
والصديق المحبوب من جميع زملائه، أسأل الله سبحانه ان يغفر له وان يرحمه
وان يسكنه فسيح جناته وان يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان، ولا حول ولا
قوه الا بالله".

بدوره علق عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة على وفاة
العقيد الركن طيار عبدالعزيز الصبيحي قائلا: "هل سيهتز لمسؤولي الشرعية
رمش، أو سيتحرك لها ضمير بعد وفاة العقيد الركن طيار (الدامر)، وهو معتصم
في خيمته أمام مقر قوات التحالف بعدن"، مشيرا إلى أن "وضع الناس لا يطاق
خدميا ومعيشيا بسبب شرعية تستخدم الخدمات والمرتبات أوراقا لتصفية حسابات
سياسية"، مهددا: "لصبر الناس حدود".

رحيل موجع

وكتبت الصحفية فردوس العلمي، عبر حسابها على فيسبوك تعليقا على الحادثة
تحت عنوان (ما أوجع الرحيل)، وقالت: "حمى سماءها فخرا ومات على أرضها
قهرا، إنه العقيد طيار عبدالعزيز الصبيحي (الدامر)، من رحل بصمت بعد أن
صال وجال في سماء الوطن، يحميها من المعتدين وكان لها الحارس الأمين،
فمات على أرضها قهراً أمام بوابة التحالف بعد اكثر من 75 يوما من
الاعتصام دون أن يستجاب لهم".

وأضافت "ما أوجع الرحيل على بوابة الغرباء تستجدي حقا من حقوقك وانت في
أرضك وعلى تراب وطنك.. ما أوجع الرحيل حين تشعر بالإذلال والمهانة وانت
في أرضك ووطنك.. ما أوجع رحيل قادة كانت تهابهم الأسود وتجاهلهم الجميع".

وأردفت "رحل العقيد طيار عبدالعزيز بعد أن غرس هو وزملاؤه العسكريون
المعتصمون ثلاث شجيرات بمخيم الاعتصام، أسموا الشجرة الأولى شجرة
الاعتصام، والثانية شجرة الصمود، والثالثة شجرة التصالح والتسامح.. زرع
الأمل والتسامح والصمود وأكد على أهمية الاعتصام ورحل.. ما أوجع الرحيل
قهراً".

دعوة للتحرك وإنهاء المعاناة

وأطلق الصحفي علاء عادل حنش، دعوة للتحرك وإنهاء معاناة منتسبي الجيش
والأمن الجنوبي، لاسيما وقد وصل الأمر إلى الوفاة في مخيمات الاعتصام دون
استجابة، حيث إن استمرار الصمت سوف يولد كارثة.

وقال علاء: "أن يصل بنا الحال إلى أن يتوفى عقيد طيار، وكادر من كوادر
الجنوب العسكرية، إثر نوبة قلبية في مخيم الاعتصام الخاص بمنتسبي الجيش
والأمن الجنوبي أمام مقر (التحالف العربي) بعدن والذي خرج إليه ليُطالب
براتبه الذي كفله له القانون والدستور، فهذا أمر مخجل للغاية، وهي وصمة
سوداء في جباهنا".

واضاف "إن عدم التحرك حيال معاناة العسكريين الجنوبيين، وكافة أفراد جيش
الجنوب، والموظفين والمعلمين، إثر انقطاع مرتباتهم لأشهر عديدة، وإنهاء
تلك المعاناة، سيوّلد كارثة كبيرة، وسيجعل الناس يفكرون بكيفية توفير قوت
يومهم بأي طريقة كانت، والحليم تكفيه الإشارة".

تهميش الجنوبيين!

وعلق المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي المهندس نزار هيثم مؤكدا
أن "عملية تهميش واقصاء المقاتل الجنوبي من قبل منظومة الشمال مستمرة منذ
عام 1994 وحتى اليوم".

وقال هيثم في تغريدة له على تويتر: "منذ 1994 ومنظومة الشمال تتعمد
الإقصاء والتهميش لأبطال قواتنا المسلحة الجنوبية وانتهجوا استراتيجية
(خليك بالبيت) ليتحول المقاتل الجنوبي ويصبح (مُت قاعدا)"، مضيفا "حرموهم
من حقوقهم وقهروهم وأذلوهم، فسحقا لكل من يستعجل موت الأبطال".

تحذير من تجاهل مطالب العسكريين

منذ أكثر من 75 يوما يفترش المعتصمون الأرض، أمام بوابة التحالف العربي،
ويلتحفون السماء، وبعضهم يعاني من الأمراض وأكثرهم كبار بالسن.. 75 يوما
تحت أشعة الشمس وتقلبات الطقس من أمطار ثم رياح وأتربة ثم حرارة الطقس،
والتحالف والشرعية لم تصرف رواتبهم المتأخرة، لماذا هذا السكوت؟!.

وحذر الخبير والمحلل العسكري خالد النسي من تجاهل مطالب العسكريين
الجنوبيين التي قد تغير الأوضاع في حال لم يستجب لهم أحد، وقال: "إن
جمعية المتقاعدين الجنوبيين عملت على تغيير الأوضاع رأسا على عقب"، مضيفا
"أرى اليوم أن مخيمات العسكريين الجنوبيين المحرومين من حقوقهم ستغير
الأوضاع إذا لم يستجب لمطالبهم أحد وستكون مطالبهم حينها أبعد من
المرتبات".

وأكد المعتصمون أنهم يطالبون بحقوقهم المشروعة التي تكفل لهم عيشا كريما
كبقية الموظفين، مشيرين إلى أنهم يطالبون بصرف المرتبات المتراكمة لأربعة
أشهر على التوالي (مارس أبريل مايو يونيو) لعام 2020م وصرفها فورا دفعة
واحدة، وصرف كافة مرتبات الأشهر الثمانية المتأخرة من الأعوام السابقة
2016م و2017م أو الإعلان عن جدول واضح وصريح لصرفها، وأيضا يطالبون بصرف
كافة مرتبات المنطقة العسكرية الثانية المتأخرة للعام 2020م والأعوام
السابقة، مؤكدين على مسألة انتظام صرف المرتبات نهاية كل شهر دون مماطلة
أو تسويف.

وأضاف المعتصمون "ضرورة صرف كافة مرتبات عمال المؤسسات والمرافق المدنية
الحكومية وتوفير كافة الخدمات الضرورية ومقومات العيش الكريم للشعب، وكذا
الانفاذ الفوري لقرارات التسوية للمتقاعدين والمسرحين قسرا وتسوية أوضاع
من لم تشملهم قرارات التسوية السابقة، وأيضا الاهتمام بشؤون وأحوال أسر
الشهداء والجرحى من خلال صرف مرتباتهم وتقديم كل أوجه الاهتمام والرعاية
لهم، نظرا لتضحياتهم".

وأكد المعتصمون على إعلاء قيم التصالح والتسامح وتمتين جسور الثقة
والتعايش الجنوبي بما يحافظ على تماسك النسيج الوطني والاجتماعي الجنوبي،
مشيرين إلى أنهم سيواصلون احتجاجهم وأنهم سيستمرون في التصعيد المتواصل
حتى يتم التجاوب وتلبية كافة مطالبهم الحقوقية.