آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-10:52ص

دولية وعالمية


محلل سياسي: تطبيع العلاقات مع إسرائيل يضعف الموقف الفلسطيني ولن يحد من نفوذ إيران

السبت - 12 سبتمبر 2020 - 06:14 م بتوقيت عدن

محلل سياسي: تطبيع العلاقات مع إسرائيل يضعف الموقف الفلسطيني ولن يحد من نفوذ إيران

(عدن الغد) وكالات:

أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مصطفى كامل السيد أن اتجاه بعض الدول الخليجية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل يضعف من القضية الفلسطينية، ولن يحد من نفوذ إيران في المنطقة كما تعتقد هذه الدول.

وقال السيد في تصريح لوكالة سبوتنيك، اليوم السبت، وتعقيبا على إعلان البحرين وإسرائيل أمس توقيع اتفاق سلام بينهما، إن "هذه الاتفاقات بالتطبيع تقوي من جانب إسرائيل لأن المبدأ الذي تستند إليه هذه العلاقات الجديدة هو السلام مقابل السلام، أي أن العرب لا يطلبون شيئا من إسرائيل، وإسرائيل لا تطلب شيئا من العرب سوى الدخول في علاقات طبيعية من دون ربطها بأي تقدم في مسار حل القضية الفلسطينية".

وأضاف السيد أن "البيان الذي خرج عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، تحدث عن وعد إسرائيل بعد المضي في خطة ضم مساحات من الضفة الغربية، وهو ما نفته إسرائيل لاحقا، أي أنه لم يكن هناك أي مقابل، ولا أظن أن هناك مثل هذه الإشارة في الاتفاق بين البحرين وإسرائيل، ومن ثم الجانب العربي لا يطلب وإسرائيل ليست تحت أي ضغط حتى تقدم تنازلات للجانب الفلسطيني".

 
وشدد السيد قائلا "هذا بالتأكيد يضعف من موقف الفلسطينيين في أي مفاوضات مقبلة، وضعف الموقف الفلسطيني كان واضحا في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية، حيث أخفق الوزراء في اتخاذ أي قرار يستجيب للمطالب الفلسطينية، والحد الأقصى لهذه المطالب هو الاستنكار لخطوات التطبيع التي اتخذتها الإمارات قبل هذا الاجتماع، وكنت أتصور أن الحد الأدنى أن يخرج الاجتماع ببيان يؤكد حل الدولتين، ولكن هذا أيضا لم يحدث وبالتالي هذا يبين أن القضية في أضعف مراحلها في الوقت الحاضر، والسبب أنه كان هناك إجماع نظري بين الدول العربية، الآن هذا الإجماع غير موجود، وبالتالي الموقف الفلسطيني في أضعف لحظاته التاريخية منذ بدأت هذه المشكلة".

وحول التحليلات التي ترى في اتجاه بعض حكومات الخليج لتطبيع العلاقات مع إسرائيل رغبة في الحد من نفوذ إيران في المنطقة، قال أستاذ العلوم السياسية المصري إن "هذا هو السبب الحقيقي لعقد هذه الاتفاقات".

وتابع موضحا "لكن لا أظن أن مثل هذه الاتفاقات تحد من النفوذ الإيراني في المنطقة، بالعكس فهي تزيد من توتر العلاقات بين هذه الدول وإيران، فإيران ما زالت موجودة في لبنان واليمن ولها علاقات قوية مع الفلسطينيين والسوريين، وبالتالي لا أظن أن مثل هذه الاتفاقات تضعف من نفوذ إيران في المنطقة، لأنها تتم مع دول علاقاتها كانت إلى حد ما عدائية مع إيران، ولا يمس هذا النفوذ الإيراني".

وأضاف "هذه الدول تتصور أن إسرائيل هي العدو الأساسي لإيران في المنطقة، ومن ثم التحالف مع إسرائيل يشكل نوعا من القوة للضغط على إيران، ولكن ليست هناك دلائل تشير إلى أن السياسة الإيرانية ستتغير بسبب هذه الاتفاقات، ومن ناحية أخرى، وهذه النقطة هامة، وهي أن إسرائيل لن تشن حربا على إيران مجاملة لهذه الدول، لأن مخاطرة إسرائيل بشن حرب على إيران هي مخاطرة غير مأمونة العواقب".

وأردف السيد "هناك وهم لدى حكومات الخليج بأن إسرائيل هي التي تقف ضد امتداد النفوذ الإيراني في المنطقة، رغم أن ما تقوم به إسرائيل هو أحد أسباب نمو النفوذ الإيراني في المنطقة لأن المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني والرافضين لسياسيات إسرائيل يرون أن إيران تقف حجرة عثرة أمام النفوذ الإسرائيلي في المنطقة".

وردا على سؤال حول احتمالات حدوث تقارب بين السلطة الفلسطينية وإيران جراء هذه الاتفاقات، قال السيد "من المحتمل أن نشهد تقاربا في الفترة المقبلة بين إيران والسلطة الفلسطينية، لأن الاختيار العقلاني للسلطة الفلسطينية هو أن تحاول توطيد علاقاتها مع القوى التي تعادي إسرائيل، حتى وإن كانت لا تشارك هذه القوى في كل تصوراتها. لم نر حتى الآن دلائل على هذا التقارب، لكن اعتقد أن هذا الاختيار سيكون منطقيا أمام الفلسطينيين".