آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-06:05م

حوارات


في لقاء جريء وشفاف مع (عدن الغد).. قائد قوات حماية المنشآت : نعمل بكل تفانٍ وإخلاص لتأمين مؤسسات ومرافق الدولة لتواصل تقديم خدماتها للمواطنين

السبت - 12 سبتمبر 2020 - 05:16 م بتوقيت عدن

في لقاء جريء وشفاف مع (عدن الغد).. قائد قوات حماية المنشآت : نعمل بكل تفانٍ وإخلاص لتأمين مؤسسات ومرافق الدولة لتواصل تقديم خدماتها للمواطنين

عدن (عدن الغد) خاص:

- استقرار البلاد لا يكون إلا بتأمين المرافق الحكومية وفساد الموظفين هو السبب الرئيس في معاناة المواطن

 

- نحن على تواصل مستمر مع مديري المنشآت الحيوية والخدمية للتوصل إلى حلول بشأن الموظفين الفاسدين في تلك المنشآت

 

- نشكر قيادة مملكة الحزم والعزم ممثلة بالملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على مواقفهم الأصيلة وجهودهم الكبيرة لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة

 

- يعمل أفراد حماية المنشآت بكل تفانٍ وإخلاص لتأمين مؤسسات ومرافق الدولة لتواصل تقديم خدماتها للمواطنين

 

التقاه / صديق الطيار:

 

كشفت الظروف الأمنية التي مرت وتمر بها العاصمة عدن منذ تحريرها من مليشيات الحوثي الإرهابية عن معادن الرجال، فالأزمات والفتن والمحن هي المعيار الأول لمعرفة القيمة الحقيقية للرجال.

 

وقد أفرزت لنا الظروف الصعبة والاستثنائية التي عاشتها مدينة عدن قادة يوزنون بالذهب لما يتمتعون به من وطنية وإخلاص وتفانٍ في أداء مهامهم والمسؤوليات التي تقع على عاتقهم، والذين بذلوا ومازلوا يبذلون الغالي والنفيس، وتعهدوا بمضاعفة جهودهم لإرساء مداميك وأسس الأمن والاستقرار لعدن خاصة والجنوب بشكل عام، انطلاقا من الواجب الديني والوطني والأخلاقي تجاه هذا الوطن الغالي والمواطن الذي جعلوه محور اهتمامهم.

 

(عدن الغد)، في هذا الصدد، التقت قائد قوات حماية المنشآت في عدن ولحج، العميد أحمد مهدي بن عفيف، الذي يعد من أبرز القيادات الأمنية في الجنوب، ومن الذين كان لهم الدور الفعال والأبرز في تثبيت الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة في عدن والمحافظات المجاورة وإعادة السكينة العامة إلى مدنها ومناطقها وقطع يد العبث والتخريب والنهب الذي نال من مؤسسات الدولة الحيوية والخدمية، وخرجت بهذه الحصيلة الشفافة والواضحة.. فإلى التفاصيل.

 

قوات حماية لمرحلة استثنائية

 

يقول العميد أحمد مهدي بن عفيف عن تأسيس قوات حماية المنشآت: "بعد تحرير محافظة عدن من مليشيات الحوثي الإجرامية شهدت المدينة انفلاتا أمنيا غير مسبوق ودخلت عدن والمحافظات المجاورة في فوضى عارمة، فتعرضت المؤسسات والمنشآت الحكومية في المدينة لأعمال سلب ونهب وتخريب ومحاولة تدمير والإجهاز على ما تبقى من بنى تحتية للدولة، فأنتج ذلك الوضع الفوضوي معاناة لسكان مدينة عدن وما جاورها، والذين اكتووا بنيران تلك الأعمال التخريبية التي طالت المؤسسات الحيوية والخدمية، وعانى الأهالي في تلك المرحلة الاستثنائية والحرجة أسوأ مما عانوه أثناء فترة الحرب والنزوح.. فكان لابد من وجود قوة أمنية لوضع حد للاختلالات الأمنية وأعمال التخريب والتدمير للمؤسسات والمنشآت الحكومية لإعادة الحياة في مدينة عدن إلى طبيعتها ليلمس الأهالي الأمن والاستقرار بعد عودتهم من مناطق النزوح إلى منازلهم بعد فترة من البؤس والشقاء والخوف والقلق والجوع والمرض قضوها أثناء الحرب.

 

فتم حينها تأسيس قوات حماية المنشآت بتكليف ودعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودأبنا على استقطاب الكفاءات المتميزة من الكوادر البشرية وتدريبها تدريبات تخصصية ونشرها على المباني والمنشآت الحكومة الخدمية والحيوية في عدن ولحج لتأمينها وحمايتها من الاعتداء أو التخريب أو الإرهاب".

 

وأضاف: "تعتبر قوات حماية المنشآت من القطاعات الأمنية التي تدربت تدريباً مكثفاً على التعامل مع كافة أنواع الأسلحة وكيفية التصدي لأي هجوم على المنشآت الهامة، وواجهتنا أوقات عصيبة جدا بداية التأسيس بسبب الانفلات الأمني، والحمد لله قامت قوات حماية المنشآت بدورها في تأمين المرافق والمنشآت الحكومية وحفظتها من أعمال السلب والنهب والبلطجة".

الموطن محط الاهتمام الأساسي

 

 

وتابع العميد بن عفيف لـ(عدن الغد): "فالهدف الرئيس من تأسيس قوات حماية المنشآت هو تأمين مؤسسات ومنشآت الدولة وحفظها من أيادي العبث والتخريب لضمان استمرار عملها بشكل طبيعي لتقديم خدماتها للمواطنين.. فالموطن هو محط اهتمامنا الأساسي ونبذل من أجل أمنه واستقراره كل ما بوسعنا ونقدم التضحيات الكبيرة من أجل تأمين خدماته.

 

طبعا التحالف العربي ممثل بالمملكة العربية السعودية يبذل جهودا جبارة في الجانب الأمني والمدني بشكل عام ودعمهم واضح وجلي ومستمر للواء حماية المنشآت منذ تأسيسه إلى يومنا هذا لتأمين مرافق الدولة لتسيير أعمال المواطن، فهذه المرافق والمنشآت الحكومية هي من تقدم خدمة للمواطن، فاستقرار المدينة والبلاد عموما لا يكون إلا بتأمين المرافق الحكومية.. البعض قد يهملها وينظر إلى أمور أخرى، بينما تأمين وحماية المرافق والمنشآت الحكومية هو الأهم، لأن المواطن لا يمكن أن ينعم بالاستقرار إلا بالحفاظ على البنى التحتية وتأمينها من أي عبث أو تخريب قد يؤدي إلى زوالها.

 

الحمد لله الأخوة السعوديون مطلعون على الأمور وإن شاء الله خلال مراحل قادمة يتم ترتيب الوضع الأمني والمدني بشكل أفضل مما هو عليه الآن بعد تطبيق اتفاق الرياض".

دور كبير للمملكة

 

واستطرد: "طبعا خادم الحرمين الشريف جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان يقومان بدور كبير في اليمن منذ بداية عاصفة الحزم في 2015م سواء في المجال الأمني أو المجال المدني إلى يومنا وبوتيرة عالية دون انقطاع".

 

وعن حدود المسؤوليات الأمنية لقوات حماية المنشآت قال بن عفيف: "المهام الأساسية أو الرئيسية لقوات حماية المنشآت هي تأمين المرفق الحكومي أو المنشأة الحكومية من أي اعتداء خارجي أو أي أعمال فوضى قد تحصل في داخل هذه المؤسسة أو المنشأة التي تقدم خدمة للمواطن لتسيير عمل الموظفين والعاملين وتوفير الجو الأمني والنفسي الملائم لهم.

 

وكل عمل لابد أن تلحقه تكاليف وخسائر، فعندنا ما يقارب 28 شهيدا أكثرهم استشهدوا أثناء أداء واجبهم، وما يزيد على 32 جريحا أيضا جرحوا أثناء تأديتهم واجبهم، وفي التفجير الإرهابي على مبنى العمليات تكبدنا 9 شهداء و17 جريحا، ومازلنا نقدم التضحيات في سبيل تأدية الواجب الوطني والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا".

 

الحفاظ على الخدمات 

وأكد العميد أحمد بن عفيف أن العمل الذي تقوم به قوات حماية المنشآت "ليس بالسهل ولا بالهين في ظل الأوضاع والظروف الراهنة.. نحن نحاول أن نطبع الأمور ونبذل قصارى جهودنا ليكون الوضع الأمني طبيعيا، خصوصا في المرافق الحكومية ومحيطها".

 

وأوضح بالقول: "كل فوضى أو اختلال أمني يحصل في المنشآت الحكومية نتعرض فيه للضغط، مثلا أثناء أزمة جائحة كورونا حصل لقوات حماية المنشآت ضغط بسبب هروب بعض الأطباء وكانت المستشفيات خالية، والكل يعلم هذا الكلام، وتحمل أفراد حماية المنشآت عبئا كبيرا وعملوا فوق طاقاتهم وفوق مهامهم.

 

وأيضا أزمة الكهرباء التي تكون عادة في فصل الصيف سنويا والمتمثلة بالانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي ونتيجة لتلك الانقطاعات يتحمل أفراد حماية المنشآت عبئا كبيرا، حيث تكون هناك مظاهرات عند مناطق ومحطات الكهرباء، ويحاول بعض المتظاهرين تكسير وتخريب معدات وأدوات المحطات لاعتقادهم أن ذلك تعبير عن غضبه وسخطه نتيجة لانقطاع الكهرباء، بينما في حقيقة الأمر ما يفعله هؤلاء إنما هو تخريب وتعطيل لخدمة يستفيد منها هو وغيره ولو بالحد الأدنى، وهذا يدل على انعدام واضح للوعي، لأن المفروض على المواطن أن يعي أن هذه الخدمات وجدت لمصلحته وأنه لابد من الحفاظ على ما تبقى منها لا أن يقضي ويدمر ما تبقى.

 

كذلك عند أزمة انقطاع المياه نلاحظ خروج المظاهرات ومحاولات البلاطجة افتعال الفوضى بتحطيم وتخريب مواسير المياه، غير مدركين أنهم بهكذا فعل لن يصلهم الماء نهائيا إلى منازلهم، حيث يكون هناك عطل أو خلل ما في مضخة أو في آبار المياه فيؤثر ذلك على قوة الضخ الكافي فيتسبب ذلك في انقطاع أو ضعف المياه الواصلة إلى المنازل لمدة يوم أو يومين أو أسبوع حتى ينتهي المهندسون من إصلاح ومعالجة الخلل، لكن ما نلاحظه أن المخربين يزيدون الطين بلة بتخريب مواسير وأنابيب المياه". 

بين مطرقة المواطن وسندان المؤسسة

 

وقال العميد: "ندرك تماما أن أي عمل لا يخلو من العراقيل والتحديات وتواجه رجال حماية المنشآت مشكلات وصعوبات في كل مرفق تقريبا، على سبيل المثال مؤسسة الكهرباء أبرز المشكلات التي تواجهنا فيها حينما لا يتم الاستجابة من قبل فرق الطوارئ لبلاغات الموطنين عن أي خلل قد يطرأ في التمديدات أو المحولات الكهربائية في أي منطقة، الأمر الذي يجعلنا في مواجهة المواطنين الغاضبين الذين يتجمهرون أمام مقرات المحطات أو المناطق الكهربائية ويحاولون اقتحامها والاعتداء على موظفيها بسبب استمرار انقطاع الكهرباء عن منازلهم لعدة أيام بسبب ذلك الخلل الذي بلغوا عنه ولم يتم الاستجابة لهم بالنزول وإصلاحه من قبل فرق الطوارئ الذين يتقاعسون عن أداء مهامهم بالشكل المطلوب، والذين يتحججون بعدم صرف المخصص المالي لنزولهم وما شابه ذلك من الحجج والأعذار غير المقبولة، ويكون المواطن هو ضحية لذلك التجاهل الاستهتار واللامبالاة من قبل فرق طوارئ الكهرباء التي تجعلنا في الواجهة واقعين بين مطرقة المواطن وسندان المؤسسة المكلفين بحمايتها وحماية عمالها وموظفيها".

 

دورات تدريبية وتأهيل مستمر

 

وأشار العميد بن عفيف إلى أن "أفراد حماية المنشآت في الأخير يقومون بالتعامل مع تلك المشكلات وحلها بكل سلاسة دون أي يكون هناك أي احتكاك أو اعتداء على المواطنين بحكم ما اكتسبه رجالنا من خبرات في الدورات التدريبية والتأهيلية التي نقيمها لهم باستمرار لحل مثل هكذا مشكلات".. وقال: "ندرك أن المواطن يطالب بالخدمات كحق من حقوقه لكن الطريقة التي يستخدمها في الحصول على هذا الحق غير صحيحة عبر التهجم واقتحام المنشأة والتعدي على عمالها وموظفيها". 

وأضاف: "وفي المؤسسات الصحية كمثال آخر لما يواجهه أفراد حماية المنشآت من مشكلات، حيث يجد رجالنا أنفسهم في مواجهة المواطن أو المرافق للمريض في حال حصل أي خطأ طبي للمريض، حيث يحاول هذا المواطن التهجم على طاقم المستشفى أو على الطبيب المتسبب بهذا الخطأ، وحينها يبذل رجالنا كل جهودهم للحيلولة دون تفاقم المشكلة، وهكذا في بقية المرافق والمؤسسات الحكومية يعمل أفراد حماية المنشآت على حل المشكلات الطارئة شبه اليومية بكل جدارة واقتدار وبأقل الخسائر، وعلى قاعدة (لا ضرر ولا ضرار). 

ومع كل ذلك تأتينا بلاغات من قيادات تلك المنشآت بأننا نتدخل في شؤونهم الداخلية، مثلا حينما يأتي المواطنون المتظاهرون الغاضبون إلى بوابات المؤسسات أو المرافق ويحاولون اقتحامها، يذهب فرد من أفراد حماية المنشآت لمعرفة ما حصل ومحاولة احتواء المشكلة، فيقول موظفو تلك المنشآت إننا نتدخل في شؤونهم الداخلية، ونقول لهم إن تقصيركم في عملكم هو من أنتج هذه المشكلة وجعلنا في مواجهة مع المواطنين الغاضبين من أجل حمايتكم.. شؤونكم الداخلية إذا لم تؤدوها بشكل صحيح وعلى أكمل وجه فإن ذلك يشكل عبئا علينا سواء في الكهرباء أو المياه أو الصحة وغيرها، لأن التقصير في أداء المهام الخدمية طبيعي جدا أن يتسبب ذلك في إثارة غضب المواطن وسخطهم".

 

تواصل مستمر مع المسئولين

 

وعن التواصل مع مديري منشآت ومرافق الدولة قال قائد قوات حماية المنشآت العميد بن عفيف: "نحن على تواصل مع الوزراء ومسئولي الوزارات الحيوية والخدمية للتوصل إلى حلول للفساد الموجود في مؤسسات الدولة والذي أنتج مثل هذه المشكلات شبه اليومية، فمكافحة الفساد يجب أن تكون من داخل المرفق الحكومي نفسه، فلابد على الموظف الإحساس بالمسؤولية التي تقع على عاتقه ويحس بهموم ومعاناة المواطن جراء انقطاع الكهرباء أو المياه وغيرها من الخدمات الضرورية للمواطن، فقد يكون الخلل بسيطا جدا لكن الإهمال واللامبالاة من قبل القائمين على هذه الخدمات وفرق الطوارئ تتسبب بمعاناة عدد كبير من المواطنين الذين لا ذنب لهم فيما يطلبه هؤلاء العمال للقيام بواجبهم في إصلاح هذا الخلل". 

وتابع العميد بن عفيف: "صراحة يعمل أفراد حماية المنشآت بكل تفانٍ وإخلاص انطلاقا من واجبهم الوطني والأخلاقي لتأمين مؤسسات ومرافق الدولة لتبقى تقدم خدماتها للمواطن ولو بالحد الأدنى، ويقدمون في سبيل ذلك تضحيات جليلة لا ينكرها إلا جاحد".

مع التحالف العربي

 

وفي ختام حديثه لـ(عدن الغد) قال العميد أحمد مهدي بن عفيف: "ندعو الأخوة الوزراء إلى سرعة اتخاذ قرارات ضد الموظفين الفاسدين الذين لا يقدرون مسؤولياتهم تجاه المواطن ولا يحسون بالعبء الكبير الذي يتحمله المواطن، والتي تفاقم معاناة المواطنين.

 

ونشكر دول التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، ونشكر قيادة مملكة الحزم والعزم ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، على مواقفهم الأخوية الأصيلة وكل ما يبذلونه من جهود جبارة لتطبيع الأوضاع في المحافظات والمناطق المحررة، ونحن مع قيادة دول التحالف منذ بداية التحرير إلى يومنا هذا ومعهم حتى يتم تحقيق أهداف عاصفة الحزم كاملة بتحرير اليمن من مليشيات الحوثي".